الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«أشباه الُموَصِّلات» يستهدف إعداد طاقات شابة للمستقبل

«أشباه الُموَصِّلات» يستهدف إعداد طاقات شابة للمستقبل
17 يوليو 2010 21:43
تقاربت أعمارهم ومستوياتهم العلمية ورؤاهم المستقبلية، نخبة شبابية صغيرة السن، كبيرة التطلعات، تختبر قدراتها العلمية وتطور مهاراتها الفكرية ضمن المعسكر الصيفي الذي تنظمه أكاديمية الأطفال المبدعين برعاية شركة استثمار التكنولوجيا المتطورة ومجلس أبوظبي للتعليم، تحت عنوان «نخبة علماء المستقبل» وهم نخبة صغار يراد من تدريبهم وتكوينهم، أن يصبحوا علماء مستقبل الإمارات، اختيروا بناء على معدلاتهم العالية وتميزهم في المواد العلمية والرياضية من مجموعة من مدارس أبوظبي، وهم اليوم في معسكر صيفي تدريبي يهدف وضعهم على طريق التكنولوجيا وتفاصيلها الدقيقة، وذلك ضمن المعسكر الصيفي الأول لطلبة الصف الثامن والتاسع والعاشر من مدارس أبوظبي حول الإلكترونيات الدقيقة وبرمجة الروبوتات. يهدف المعسكر الصيفي الأول لطلبة الصف الثامن والتاسع والعاشر من مدارس أبوظبي حول الإلكترونيات الدقيقة وبرمجة الروبوتات إلى تدريب طاقات شابة إماراتية لتتقلد مناصب مهمة في مجال الصناعات الإلكترونية والتكنولوجية العالية، ويدخل ذلك ضمن تجهيز نخبة من علماء المستقبل لتسيير مصنع تعتزم شركة استثمار التكنولوجيا المتطورة خلال 2015 إنشاءه، وفي هذا الإطار تقول فاطمة المرزوقي، مدير مساعد وحدة تنمية قطاع التكنولوجيا المتطورة في أبوظبي، عن سبب دعم الشركة لهذا المعسكر، وأهدافها المستقبلية التي تزمع تحقيقها من خلال دعمها لهذا المشروع: تنوي شركة استثمار التكنولوجيا المتطورة إنشاء مصنع، لأشباه الموَصِّلات سنة 2015 وهي محتاجة لكوادر وطنية مؤهلة، لها من الخبرات العالية والمهارات ما يخولها لإدارة هذا المصنع. وتضيف المرزوقي في نفس السياق: أن برامجنا تستهدف المدارس والجامعات بشكل عام، إناثاً وذكوراً، حيث يشمل هذا المعسكر تدريب 22 طالباً من مختلف مدارس أبوظبي، وسنتابع هؤلاء المتدربين مستقبلاً، وإن اقتضى الأمر سنرسلهم في بعثات إلى الخارج لاكتساب مهارات أعلى مستقبلا، وذلك للتمكن من قطاع التكنولوجيا الدقيقة، وركزنا في اختيار الطلبة أن يكونوا من دولة الإمارات، وأن يحوزوا معدلات عالية في مجال الرياضيات والعلوم، مما سيساعدهم على استيعاب ما يقدم لهم من مواد تكنولوجية، والاستمرار في دعم هذا المشروع يتوقف على مدى تفاعل وقبول الطلبة بمثل هذه التقنيات وحبهم لها وتعاطيهم معها بشكل إيجابي. وتثير فاطمة المرزوقي نقطة ثانية ترى من خلالها إشراك الأهل في هذا المعسكر، وذلك بإقناعهم وتقريبهم من إيجابياته وأهدافه المستقبلية، حتى يستطيعوا بدورهم إقناع أبنائهم. برنامج نخبة علماء المستقبل عن البرنامج، وعن أهدافه الممتدة في المستقبل، تقول سمية روبين أندي المدير العام لأكاديمية الأطفال المبدعين: انطلقت فعاليات المعسكر الصيفي في الثالث من الشهر الجاري، وهو يستمر طيلة هذا الشهر باسم «نخبة علماء المستقبل» الذي تنظمه أكاديمية الأطفال المبدعين تحت رعاية ودعم شركة استثمار التكنولوجيا المتطورة (آتيك) ومجلس أبوظبي للتعليم، ويركز على تأهيل المشاركين لاجتياز المستوى الأول من برمجة وتركيب الروبوتات والمتحكمات الصغيرة والدقائق الإلكترونية وأشباه الموصلات، وذلك في مقر نادي ضباط القوات المسلحة في أبوظبي، ويهدف المعسكر إلى تعزيز مهارات الموهوبين الإماراتيين في هذا المجال كما يركز على صقل مهارات الطلبة القيادية والتربوية والبدنية ورفع مستوى تقدير الذات وتحفيز مهارات التفكير لديهم، حيث سيوفر لنخبة من الطالبات والطلبة الإماراتيين من الصف الثامن والتاسع والعاشر من مدارس أبوظبي والذين يصل عددهم إلى 22 طالباً وطالبة فرصاً متميزة للمعرفة، والتفكير الابداعي، وحل المشكلات، والتطبيقات العملية، مع بعض الفعاليات الترفيهية، والتي تهدف جميعها إلى تعريفهم على عالم الإلكترونيات الدقيقة وتطبيقات التكنولوجيا الحديثة وصقل مهاراتهم القيادية. معرفة تكنولوجية في سياق آخر أشارت فاطمة المرزوقي إلى أن الطلاب سيتعرفون خلال هذا المعسكر إلى تكنولوجيا أشباه الموصلات التي تشكل جوهر المعدات الإلكترونية والكهربائية، من الهواتف المحمولة والهواتف الذكية إلى السيارات، ومن التلفزيونات إلى إم بي 3 ومن الحواسيب المحمولة إلى أنظمة الملاحة، وتمتد هذه القائمة إلى مالا نهاية، كما أضافت المرزوقي: «سيتعرف طلابنا خلال هذا المعسكر الصيفي إلى تكنولوجيا أشباه الموصلات التي تشكل جوهر المعدات الإلكترونية والكهربائية من حولنا، من الهواتف المحمولة والهواتف الذكية إلىَ السيارات، ومن التلفزيونيات إلى أجهزة MP3، ومن أجهزة الكمبيوتر المحمولة إلى أنظمة الملاحة، وسنزود طلابنا بلمحة شاملة عن الإلكترونيات الدقيقة من خلال التدريب العملي على مختلف الأنشطة التي من شأنها إعدادهم للتعامل مع الإلكترونيات الدقيقة، وهذه التكنولوجيا الحديثة ليست بالشيء الغريب على مجتمعنا، حيث يحمل معظم سكان أبوظبي أكثر من محمول، ونسارع إلى استخدام أحدث أنواع التكنولوجيا، واليوم تتاح للطلبة الفرصة ليكونوا من رواد تحول إمارة أبوظبي من مستهلك للتكنولوجيا إلى مطور لها، حيث حددت حكومة أبوظبي قطاع التكنولوجيا المتطورة باعتباره أحد أهم المجالات الاستراتيجية لتعزيز الاستثمارات في إطار خطة الحكومة الاقتصادية 2030 التي تسعى لبناء اقتصاد متنوع قائم على المعرفة، وتضيف المرزوقي: قمنا بتوحيد الجهود مع أكاديمية الأطفال المبدعين لتنظيم هذا المعسكر، وإشراك نخبة من المواهب الشابة اللامعة في قطاع تكنولوجيا الإلكترونيات الدقيقة، التي تقف وراء تشغيل العديد من الأجهزة والأدوات التي يستخدمونها في حياتهم اليومية. وحدات البرنامج تتحدث سمية روبين أندي، المدير العام لأكاديمية الأطفال المبدعين، وعن وحدات البرنامج فتقول: يتضمن البرنامج ثلاث وحدات منها وحدة الروبوت، كما تغطي الدورات ثلاثة محاور منها محور الكمبيوتر، إذ يقوم على تعليم برامج وتركيب الروبوت، وأيضاً على بناء برامج متخصصة للروبوت ضمن معايير عالمية، بحيث يكونوا قادرين مستقبلاً على دخول مسابقات «أولمبياد الروبوت العالمي»، وفي هذا الإطار ننوي إدخال مجموعة من المتميزين في هذه الدورة إلى مسابقة عالمية اسمها «الفورست ليغو». أما الوحدة الثانية فهي وحدة الإلكترونيات الدقيقة، وفي هذه الوحدة يتعرف الطلاب إلى هذا الحقل، وسيطورون مهاراتهم الفكرية والتكنولوجية، وينمون قدراتهم في التعامل مع الدارات الكهربائية، ويخلقون دارات كهربائية خاصة بهم، وعلى إثر ذلك سيشاركون في مسابقات محلية، إذ سنعمل على إشراك أكثرهم إبداعاً وتفوقاً، أما عن الوحدة الثالثة فتقول سمية إنها تتعلق بأشباه الموصلات وتشرح ذلك بالقول: هذه الوحدة تركز على تعريف الطلاب بكيفية إصلاح أي جهاز في البيت من التكنولوجيا المحيطة بنا، منها التلفزيون مثلاً أو اللاب توب، أو الأدوات الكهربائية، بحيث يستطيع تفكيكها وإصلاحها ثم تركيبها من جديد، بالإضافة لهذه المحاور تذكر سمية فيما يخص هذا المحور: هناك عامل مهم جدا يتعلق بتطوير الذات، ورفع مستوى تقديرها، حيث نطمح أن يمتلك أي إماراتي كفاية الانتماء وكفاية الهدف وكفاية الأمان والهوية، وهي الأسس الأساسية التي يركز عليها تكوين الشخصية في هذه المرحلة، وبما أن الطلبة تتراوح أعمارهم بين 14 سنة و16 فإننا نعمل على رفع مهاراتهم القيادية من خلال هذا المعسكر. مدربون متخصصون بدورها تتوسع سمية روبين آندي، المدير العام لأكاديمية الأطفال المبدعين قائلة: سيترأس ورش العمل المتخصصة والأنشطة الترفيهية الهادفة المقدمة لهؤلاء الطلبة عدد من الكوادر المتخصصة الوطنية وغير الوطنية الرائدة في هذا المجال، كما سيركز البرنامج التدريبي اليومي المستمر لمدة شهر على تدريب النخبة على التعامل مع الإلكترونيات الدقيقة والروبوتات وأشباه الموصلات، كما يعمل البرنامج على تعزيز ثقة المشاركين بأنفسهم وخلق روح الفريق ورفع مستوى تقدير الذات من خلال ورش العمل المتخصصة ودورات مهارات التفكير الابتكاري والمحاضرات التوعوية والأنشطة الرياضية والحوارات المفتوحة مع قيادات الدولة وزيارات ميدانية لعدد من المؤسسات التعليمية الإماراتية المتخصصة في مجالات العلوم والهندسة. شهادات منهمكون في أعمالهم يتفحصون الأجهزة الدقيقة بشغف معرفي، في جماعات، إناثاً وذكوراً في بيئة جُهّزت لتساعد على الإبداع، منهم 11 طالبة و11 طالباً اختيروا بناء على معايير المعدلات العالية في مواد علمية ورياضية، كانت بينهم أمل سعود المنصوري الصف التاسع من مدرسة الريم النموذجية التي قالت عن سبب دخولها في هذا المعسكر وهدفها من ذلك: تم اختياري من خلال مقابلة نجحت في اجتيازها، وأنا متميزة في الرياضيات والعلوم والفيزياء، ومن أمنياتي أن أكون مهندسة فيزياء، أما عما أعجبها في هذا المعسكر التكنولوجي فتقول: كان لي شغف منذ صغري بتفكيك الأشياء لمعرفة تفاصيلها وجزئياتها، واليوم تسمح لي هذه الفرصة بالاحتكاك أكثر بالتكنولوجيا، حيث أنظر للأمور من زوايا مختلفة وبطرق أكثر عمق، خاصة أن المدربين يتمتعون بكفاءة في إيصال المعلومة وتبسيطها، وما أعجبني كثيراً في هذا المعسكر هو الدوائر الكهربائية، وكيفية توصيل الكهرباء، إذ تعلمنا منها أشياء في المدرسة، ولكن نتلقاها هنا أكثر عمقاً، وتكشف أمل أن عائلتها أجلت السفر إلى ما بعد إكمال هذه الدورة نظراً لأهميتها. في حين تقول نورة يوسف المنصوري، الصف الثاني عشر من مدرسة حنين، إن المعسكر أعجبها بشكل كبير، خاصة في جانب تركيب الروبوتات بكل أنواعها واختصاصاتها، وتقول عن ذلك: تعلمت أشياء كثيرة منها مثلاً طريقة قراءة الروبوت للألوان، وذلك عن طريق برمجته، بحيث يعكس شعاعاً على السطح الموجود أمامه، والضوء يحدد الألوان أو المسافة من خلال أرقام، إذ يشكل كل رقم لون معين، كما تعلمنا كيفية حمل الروبوت لشيء من مكان لآخر، كل ذلك عن طريق البرمجة، هكذا فإنني أنوي الاستمرار في مثل هذه البرامج حيث اكتشفت أنني شغوفة بهذا المجال. أما محمد فاضل حماد من الصقور النموذجية الصف العاشر، فقد قال إنه يحب الرياضيات بشكل كبير جدا، وحلمه الهندسة البترولية أو هندسة طيران، وأضاف أن الرياضيات لها علاقة وطيدة بالإلكترونيات، والبرنامج الصيفي التكنولوجي أتاح له التعرف إلى أشياء أخرى لم يتعلمها في المدرسة، بحيث تعلم أنه ليس المهم أن يرى الشيء ويصنع مثله، ولكن أن يرى ويتعلم ويصنع غيره بطرق مشابهة.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©