الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«ذا هيل» تكشف: قطر تدعم البرنامج النووي والصاروخي للنظام الوحشي في كوريا الشمالية

27 يوليو 2017 00:49
دينا محمود (لندن) فجرت وسائل إعلام أميركية مفاجأةً من العيار الثقيل عبر كشفها النقاب عن وجود علاقات بين قطر والنظام الشيوعي الحاكم في كوريا الشمالية، ما يساعده على مواجهة الآثار المترتبة على العقوبات الدولية المفروضة عليه بسبب برامجه الصاروخية والنووية التي تزعزع الاستقرار في شبه الجزيرة الكورية. وفي مثالٍ نادرٍ في عالم السياسة على صحة ما يُقال من أن «الطيور على أشكالها تقع»، قالت صحيفة «ذا هيل» الأميركية، إن السلطات القطرية توفر وظائف لجنود ومدنيين من هذه الدولة الشيوعية المنبوذة دولياً، بسبب سياساتها الهوجاء وتحديها للمجتمع الدولي، وهو ما يماثل التهديد الذي تشكله السياسات القطرية الطائشة للوضع في منطقة الخليج. وأشار مقال نشرته الصحيفة للكاتب سلمان الأنصاري إلى أن العملة الصعبة التي يحصل عليها العاملون الكوريون الشماليون في قطر، ممن يتم تبديلهم كل ثلاثة أعوام، تمثل أداةً مهمة «لدعم اقتصاد البلاد الهش». وأماط المقال اللثام عن أن عدد هؤلاء العمال يبلغ نحو 3 آلاف كوري شمالي، يشاركون في الأنشطة الرامية للتجهيز لاستضافة قطر بطولة كأس العالم لكرة القدم المزمع إقامتها عام 2022، وذلك «على الرغم من التحركات التي يتخذها المجتمع الدولي» ضد النظام «الوحشي» الحاكم في بيونج يانج. وأشار المقال إلى أن سلطات الدوحة تُشغّل هؤلاء العمال في مدينة لوسيل الواقعة إلى الشمال من الدوحة، والتي يُفترض أن تشهد حدثاً كروياً مهماً ألا وهو المباراة النهائية للمونديال. واستعرضت الصحيفة الأميركية تاريخ العلاقات بين النظامين المعزولين في قطر وكوريا الشمالية، وقالت إن هذه العلاقات بدأت عقب وقوع هجمات الحادي عشر من سبتمبر الإرهابية في الولايات المتحدة، وتصاعدت وتيرتها منذ عام 2003 وحتى اليوم. وأوضحت «ذا هيل» أن العمال الكوريين الشماليين الذين يعملون في قطر يتم استقدامهم عبر شركات توظيف محلية تعمل في الدولة الشيوعية من بينها «سودو للإنشاءات» و«نامجانج للإنشاءات» و«جِنسو». وأضافت الصحيفة الأميركية أن كل هذه الشركات مملوكة لمكتب الإنشاءات الخارجية في كوريا الشمالية، وهو مؤسسة حكومية بطبيعة الحال. وأوضحت أن بعض العمال الكوريين الشماليين في قطر هم جنودٌ أرسلتهم القيادة الحاكمة في بيونج يانج إلى الخارج لكسب أموال تسهم في دعم الجيش الكوري الشمالي. وأشار المقال إلى أن وجود العمالة الكورية الشمالية في الأراضي القطرية حتى قبل حصول «الإمارة المعزولة» على حق تنظيم المونديال «يبرز العلاقات التي تربط بين الدوحة وبيونج يانج». وتنقل الصحيفة الأميركية عن خبراء ومنشقين كوريين شماليين قولهم، إن العمال القادمين من هذا البلد للعمل في قطر لا يحصلون على أجورهم سوى عندما يعودون إلى وطنهم. المشكلة أنهم يباغتون عند العودة - كما تقول الصحيفة - إنهم لا يتقاضون سوى 10% من هذه الأجور فحسب، وهو ما يعني أن الجانب الأكبر من تلك الأموال يذهب لدعم اقتصاد كوريا الشمالية التي تُوصف على نطاق واسع بـ«الدولة المارقة». الأسوأ من ذلك بحسب المقال، أن هؤلاء العمال يعتبرون بمثابة «عبيد» في ظل نظام العمل المطبق في قطر على العمالة الأجنبية. ويشير الكاتب إلى أن من يُسرحون منهم من أعمالهم لا يستطيعون مغادرة «الإمارة المعزولة» بل يتجه العدد الأكبر منهم إلى بيع الخمور بشكل غير مشروع، وذلك «كجزءٍ من شبكة غير مشروعة (تستهدف) دعم الاقتصاد الكوري الشمالي». ويخلص المقال للقول، إن ذلك يعني أن كل الدخول التي يحصل عليها العمال عبر نظام العمل بالسخرة هذا «تذهب مباشرة إلى (دعم) البرنامج النووي والصاروخي» المميت لبيونج يانج. واعتبر أن ما يحدث يشير إلى أن «قطر وحليفتها إيران - التي تخضع برامجها الصاروخية والنووية لعقوباتٍ» بدورها، تشكلان «شبكة مثلثة» تضم كوريا الشمالية كذلك على ما يبدو، وتختص بـ«الإرهاب والفوضى بهدف تحدي الاستقرار العالمي». وتؤكد الصحيفة الأميركية أن الدوحة تساعد كلاً من طهران وبيونج يانج على تحقيق أهدافهما، وهو ما يعني أن أمير قطر تميم بن حمد وحكومته «يقوضان النظام العالمي على نطاق أوسع بكثير مما وُثِق في السابق». وتعرب «ذا هيل» عن مخاوفها من إمكانية أن «تُسلح قطر العمال الكوريين الشماليين، الذين يعملون في الدوحة.. لحماية الدولة القطرية كما تفعل تركيا في الوقت الحالي»، في إشارة إلى القوات التركية المتمركزة في الأراضي القطرية. وفي نهاية المطاف، تقول الصحيفة، إن الشراكة بين الدوحة وطهران وبيونج يانج «خطرٌ علينا جميعاً.. وتحتاج إلى عمل منسق من جانب المجتمع الدولي للتخلص من هذا الشر». من جهة أخرى، أجمعت وسائل الإعلام العالمية في تغطياتها لتطورات الأزمة الناشبة بين قطر والدول الداعمة لمكافحة الإرهاب أن إعلان هذه الدول إضافة المزيد من الكيانات والأفراد إلى قوائمها المحظورة، يشكل رفضاً من جانبها لأي محاولات لدفعها إلى الدخول في مفاوضات مباشرة مع الدوحة، وذلك في ظل تمسك الأخيرة بعنادها ومواقفها المتعنتة.  وألمحت وكالة «بلومبرج» الأميركية للأنباء إلى أن إعلان الدول الرافضة للسياسات التخريبية التي تنتهجها الحكومة القطرية عن تحديث قوائمها للكيانات والأفراد المتورطين في الإرهاب بدعمٍ من الدوحة، يشكل رفضاً ضمنيا للتصريحات التي أدلى بها وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون قبل أيام، ودعا فيها «الرباعي العربي المناوئ للإرهاب» إلى تخفيف إجراءاته المُتخذة ضد «الإمارة المعزولة». وفي تقريرها الإخباري في الموضوع، أبرزت الوكالة ما قالته الدول الأربع من أن قطر لم تبذل بعد جهوداً كافية لمحاربة الإرهاب، وأن ما اتخذته الدوحة من إجراءات على هذا الصعيد لم يرقَ إلى المستوى المطلوب لإنهاء الأزمة الناجمة عن السياسات القطرية المُزعزعة للاستقرار. ونقلت «بلومبرج» عن جراهام جريفيث المحلل في شركة «كونترول ريسكس» للاستشارات الاستراتيجية قوله إن الإعلان الأخير من جانب «الرباعي العربي» يمثل تأكيداً على تمسكه بالمسار الذي يمضي عليه حالياً، ورفضاً من جانبه لأن تشكل زيارة تيلرسون الأخيرة للخليج «ذريعةً.. للدخول في مفاوضات مباشرة» مع القيادة القطرية. وأولت الوكالة اهتمامها لما أكدته الدول الداعمة لمكافحة الإرهاب، في بيانها الأخير الخاص بالإعلان عن إدراج هؤلاء الأفراد والكيانات الإرهابية، من أن على قطر «التحرك العاجل..(لاتخاذ) الخطوات القانونية والعملية في ملاحقة الأفراد والكيانات الإرهابية والمتطرفة خاصة الواردة في هذه القائمة، والسابقة المعلنة في 8 يونيو 2017.. لتأكيد مصداقية جديتها في نبذ الإرهاب والتطرف». الرأي نفسه أعربت عنه صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية اليومية التي اعتبرت أن الخطوة الأخيرة المُتخذة من قبل الإمارات والسعودية ومصر والبحرين تشكل تشديداً من جانبها لوتيرة المواجهة الدبلوماسية الدائرة حالياً في منطقة الخليج، بفعل ما تتبعه قطر من سياسات.  وأشارت الصحيفة إلى ما تضمنته القائمة الجديدة من أسماء مواطنين قطريين، قال «الرباعي الداعم لمكافحة الإرهاب» إن «لهم نشاطاً في حملات جمع الأموال لدعم جبهة النصرة، وغيرها من الميلشيات الإرهابية في سوريا». ولم يفت «وول ستريت جورنال» الإشارة إلى الارتباط القائم بين جبهة النصرة - التي تُعرف حالياً باسم جبهة فتح الشام - وتنظيم القاعدة الإرهابي. على الدرب نفسه، سارت صحيفة «فاينانشيال تايمز» البريطانية التي أبرزت تعزيز الدول العربية الأربع جهودها الرامية لمحاربة الإرهاب وتجفيف مصادر تمويله ومكافحة الفكر المتطرف. واعتبرت الصحيفة أن الخطوات الأخيرة التي اتُخِذت على هذا المضمار توسع «الهوة السياسية» بين هذه الدول وقطر. وفي إشارة إلى محاولات الحكومة القطرية المستميتة للتنصل من دعم الإرهاب والتحريض على التطرف، أشارت «فاينانشيال تايمز» إلى جهود الدوحة لإقناع حلفائها الغربيين بأنه لا أساس للأدلة الثابتة والواضحة التي تبرهن على تورطها في مثل هذه الأمور، ومحاولات «الإمارة المعزولة» الزعم بأن الإجراءات الحازمة المُتخذة ضدها في الوقت الحالي تستهدف «فرض قيود» على سياستها الإقليمية. وحرصت الصحيفة البريطانية المرموقة على إبراز موقف «الدول الداعمة لمكافحة الإرهاب» الرافض للتحاور مع الدوحة ما لم تغير سياساتها الطائشة القائمة على احتضان الإرهابيين ودعم الإرهاب وتمويله والترويج لخطاب التطرف والكراهية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©