الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

برنامج «أجيال السياحة» يعد الشباب المواطنين ليساهموا في المستقبل

برنامج «أجيال السياحة» يعد الشباب المواطنين ليساهموا في المستقبل
17 يوليو 2010 21:04
السياحة والتراث صنوان وبينهما ارتباط متجذر وعندما يهم السائحون بزيارة بلد ما، فأول ما يقصدونه المظاهر التراثية والمعالم السياحية لتلك الدولة. ومع الطفرة السياحية التي تشهدها أبوظبي وتناميها يوماً بعد يوم، أخذت هيئة أبوظبي للسياحة على عاتقها مهمة إعداد أجيال جديدة من الشباب المواطنين ليساهموا بدور إيجابي وفعال في إثراء مستقبل السياحة في أبو ظبي وذلك عبر برنامجها الصيفي «أجيال السياحة» الذي سعت من خلاله لاستثمار طاقاتهم وتفعيل دورهم في الارتقاء بالنشاط السياحي في أبوظبي، وذلك بالاشتراك مع برنامج توطين. اللقاء مع بعض الملتحقين بأجيال السياحة، يساهم في تسليط الضوء على تلك التجربة المميزة، وما أضافته إليهم، وكيف كان أثرها في تحديد توجهاتهم نحو مستقبلهم الوظيفي في العمل في القطاع السياحي، باعتباره من المحاور المهمة التي يقوم عليها مستقبل الاقتصاد الإماراتي. يقول سلطان العتيبي أحد ممثلي توطين، وفي الوقت ذاته يعمل مشرفاً على الطلبة، ضمن برنامج أجيال السياحة، إن البرنامج بمثابة مخيم صيفي تنظمه هيئة أبوظبي للسياحة للمرة الثانية على التوالي، بمشاركة ورعاية من برنامج توطين عناصر السياحة يضيف العتيبي: من ضمن أهداف البرنامج تعريف الطلبة بنوع الخدمات التي تقدمها هيئة أبوظبي للسياحة لمساهميها وشركائها والجمهور، وتقديم إمارة أبوظبي للطلبة باعتبارها وجهة سياحية، ويتسنى لهم الاطلاع على مختلف أوجه وعناصر صناعة السياحة بها، بالإضافة إلى التعرف إلى كيفية مساهمتها في تحقيق النمو والتطور للدولة. وهكذا سيكون للطلبة في ختام البرنامج العُدَّة اللازمة من مهارات القيادة وروح العمل الجماعي ورصيد معرفي يسعفهم في فهم الدور الذي تلعبه السياحة في مستقبل أبوظبي. ويوضح قائلاً: ينقسم البرنامج إلى جزأين نظري وعملي، وعند نهاية مدته التي تستغرق عشرين يوماً، ستكون هناك مشروعات للتخرج ينفذها طلبة البرنامج بعد تقسيمهم إلى مجموعات، وفكرة كل مشروع تتمحور حول أحد المزارات السياحية التي قام بها الطلبة، كما ويلفت العتيبي أيضاً إلى اهتمام القائمين بالمعاقين من خلال إشراكهم في فعاليات أجيال السياحة، عبر اختيار خمسة من الصم وإدماجهم مع بقية زملائهم، والاستعانة بأحد مترجمي لغة الإشارات لتيسير التواصل مع الآخرين خلال مراحل البرنامج. أفكار ومبادرات من جانبه مساعد القاضي، أحد مشرفي البرنامج، وهو صاحب خبرة طويلة في التعامل مع الشباب، من خلال عمله في أكاديمية القيادة- توطين، ومراكز الناشئة في الشارقة، وأيضاً مخيم الشباب الأول التابع للشباب والرياضة، يؤكد أن برنامج «أجيال السياحة» أكثر شمولاً وتميزاً مقارنة بكثير من الفعاليات الصيفية المختلفة التي تستهدف قطاعات الشباب، كونه يتضمن مجالات سياحية وثقافية وتاريخية، والبرنامج في مجمله تثقيفي أكثر ما هو تعليمي. ومن أبرز إيجابيات البرنامج أنه يؤدي إلى تعريف الشباب المشارك بمعالم بلدهم، وهو ما ينعكس على علاقتهم بعالم السياحة في ما بعد، كما أن هناك تغيرات تربوية هادفة طرأت على الطلاب المشاركين، ففي البداية كانوا يستشعرون الخجل، أما الآن فصاروا أكثر حماسة وقدرة على طرح ما لديهم من أفكار ومبادرات. وهذه الإيجابيات امتدت إلى المشرفين من الشباب المواطنين، حيث ازدادت معارفهم عن معالم سياحية عديدة، وكذا الخدمات المقدمة من قبل المنشآت والهيئات السياحية الكثيرة في الدولة. مسابقة «مدهش» المسؤول عن المسابقة الثقافية التي تحمل اسم «مدهش»، والخاصة ببرنامج أجيال السياحة، حسن الغيلاني يبين أن المسابقة عبارة عن مجموعة من أسئلة ثقافية تطرح على مجموعات الطلبة، وتدور حول المزارات والأماكن السياحية والتراثية الخاصة بإمارة أبوظبي، وهذه المسابقة يتعلم الطالب من خلالها العمل الجماعي، وقيمة الوقت، كون تقديم الإجابات في الأوقات المحددة يرفع رصيد الدرجات المتحصل عليها. ويكشف الغيلاني أن الأسبوع الأخير من المسابقة والممتدة 20 يوماً، وهي فترة برنامج أجيال، كشف أن الأسبوع الأخير يتضمن مشروعاً للطلبة عن الأماكن التي زاروها، والأشياء التي استفادوا منها خلال فترة البرنامج، والمسابقة تمنح جوائز قيمة للفائزين من بين هذه المجموعات. وفي سياق مواز يذكر أنه من بين الأنشطة المهمة المتضمنة في البرنامج ورشة الرسم والأعمال الفنية، التي تقام كي يعبر الطالب من خلالها عن رؤيته الفنية للاماكن التي زارها، وفي الوقت ذاته تكشف عن مواهب الطلبة وميولهم الفنية، وحينئذ يتم الأخذ بأيديهم وتشجيعهم على تمتينها من خلال دورات تدريبية مختلفة. لغة الإشارة من جانبه يوضح عادل عبد الرازق الهاشمي، طالب في الصف الثاني عشر، وهو من ذوي الاحتياجات الخاصة، أنه يشارك في برنامج أجيال للعام الثاني على التوالي، نظراً للمكتسبات الكثيرة التي تحصل عليها من مشاركته الأولى، ويسعى لكسب المزيد منها هذا الصيف، ومن ذلك تعلم كيفية العمل بروح الفريق والمبادرة، وأيضاً المهارات المختلفة مثل الرسم والتصوير. إلى ذلك يكشف الهاشمي أنه يطمح إلى أن يكون مرشداً سياحياً لذوي الاحتياجات الخاصة، ممن لا يسمعون في داخل الدولة أو خارجها، ويتعاملون عبر لغة الإشارة. أما عبد الله حميد بن بشر، وهو طالب مشارك في البرنامج، فقال إن أهم ما استفاده من المشاركة تمثل في روح العمل الجماعي، وفي الكثير من المعرفة عن معالم إمارة أبوظبي والشركات العاملة في مجال السياحة فيها، وأيضاً من خلال اقترابه من عالم السياحة أدرك قيمته في بنيان الدولة الاقتصادي، وصارت لديه رغبة قوية في العمل السياحي والتخصص دراسياً في ما يخدم السياحة وبالأخص أعمال الفندقة. كما يؤكد سلطان المنصوري كلام زميله بكثرة الخبرات السياحية المضافة من وراء المشاركة في «أجيال السياحة». حيث عرف كيفية التعامل مع السائحين حال سأل أحدهم عن أحد معالم البلد، أو كيفية الوصول إلى هذا المعلم، أو ذاك، وأيضاً عرف عن مهارات الإرشاد السياحي، وكيفية عرض كل ما يتعلق بالتراث وثقافة الدولة بأسلوب علمي وحضاري، بما يعطي انطباعاً جيداً عن الإمارات كدولة حاضنة للسياحة. فنون الإتيكيت بدوره يلفت المشارك خالد المنصوري إلى أنه اكتسب مزيد من الأصدقاء ممن التقاهم في البرنامج، وأيضاً تعلم الرسم والتصوير، وذلك بالزيارات المختلفة لمعالم أبوظبي، ثم تجميع الأفكار والتعبير عنها من خلال الصور والرسومات، ويوضح أنه عرف الكثير عن فنون القيادة والإتيكيت والطبخ وكذا زيارة أماكن سياحية كثيرة للمرة الأولى في حياته. وأما محمد القمري فيقول إن أكثر ما استفاده كيفية بناء الفريق وخدمة هذا الفريق والتعاون من أجل تحقيق الأهداف فضلاً عن زيارة أماكن وشركات سياحية عديدة، وهو ما أتاح له معرفة رؤية أبوظبي السياحية حتى عام 2030، وأيضاً التطورات التي ستشهدها جزيرة السعديات في الفترة من 2010 وحتى 2013، ومن ذلك المتاحف المزمع إنشاؤها هناك مثل متحف جوجنهايم- اللوفر- المتحف البحري ومتحف زايد الوطني.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©