أعلن وزير الطاقة والموارد الطبيعية التركي تانر يلدز أن فرق الإنقاذ انتشلت أمس جثث 17 عاملا من منجم الفحم المحترق في سوما غرب تركيا ليبلغ عدد الضحايا النهائي 301 قتيل، فيما استمرت الاحتجاجات على الكارثة في تركيا واعتقلت السلطات 36 محتجاً، وصرح يلدز للصحفيين في سوما بأن حريقا جديداً اندلع في المنجم وعرقل جهود تحديد أماكن آخر ثلاثة عمال كانوا عالقين داخله، قبل أن يتمكن المسعفون من سحب جثامينهم، ما يرفع الحصيلة النهائية لضحايا لكارثة إلى 301 قتيل.
وقال «مهمة الإنقاذ تم تنفيذها حتى النهاية. لم يعد هناك أي عامل داخل المنجم». ولا يزال الوضع في سوما متوتراً التي انتشر فيها عدد كبير من رجال الشرطة لمنع أي احتجاجات بسبب الكارثة.
وقالت نقابة المحامين الأتراك إن 36 شخصا على الأقل بينهم 8 محامين اعتقلوا أمس لمحاولتهم الإدلاء بتصريح علني في انتهاك لقرار بحظر أي تجمع أصدرته السلطات المحلية.
وقد عم الغضب تركيا مع تكشف حجم الكارثة واستهدف محتجون مالكي المناجم واتهموهم بتجاهل إجراءات السلامة لتحقيق الربح.
كما وجهت اتهامات لحكومة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان بأنها مقربة للغاية من شركات التعدين العملاقة وبأن رد فعلها على الكارثة لم ينم عن التعاطف مع الضحايا وأهاليهم.
وذكرت صحيفـة «حرية» الـتركية أن محتجين اشـتبكوا أثناء الليـلة قبل الماضية مع الشرطة في ميناء إزمير غرب تركيا، وأقام عدد منهم حواجز متنقلة على الطرق ورشقوا رجال الشرطة بالحجارة وأطلقوا الألعاب النارية.
ونظمت احتجاجات في اسطنبول أيضاً. وأحدث بعض السكان ضجيجاً بقرع قدور الطهي تعبيراً عن الاحتجاج.
ومنذ وقوع الكارثة يوم الثلاثاء الماضي تظاهر عشرات الآلاف من الأتراك في الشوارع للاحتجاج على مؤسسة «سوما هولدينج»، مالكة ومستثمرة المنجم المتهمة بأنها فضلت الأرباح على حساب سلامة موظفيها، وعلى حكومة أردوغان المتهم بأنه غطت هذا السباق إلى الربح.
وحتى لو أنه وعد بكشف كل ملابسات الكارثة، عزا أردوغان حريق المنجم إلى القضاء والقدر وحده، فأزال بإشارة من يده كل الاتهامات بالإهمال، حيث قال «من الطبيعي حصول حوادث في المناجم».
وعلى الرغم من فضيحة فساد مالي وسياسي غير مسبوقة في تركيا انكشفت يوم 17 ديسمبر الماضي، فاز «حزب العدالة والتنمية» بالأغلبية في الانتخابات البلدية يوم 30 مارس مارس الماضي.
وبدأ أردوغان يستعد للترشح إلى انتخابات الرئاسة المقرر إجراؤها يوم 10 أغسطس المقبل وإعادتها يوم 24 منه إذا لم يفز مرشح في دورتها الأولى.
وفي تصريح لوكالة «فرانس برس»، قال أستاذ العلوم السياسية في جامعة الشرق الأوسط للتكنولوجيا في أنقرة رشيد كايا «هذه المرة، حتى أنصار أردوغان باتوا يطرحون تساؤلات. لكن من الصعب معرفة الضرر الذي سيلحق به من جراء ذلك».
(أنقرة - وكالات)
عدد اليوم
