تخوض جماعة «جند الله» المتطرفة التي تبنت تفجيرين استهدفا الليلة قبل الماضية، مسجداً شيعياً في زاهدان جنوب شرق إيران، حركة تمرد دموية منذ 10 سنوات ضد نظام الحكم في طهران. وتتشكل الجماعة من متمردين سنة من اثنية البلوش التي تمثل أقلية مهمة بين سكان محافظة سيستان بلوشستان المتاخمة لباكستان وأفغانستان. وهذه المحافظة الجنوبية الشرقية تعد الأقل أماناً في البلاد بسبب نشاطات المتمردين وكذلك مهربي المخدرات الآتين من أفغانستان إضافة إلى أنشطة تهريب عديدة. وأنشئت «جند الله» المعروفة أيضاً باسم «حركة الشعب الإيراني للمقاومة»، عام 2000 وتزعم أنها تناضل من أجل حقوق الأقلية السنية في إيران، حيث 90% من السكان هم من المسلمين الشيعة، وضد «التمييز إزاء شعب البلوش».
ويقدر بعض الخبراء عدد عناصر «جند الله» عند إلقاء القبض في فبراير الماضي على قائدها عبدالملك ريجي إثر عملية ملفتة بتحويل مسار طائرة، بنحو ألف عنصر منظمين في مجموعات مسلحة صغيرة. وقد قامت «جند الله» بدفع من ريجي في السنوات الأخيرة، بتنفيذ اعتداءات ازدادت ضخامة وأوقعت في الإجمال 154 قتيلاً و320 جريحاً بحسب القضاء الإيراني. وآخرها أسفر في أكتوبر 2009، عن مقتل 42 شخصاً بينهم عدد من كبار ضباط الحرس الثوري (الباسدران، قوات النخبة المسلحة) في بلدة بيشن القريبة من الحدود الباكستانية. واستهدف ذلك الاعتداء الانتحاري اجتماعاً لقادة الحرس وزعماء قبائل بهدف «تعزيز الوحدة بين الشيعة والسنة». وتبنت «جند الله» أيضا اعتداء بقنبلة أوقع 25 قتيلاً ونحو 50 جريحاً في مايو 2009 بمسجد شيعي في زاهدان عاصمة سيستان بلوشستان.
كما تبنت الهجوم الانتحاري المزدوج ضد مسجد شيعي في زاهدان أمس الأول مما أسفر عن سقوط 27 قتيلاً وأكثر من 270 جريحاً، بعد أقل من شهر على إعدام عبد الملك ريجي شنقاً.
وتتهم طهران «جند الله» بتلقي التدريب والتجهيز لدى أجهزة الاستخبارات الأميركية والإسرائيلية والبريطانية وأيضاً الباكستانية، بهدف زعزعة السلطة المركزية في طهران.
عدد اليوم
