الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

إلزام سائقي الحافلات المدرسية في الشارقة باجتياز دورات تدريبية

إلزام سائقي الحافلات المدرسية في الشارقة باجتياز دورات تدريبية
16 يوليو 2010 23:43
تظل صورة الحوادث عالقة في الأذهان وغالباً ما تستعيدها الذاكرة وتسترجعها على فترات متفاوتة، وتكون حاضرة بقوة عند تكرارها مع آخرين، خاصة إذا ما كان ضحاياها من الأطفال الأبرياء. ولحوادث الحافلات المدرسية نصيب كبير من تلك الصورة الراسخة في الأذهان، تستعيدها عقول كل أفراد الأسرة، ممن تعرضوا لها أو شاهدوها بأعينهم، وتنتاب أولياء الأمور حالة من القلق والخوف الشديد على أبنائهم مع دخول العام الدراسي، حيث يلقون بجزء كبير من مسؤولية أمان وسلامة أبنائهم على سائقي الحافلات المدرسية. وحفاظاً على سلامة الطلاب، تعتزم إدارة المرور والتراخيص بشرطة الشارقة تنظيم دورات “إلزامية” لجميع سائقي الحافلات المدرسية بالإمارة، خلال الفترة القريبة المقبلة، تعرفهم خلالها بنظم الأمن والسلامة الخاصة بالطلاب خلال عمليات الصعود والنزول وداخل الحافلة، وذلك حفاظاً على أرواحهم ولمنع تكرار حوادث الحافلات التي قد يذهب ضحيتها أبناؤنا الطلاب. “الاتحاد” التقت بعدد من أولياء الأمور وسائقي الحافلات والجهات المعنية، من إدارة المرور وكذلك المنطقة التعليمية للتعرف على آرائهم في تلك الدورات، وكانت هذه اللقاءات. تدريب وتقييم مستمر أكد جلال عثمان، أحد أولياء الأمور، يعمل محاسبا في إحدى الشركات الخاصة بالشارقة، أهمية تأهيل سائقي الحافلات المدرسية وتدريبهم بصورة مستمرة، وذلك للحفاظ على أمن وسلامة الأطفال، والتدريب على ردة فعل مدروسة حال وجود أي طارئ. ودعا إلى ضرورة أن يكون هناك تقييم مستمر للسائقين على مستوى الأداء وتدريبهم على طرق التعامل مع الأطفال أثناء صعودهم ونزولهم من الحافلات، وطرق التعامل معهم أثناء تواجدهم بالحافلات، وعدم الاكتفاء بحصولهم على رخصة القيادة من دون التدريب على طرق التعامل مع الأطفال. من جهته أشار صلاح حمد، موظف بإحدى الدوائر الحكومية بالشارقة، ولديه ثلاثة أبناء في المدارس يستخدمون الحافلات، إلى ضرورة تأهيل سائقي الحافلات بصورة مستمرة من خلال دورات متخصصة، وتعريفهم بطرق التعامل مع الأطفال حال حدوث أية كارثة والطرق الآمنة للصعود والنزول والجلوس بالحافلات، وبطريقة تربوية سليمة. وأضاف أنه كان سعيداً جداً عندما قرأ في الصحف العام الماضي إنقاذ 61 تلميذاً بإحدى المدارس الخاصة في الشارقة بعد احتراق الحافلة التي كانوا يستقلونها بالكامل، عندما قامت المشرفات بمساعدة السائق بإخراجهم من الحافلة بانتظام وإبعادهم عن موقع الحادث، ولو لم تكن هناك دراية ومعرفة بطريقة التصرف السليمة في هذا الموقف لحدثت لا قدر الله كارثة. وأوضح راشد عبد الرحمن، صاحب محل تجاري بالشارقة، وأحد أولياء الأمور، أن أكثر أخطاء سائقي الحافلات التي تزعج أولياء الأمور، هو عدم انتظار السائقين للأطفال حتى صعودهم إلى الحافلة والجلوس في مقاعدهم أو نزولهم من الحافلة وتجاوزها، والإسراع في التحرك بالحافلة، مما قد يتسبب في بعض الحوادث مثل سقوط الطفل على الأرض أو اصطدامه بالحافلة أو تعرضه لحادث دهس من قبل سيارة مسرعة أثناء عبوره الشارع. وأكد أن قرار إدارة المرور بتنظيم دورة تدريبية إلزامية لجميع سائقي حافلات نقل الطلاب بإمارة الشارقة ومنحهم تراخيص مؤقتة للعمل على الحافلات المدرسة، سيساهم بفاعلية في التزام السائقين والحد من تهورهم واندفاعهم. تصريح دائم ومن جانبه رحب بشير العلي، سائق بالمدرسة الأميركية في الشارقة، بقرار الدورات التدريبية الإلزامية، مشيراً إلى أن هذا القرار سيساهم في تنمية الوعي لدى سائقي الحافلات، كما سيحقق للسائقين الجدد استفادة أكبر، حيث أنهم يحتاجون لمعرفة الطرق السليمة للتعامل مع الطلاب وخاصة صغار السن. ونوه محمد سليم خان سائق بإحدى المدارس الخاصة في الشارقة، إلى أن الدورات التدريبية ضرورية لزيادة الوعي، وطالب بأن يتم منح تصريح دائم خاص بقيادة الحافلات المدرسية للسائقين الذين يجتازون الدورات التدريبية بنجاح على أن تتم متابعتهم من إدارات المرور، وذلك بدلاً من منح تصريح مدته عام ويجدد لمدد تتراوح بين 3،6،9 أشهر إلى سنة وذلك حسب قرار إدارة المرور. وذكر أن مدة الدورة يجب ألا تزيد على أسبوعين وأن تكون في أوقات تتناسب مع السائقين، وكذلك يتم تفريغهم من قبل الجهات التي يعملون بها للحصول على تلك الدورة، مطالباً بأن تكون هناك توعية ودورات مماثلة للأهالي خلال توصيل أبنائهم للحافلات والحرص على التواجد لتسلمهم عند العودة. بدورها أكدت إدارة المرور والترخيص بشرطة الشارقة أن الهدف من إصدار قرار تنظيم دورة تدريبية “إلزامية” لجميع سائقي حافلات نقل الطلاب بالإمارة، هو ضمان سلامة نقل الطلاب وتوفير عناصر النقل الآمن للطلبة من خلال رفع كفاءة سائقي حافلات نقل الطلاب وتأهيلهم للتعامل مع مختلف المواقف وتمكينهم من التدخل لمعالجة الحالات الطارئة. وأوضحت إدارة المرور والتراخيص في الشارقة، أن الدورات إلزامية ومطالب بها كل السائقين، وأن الإدارة تعتزم لاحقاً عدم منح رخصة لقيادة حافلة مدرسية لمن لا يتجاوز تلك الدورات. وبيّنت الإدارة أنها اتخذت عدداً من الإجراءات للتأكد من استفادة سائقي الحافلات المدرسية من الدورات التدريبية والتزامهم بما تم تقديمه لهم خلال هذه الدورات من معلومات وإرشادات، حيث تم تخصيص مكتب خاص بالإدارة لمتابعة سائقي حافلات نقل الطلاب بالتنسيق مع وحدة الضبط المروري بحيث يتم التدقيق والتفتيش الدوري على الحافلات بصورة مستمرة، للتأكد من الالتزام بالأنظمة والتعليمات الخاصة بهذا الشأن إلى جانب نظافة الحافلة ونظافة السائق الشخصية. كما تم تخصيص مكتب لاستقبال وتسجيل السائقين في الدورات التدريبية إلى جانب توفير عدد من القاعات التدريبية التي تفي باستيعاب الأعداد المتوقعة من سائقي الحافلات المدرسية.وأشارت إلى أن السائق سيحصل بعد اجتيازه الدورة التدريبية التي ستستمر لمدة أسبوعين على تصريح خاص بقيادة حافلة مدرسية مدته عام ويجدد لمدد تتراوح بين 3،6،9 أشهر إلى سنة، وذلك حسب السيرة المرورية للسائق وحجم المخالفات والحوادث، للتأكد المستمر من التزام السائقين بشروط الأمن والسلامة. استعداد لمعالجة أي قصور ونوه حمد عباس العجماني رئيس وحدة السلامة بمواصلات الإمارات/ فرع الشارقة إلى أن الإدارة تقوم بتنظيم دورات تدريبية مستمرة للسائقين للتعامل مع الطلاب وتمنحهم خلالها الأساليب والطرق السليمة لنقل وإنزال الطلاب في الأماكن المحددة لهم، مبيناً أن عدد الحافلات والسائقين يعتبر متوافقاً مع أعداد الطلاب في مدارس الإمارة ويكفي للعام الدراسي المقبل، وأن الإدارة على استعداد تام لمعالجة أي قصور قد يحدث في حيال أي تعطل لحافلة معينة أو إجراء الصيانة لها خلال العام الدراسي الجديد. وأوضح أن مواصلات الإمارات خصصت عدداً من فنيي الطوارئ وشاحنات القطر وذلك لسرعة إصلاح المركبات حال تعرضها للأعطال وحفاظاً على سير العمل بالصورة التي تأملها طوال العام الدراسي الجديد، مؤكداً أن منح السائقين دورات إلزامية يصب في الصالح العام ويمنح أماناً أكبر للطلاب، بل ويحقق الطمأنينة في نفوس أولياء الأمور على حياة أبنائهم. يذكر أن مدارس الإمارة شهدت بعض الحوادث الفردية التي تتعلق بحوادث السيارات والحافلات راح ضحيتها طلاب خلال الفترات الماضية، منها وفاة طالبة من مدرسة ابن خلدون أثناء نزولها من الحافلة المدرسية أمام منزلها بعد أن صدمها شاب كان يقود سيارته بسرعة ودون أن ينتبه لها عندما فوجئ بها تعبر الشارع من أمام الحافلة. كما توفيت طالبة أخرى من مدرسة الإبداع العلمي دهساً، إضافة إلى إنقاذ 61 تلميذاً بإحدى المدارس الخاصة بالشارقة بعد أن احترقت الحافلة التي كانت تقلهم بالكامل، عندما تعرضت لحادث مروري أثناء توجههم لزيارة متحف الشارقة العلمي بمنطقة حلوان، وعليه قامت المشرفات وسائق الحافلة بالتعاون لإخراج الطلات وإبعادهم عن الموقع، وإنقاذهم من كارثة. 420 حافلة و500 سائق أفاد محمد عباس العجماني رئيس وحدة السلامة بمواصلات الإمارات فرع الشارقة، بأن الفرع يملك 420 حافلة مدرسية ولديه نحو 500 سائق يخدمون 120 مدرسة في ضواحي الشارقة المختلفة، في مدينة الشارقة والذيد وكلباء وخورفكان، وغيرها، وأن هناك قرابة 500 خط سير للحافلات في تلك المناطق. وأضاف أن عدد الطلاب الذين تم نقلهم بالحافلات المدرسية العام الماضي فاق الـ 23 ألف طالب وطالبة في كافة أرجاء الإمارة، وذلك عبر حافلات كبيرة تتسع الواحدة منها لـ 60 أو 70 طالباً، وحافلات صغيرة تتسع الواحدة لـ34 راكباً، وأن جميعها مكيفة وأجريت لها الصيانة المطلوبة. وأشار العجماني إلى أن السائقين الذين يعملون لدى المواصلات ويخصصون للحافلات المدرسية، يتم اختيارهم بعناية فائقة من حيث امتلاكهم خبرات التعامل مع أطفال المدارس، وأن يكون قد مر عام كأدنى تقدير منذ حصولهم على رخصة القيادة وكذلك أن يكونوا متزوجين ليقدروا الإحساس بالمسؤولية في التعامل مع طلاب وطالبات المدارس.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©