الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

لفتة نبيلة كسرت طوق الوحدة والعزلة

لفتة نبيلة كسرت طوق الوحدة والعزلة
2 يناير 2006
عبد الجليل علي السعد:
المسنون آباؤنا وأجدادنا الذين منحونا حياتهم بالكامل، وتركوا لنا خبراتهم الحياتية لتضيء لنا دروبنا وتدلنا على وجهتنا في الملمات والكروب، ولأنهم جزء منا ومن تاريخنا وفئة أساسية في مجتمعنا لا ينبغي أن نتركهم لشيخوختهم، يعيشون في عزلة وينفصلون تدريجياً عن المجتمع وما فيه··· ينسحب كل منهم إلى عالمه ويعيش حالته الخاصة، بما تحتويه من احباطات وأحزان وغربة وكآبة الشيخوخة، وهي أمراض تتولد من فقدانهم لأصدقائهم وعائلاتهم، وخوفهم من المرض وانتظارهم المرير للموت، مما يستوجب من المجتمع استيعابهم بعقلية واعية تتفهم ما يدور في عقولهم وقلوبهم، وتخفيف هذا الحمل الكبير عنهم، من خلال تواجدهم بين الناس واندماجهم مع المجتمع والتعرف عليه من واقع الصداقة والحب، بدلا من الانحسار عنه والتقوقع في بيوت المسنين ودور العجزة·
هذا هو الدرس الذي أراد فندق ميرديان أن يعلمنا إياه من خلال الاحتفالية التي نظمها مؤخراً للمسنين بالتنسيق مع وزارة الشؤون الاجتماعية ومراكز دبي والشارقة وعجمان، وهو يوم خاص ترفيهي اجتماعي يقوم المسنون فيه بالاجتماع ببعضهم البعض، وبأصدقائهم من 'رابطة أصدقاء المسنين'، وهي جماعة تأسست في عجمان تعمل على زيارتهم ومسامرتهم وتخفيف ألم الزمن ووطأته عليهم، كما تقوم بإحياء الحفلات الغنائية الشعبية في المناسبات والأعياد ومتى ما طلب المسنون ذلك، وهذه ليست المرة الأولى التي ينظم الفندق مثل هذا النشاط بل سبق وأن أقام يوماً للمسنين في العام الماضي·
رد الجميل
وقال باترك انطاكي مدير عام الفندق لـ'الاتحاد': بعد مرور سنتين على تأسيس الفندق فكرنا في عمل احتفال بهذه المناسبة وصادف ذلك التوقيت وفاة المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان 'رحمه الله'، ومن وحي توجيهاته وحبه للخير والأعمال الإنسانية، فكرنا في إقامة احتفال سنوي إنساني للمسنين وذوي الحاجات الخاصة واليتامى بحيث نقوم في هذه الأيام باستضافتهم (كل فئة على حدة) ليوم كامل يقومون فيه باستخدام كافة مرافق الفندق من حمام سباحة وقاعات ومطاعم وتوفير الوجبات لهم، وفي هذا اليوم نخصص لهم مجموعة موظفين يقومون على خدمتهم طوال الوقت، والفندق جاد في تقديم هذه الخدمات أيضا في مشروع التدريب والتوطين لأبناء المنطقة كجزء من رد جميل فقيد الوطن الغالي وما قدمه لهذا الوطن والمواطن·
ذكريات وحكايا
يقول ناجي الحاي مدير إدارة رعاية الفئات الخاصة: يفقد المسن الكثير من أصدقائه، لذا ينطوي على نفسه ويشعر بالحزن، مما يستدعي الترفيه عنه، ولما خاطبنا فندق الميرديان في العام الماضي معلناً عن رغبته في إقامة هذه الاحتفالية، قمنا بترتيب الباصات وطواقم العمل، وقضى المسنون فيه يوماً ترفيهياً جميلاً وممتعاً، وتلاقوا مع أصدقائهم وتبادلوا الذكريات والأشعار وحكايا الماضي في يوم عائلي كبير، قلما يحدث بهذا العدد أو هذه الحيوية·
وتقول بدرية الكعبي (أخصائية اجتماعية) من مركز عجمان ومنسقة البرنامج: إن لقاءات المسنين مع بعضهم بعضاً ومع أفراد المجتمع بشكل عام حاجة ضرورية ونفسية، تعني للمسن الخروج من عزلة الدار إلى المجتمع ولقاء من هم في مثل سنه أو القريبين منه، وبدأت هذه البادرة لمّا تلقينا رسالة الفندق ورغبته في تخصيص يوم للمسنين في هذا الشهر المليء بالاحتفالات، فقام مركزا الشارقة وعجمان بتلبية الدعوة، وانضم هذه السنة مركز دبي، ونتمنى من المؤسسات الخاصة والفنادق والمؤسسات الترفيهية المبادرة للقيام بمد يد الصداقة للمسنين واللقاء بهم والترفيه عنهم، وإقامة احتفالية خاصة تجمعهم مع الآخرين ولو يوم واحد على الأقل في السنة، فهي فئة أعطت الكثير للمجتمع، ويستحق المسن من المجتمع بادرة شكر لما أعطاه من وقته وماله وصبره، مع العلم أن المراكز تمتلك برامجها الترفيهية الخاصة، وهي يومية وأسبوعية تختلف من نشاط إلى آخر، يشاركنا بعضها علماء ومفكرون ورجال دين ومتطوعون في تقديم خبراتهم وأحاديثهم مع المسنين·
جمعية أصدقاء المسنين
سالم عبيد سالم وإبراهيم محمد صالح من جمعية أصدقاء المسنين تحدثا عن دورهما كجمعية قائلين: هؤلاء هم آباؤنا وإخواننا ونفرح بتلبية ما يطلبون كأصدقاء أولا، وثانيا كفرقة عجمان للفنون الشعبية لمن أنجب أبناء هذا الوطن الغالي، ونحن وهم لحمة واحدة، لا ينفصل الدم عن الدم ولا الروح عن الروح·
علي الفرج واحد من مسني مركز عجمان يتحدث عن تجربته الحياتية قائلاً: عملت أغلب سنوات حياتي في البحر (صيد السمك) ثم سافرت إلى قطر وعشت فترة طويلة فيها، كان عندي زوجة وابن لكنهما توفيا وتركاني وحيدا، كم تمنيت أن ألحق بهما··· أنا في المركز منذ سنتين وكل شيء متوفر ففيه المأكل والمشرب والتسلية ولقاء الأصدقاء·
يذكر أن الاحتفال اشتمل على الكثير من الفعاليات، منها الحديث عن الغوص وبرنامج فوازير شعبية وغناء شعبي، وكان يوما جميلا تجلت فيه البهجة وفرح به المسنون ومن رافقهم وشاركهم في هذا الحدث الإنساني النبيل والكبير·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©