الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

هل يستثمر أوباما صورته في أميركا اللاتينية ؟

16 يوليو 2010 22:42
أظهرت نتائج استطلاع حديث للرأي العام في 18 دولة من دول أميركا اللاتينية، ما يؤكد تحسن صورة الولايات المتحدة الأميركية بدرجة كبيرة في المنطقة، عقب انتخاب أوباما رئيساً لها. لكن المؤسف أن أوباما لم يستغل رأس المال السياسي هذا الذي يتمتع به في إطلاق اتفاقيات تجارية مع الدول الرئيسية في المنطقة. فقد أظهرت نتائج استطلاع الرأي التي أجرتها شركة "لاتينوباروميتر"، المتخصصة في استطلاعات الرأي ومقرها في شيلي، وشملت ما يزيد على 20 ألفاً من 18 دولة في المنطقة، أن الولايات المتحدة تتمتع بصورة إقليمية جيدة، حيث أكدت نسبة 74 في المئة من المستطلعة آراؤهم إيجابية نظرتهم إلى أميركا. وبذلك فقد ارتفعت هذه النسبة عما كانت عليه في عام 2000، حيث كانت حوالي 68 في المئة. وتتسق نتائج هذا الاستطلاع مع ما توصل إليه استطلاع حديث آخر أجرته شركة "آيباروميتر-سيما"، أكد تحسن صورة أميركا في نظر مواطني المنطقة عقب انتخاب أوباما. وعلى حد قول مارتا لاجوس -رئيس شركة لاتينوباروميتر- فإن هذه أعلى نتيجة تحققها صورة الولايات المتحدة في المنطقة منذ أن بدأ نشاط استطلاعات الرأي على المستوى الإقليمي من قبل الشركة. وأوضحت المتحدثة أن انخفاضاً كبيراً في نسب تأييد مواطني المنطقة لأميركا خلال الفترة بين عامي 2001 و2008 بسبب الغزو الأميركي للعراق وغيره من سياسات إدارة بوش. غير أن انتخاب أوباما أحدث تغييراً ملحوظاً على صورة أميركا في نظر مواطني المنطقة. وتأتي جمهورية الدومينكان على رأس الدول التي تتمتع فيها الولايات المتحدة بصورة جيدة للغاية، وتبلغ نسبة المواطنين الذين ينظرون نظرة جيدة إلى أميركا 91 في المئة، تليها السلفادور (89 في المئة)، ثم تشيلي (80 في المئة)، فكولومبيا (78 في المئة). وتبلغ نسبة التأييد نفسها في كل من البرازيل والمكسيك "73 و67" في المئة على التوالي. أما الأرجنتين فكانت الدولة الأدنى من ناحية نسبة تأييد مواطنيها للولايات المتحدة إذ سجلت 61 في المئة فحسب. وعند مقارنة نسب تأييد مواطني المنطقة للولايات المتحدة بدول أخرى تتمتع بنسب تأييد إقليمية عالية، يتبين أن أميركا تتفوق عليها بنسبة 74 في المئة، مقابل 65 لإسبانيا و63 للاتحاد الأوروبي و58 في المئة للصين و41 في المئة لكوبا. وبينما ينظر شباب المنطقة نظرة إيجابية إلى أميركا، تقدر نسبة التأييد التي تحظى بها الولايات المتحدة بين إجمالي مواطني المنطقة بنسبة 74 في المئة. أما بين الفئات العمرية المتقدمة فلم تزد النسبة بين الذين تبدأ أعمارهم من 60 عاماً فما فوق عن 55 في المئة فحسب. وعندما سئل المستجيبون للاستطلاع عن نظرتهم إلى النفوذ الإقليمي الذي تمارسه فنزويلا في المنطقة، أجابت نسبة 34 في المئة منهم بأن فنزويلا تؤدي دوراً بناءً في المنطقة. وتحتل جمهورية الدومينكان أعلى مرتبة للنظرة الإيجابية إلى الدور الفنزويلي (66 في المئة)، تليها أروجواي (49 في المئة)، ثم جواتمالا (46 في المئة). وفي المقابل لا تزيد نسبة تأييد فنزويلا في دول مثل الأرجنتين عن 26 في المئة، والبرازيل (25 في المئة)، والمكسيك (21 في المئة)، وأخيراً البيرو (19 في المئة). فما الذي تشير إليه جميع هذه الإحصاءات والأرقام في نهاية الأمر؟ كان ذلك هو سؤالي لـ"لاجوس" التي أجابتني بقولها: لا شك أن أوباما يتمتع برأسمال سياسي كبير في المنطقة. لكن هناك سؤالا كبيرا بالقدر نفسه يتعلق بمدى استغلاله لرأس المال السياسي هذا. فباستثناء الجهود الدبلوماسية المبذولة، وكذلك إظهار حسن النوايا، فليس ثمة شيء ملموس وواضح تفعله الإدارة الجديدة إزاء المنطقة. وأضافت لاجوس قائلة: "إن شهر عسل الرئيس مع المنطقة ربما يستمر طويلاً بسبب حسن نوايا المواطنين إزاءه... غير أن هناك حداً لكل شيء كما نعلم في نهاية الأمر". وهذه هي وجهة النظر التي أؤمن بها أنا كذلك. فما أخشاه أن يضيع الرئيس فرصاً عظيمة لتمتين العلاقات بين الولايات المتحدة ومنطقة أميركا اللاتينية بسبب عدم ممارسته الضغط بما يكفي على الكونجرس وحثه على إجازة الاتفاقات التجارية المعلقة بين أميركا وكولومبيا وبنما، إضافة إلى السعي لعقد اتفاقات تبادل تجاري جديدة مع دول المنطقة. ويذكر أن أوباما أعلن في عطلة نهاية الأسبوع الماضي اعتزامه استكمال مفاوضات تجارية مع كوريا الجنوبية، والتي كانت هي الأخرى قد علقت الاتفاقية التجارية معها، مثلما حدث الآن مع كولومبيا وبنما لفترة طويلة. ويتوقع أن يحسم أوباما هذه المفاوضات بحلول شهر نوفمبر المقبل، كي تحال إجازتها بعد ذلك بمدة قصيرة إلى الكونجرس. فهل يعني هذا العزم الرئاسي إعطاء ضوء أخضر لكوريا الجنوبية مقابل إضاءة الشارة الحمراء لبنما وكولومبيا؟ وفيما لو كانت الإجابة بنعم عن هذا السؤال، فسوف يواجه أوباما صعوبة كبيرة في مضاعفة صادرات بلاده الخارجية عالمياً خلال السنوات الخمس المقبلة. أندريه أوبنهايمر كاتب ومحلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة "إم سي تي إنترناشونال"
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©