الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

لؤي عبد الرحمن: حب الحيوانات يدفع «البياطرة» للمهنة

لؤي عبد الرحمن: حب الحيوانات يدفع «البياطرة» للمهنة
8 مايو 2011 21:40
دفعه حبه للحيوانات ورغبته المستمرة في تربيتها إلى الالتحاق بكلية الطب البيطري في إحدى الجامعات في السودان، على الرغم من أنه يستطيع بدرجاته المرتفعة في الثانوية العامة أن يدرس الطب البشري الذي يحظى بمكانة مرموقة في مجتمعاتنا العربية، أكثر مما يحظى به الطب البيطري، ولكن كما يقولون “النفس وما تهوى”. إنه الطبيب البيطري القدير لؤي عبد الرحمن الذي يعمل في قسم المسالخ العامة التابعة لإدارة الصحة العامة في بلدية العين، وهو ضيف زاوية مهنتي لهذا اليوم. يحدثنا دكتور لؤي بداية عن سبب اختياره لمهنة الطب البيطري ويقول: “حبي الشديد لرعاية الحيوانات وتربيتها منذ الصغر وما تنطوي عليه دراسة هذا التخصص من نواحي علمية قيمة تخدم رغبتي تلك، إلى جانب إسهامي من خلالها في الحفاظ على سلامة الأفراد والمجتمعات من انتقال الأمراض المشتركة من أصل حيواني ويمكن أن تصيب الإنسان، وقد تعاظم دور الطبيب البيطري في السنوات الأخيرة نتيجة انتشار أمراض خطيرة هددت حياة الكثير من الناس والتي يعتبر الحيوان هو سبب انتقالها مثل انفلونزا الطيور والخنازير والسارس وجنون البقر...الخ. لم تعلمني الدراسة كل شيء فهي عرفتني على أساسيات التعامل مع الحيوانات وعلاجها لكنها لم تطلعني على أنواع الحيوانات كافة ومسمياتها والأمراض التي يمكن أن تصيبها والتي لا حصر لها وطرق علاجها، فهذا يعتمد على ثقافة الطبيب البيطري وسعيه المستمر إلى البحث والقراءة وتطوير وتحديث معارفه ومهاراته” رحلة الوظيفة يعرفنا دكتور لؤي إلى طبيعة عمله في قسم المسالخ العامة الموجود في سوق العين المركزي أو ما يعرف بسوق المواشي قديماً في منطقة مزيد ويقول: “أعمل في هذا السوق منذ سنتين، حيث انتقلت من دبي بعد أن عملت فيها لمدة 13 عاماً، وقبلها عامين في السعودية، وأقوم بمهام عدة مثل الإشراف على أسواق المواشي عبر التأكد من صحة الحيوانات الواردة إليها، وأفتش بصورة يومية على حظائر بيع المواشي للتأكد من التزامها بالشروط والمواصفات الصحية وعدم عرض حيوانات مصابة بأمراض للبيع، متتبعاً في ذلك العلامات المرضية الظاهرة على الحيوانات في الحظائر مثل خروج إفرازات من مخارج الحيوانات المختلفة، وظهور أعراض الكسل والخمول عليها مع صعوبة في الحركة وعدم انتظام في الشعر، وظهور أورام أو بروزات في جسمها ووجود احتقان في الأغشية المخاطية للحيوانات في العيون والفم. بالإضافة إلى تتبع وجود أعراض عصبية تظهر على الحيوان، مثل عدم الراحة والحركة الدائرية بشكل متواصل والرجفة والتي تنبئ عن وجود مرض في الجهاز العصبي للحيوان. ومن أهم الأمراض التي أعمل وزملائي الأطباء البيطريون على السيطرة عليها تلك الأمراض المشتركة من أصل حيواني ويمكن أن تصيب الإنسان مثل مرض البوروسيلا (الحمى المالطية) والجمرة الخبيثة وغيرها”. متابعة الرفق بالحيوان يتابع دكتور لؤي الحديث عن الأعمال التي يقوم بها يومياً: “أفتش على محال بيع الحيوانات الأليفة وطيور وأسماك الزينة عبر مراقبة المحال العاملة أو الممارسة لهذا النشاط، واستصدار التراخيص للمحال الجديدة والتأكد من التزامها بالمواصفات والاشتراطات الصحية وصحة وسلامة الحيوانات المعروضة والتزامها بمعايير الرفق بالحيوان من توفير الأقفاص المناسبة والغذاء والماء والعلاج وحسن الرعاية. ومن أهم الأمراض التي يتم التأكد من خلو هذه الحيوانات منها داء الكلب أو السعار الذي يصيب الحيوانات ويمكن أن ينتقل منها إلى الإنسان عبر العض أو الخدش والأمراض التي تصيب الطيور مثل انفلونزا الطيور وأمراض الطفيليات التي تصيب الأسماك. كما يتم التأكد من سلامة بيئة العرض كنظافتها وعدم تشكيل أي خطر على صحة المتعاملين مع هذه المحال كتعريضه لخطر العض أو الإصابة بالأمراض، وكذلك التأكد من وجود صندوق الإسعافات الأولية الذي يشترط وجوده في تلك المحال إلى جانب المغاسل والمعقمات” تطور علاج الحيوانات يقارن دكتور لؤي بين الطب البيطري قديماً وحديثاً، مبيناً أنه اختلف في سنواته الأخيرة عما كان عليه في قديم الزمان، إذ كان دوره آنذاك ينحصر في تقديم الرعاية الصحية للحيوانات والاهتمام البسيط بصحة وسلامة المجتمع، مع عدم توافر التقنيات الحديثة في التشخيص وتنفيذ التدخلات العلاجية والجراحية المختلفة، أما الآن فقد تطور بشكل ملحوظ نتيجة إدخال التقنيات الحديثة في التشخيص، مثل الموجات الصوتية والأشعة المقطعية والجراحة الليزرية بواسطة الأجهزة الحديثة، ولعل إمكانية استخدام الحيوانات في إجراء الدراسات والبحوث ساهمت في تطوره بشكل أسرع وأكبر من الطب البشري الذي لا يمكن فيه أن نعرض حياة إنسان لخطر ما من أجل إجراء بحث أو دراسة عليه. يجيب دكتور لؤي، ضاحكاً، عند سؤاله عن مدى تعرضه لأمراض أو إصابات نتيجة تعامله المباشر مع الحيوانات ويقول: “بفضل الله عز وجل وما أحرص عليه من احتياطات صحية في اللباس والتعقيم المستمر، لم ينتقل إلي أي مرض من الحيوانات التي أفحصها يومياً، فلبس الكمامات والروب وملابس واقية في بعض الحالات تغطي جميع الجسم وأحذية خاصة تلبس لمرة واحدة وتلقى في سلة المهملات والتعقيم المستمر. لكن ذلك لا ينفي أنني تعرضت لإصابات أثناء فحصي للحيوانات، مثل خدوش سببتها لي مخالب القطط ونطح قرون الماعز ورفسها أيضاً، وكذلك دهس رجلي بسبب بقرة وطأت عليها...”.
المصدر: العين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©