الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

محمد موافي: أقلّد شخصيات رواياتي..

محمد موافي: أقلّد شخصيات رواياتي..
9 يونيو 2018 22:42
إيهاب الملاح (القاهرة) ما بين تجربة الشعر والاتجاه للرواية، يسعى الروائي والإعلامي المصري محمد موافي إلى المزج بين الجنسين الأدبيين. في 2016 صدرت روايته الأولى «سِفر الشتات»، حاول أن يقدم فيها نفسه من خلال تجربة التسعينيات بمصر والعالم العربي.. وفي نوفمبر 2018 صدرت روايته الثانية عن دار الشروق، «حكاية فخراني»، عن المهدي ومخطوطه عن ابن عربي وحكاية حفيده الذي أورثه جنون الحكمة وحكمة الجنون. ولاقت الرواية استحساناً كبيراً في مصر والعالم العربي من شرائح مختلفة من المثقفين والنقاد.. وكُتب عنها عدد من المقالات والمواد النقدية المهمة.. موافي يعمل مذيعاً للأخبار بالتلفزيون المصري، وحالياً قارئاً للنشرة براديو مصر، وحول تجربتيه في «سفر الشتات» و«حكاية فخراني»، يقول: في «سفر الشتات» كنت أبحث عن الحقيقة، وفي «حكاية فخراني» كنت أبحث عن الهدوء والسلام. لما انتهيت من المسودة الأخيرة من «سفر الشتات» تنفست الصعداء، لأنها أخذت من روحي الكثير. أما «حكاية فخراني»، فبكيت مع آخر سطورها، لم أكن أريدها تنتهي أبداً، أحببت أبطالها حباً حقيقياً، كنت أراهم في نومي وأكلمهم، وأتخيل أني أجلس معهم على المقهى وأحاورهم. وعن الكتّاب الذين تأثر بهم، وهل يمكن تصنيفه في خانة الكتاب المتصوفة؟ يقول: بداية أنا أبغض التصنيف، التصنيف مرض عربي بامتياز، ورم يفتك بجسد الفن. أنا هو أنا، أنا ما أكتب. من أين أنا وكيف وصلت وما تاريخي؟ هذا يعنيني أنا، قد يُهم امرأة أحبها وتحبني، أو يهتم به ابني ويعده ذكرى بعد رحيلي. أما القارئ، فأعتقد أنه ينبغي عليه الاهتمام بالنص، بالكلام. تكلم حتى أراك، الرؤية لا تحتاج تصنيفاً. قد تكون ذائقتي تربت على إبداعات المتصوفة، لكن أيضاً قرأت تقريباً في كل الفروع ولكل الناس. ويضيف: في «حكاية فخراني» البطل كان قطباً من أقطاب زمانه، فمن البديهي أن تأتي لغته ومشاعره قريبتين من القاموس الصوفي الغني. وأما عن تأثري، فلك أن تقول إني تأثرت بكل من اشتريت له أكثر من كتاب. وحرصت منذ قرار احتراف الرواية بمحاربة التأثر بأي أسلوب. فالكاتب أسلوب، وأصحاب الأساليب المتشابهة يموتون قبل الولادة. وعما إذا كان يخطط للفوز بجائزة، يفصح: الجائزة الحقيقية أن يلتقيني شخص لا أعرفه ويحدثني عن شخصية في روايتي، كل مقال تناول روايتي هي جائزة كبيرة. وأعترف أنني أتمنى الفوز بجائزة لها قيمة مادية وأدبية، فكاتب بلا نقود يصارع كل شيء، والمال يكفينا مشاغل تعطلنا عن الإبداع. والجوائز باب للانتشار السريع. لكنني أقلد شخصيات روايتي، بأن كل شيء سيأتي في حينه لا محالة. وعن حضور التاريخ في رواياته يقول: التاريخ بئر لا ينضب من الحكايا، وملجأ آمن من أخطار رهيبة قد يواجهها الكاتب العربي. لكنه يبقى عندي رافداً بين روافد كثيرة. أنا أكتب عن الإنسان، أعيش تجربته وأتخيله وأحاوره، أتلصص عليه وأفتش في صدره حتى أكاد أسمع حديثه الصامت. وأكتب عن المكان بما يمثله في ذاكرة الأبطال، أحاول أن لا أصف الجدران والحجارة وشكل الحارات، بل أتمسك بروائح من عاشوا ومن مرّوا، بألوان أرواح العائشين في المكان. أحاول دوماً أن أكتب ما لا تراه العينان. ولعلي أصل لذلك.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©