أحمد شعبان، وكالات (عواصم)
حذر مبعوث الأمم المتحدة إلى الشرق الأوسط نيكولاي ملادينوف، أمس من اندلاع «حرب دينية»، جراء التوتر بشأن المسجد الأقصى، مطالباً إسرائيل بتحمل مسؤولياتها كقوة احتلال في القدس، والتخلي عن الإجراءات التي اتخذتها في محيط الأقصى. من جهتها، أعلنت هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، برئاسة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، في اجتماع الطارئ أمس، أن كل الإجراءات التي أقدم عليها الاحتلال الصهيوني في الحرم القدسي باطلة شرعاً وقانوناً، ولا تستند إلى أي مبدأ إنساني أو حضاري، ومن ثم فإن الأزهر وباسم مليار و700 مليون مسلم في العالم، يرفض هذه التصرفات اللامسؤولة والمستفزة، والتي درج الاحتلال الصهيوني على ممارستها متحدياً كل القرارات الدولية. وقرر الأزهر عقد مؤتمر عالمي عن القدس أواخر سبتمبر المقبل، يبحث قرارات مهمة بشأن القضية الفلسطينية، على أن يسبق ذلك التواصل مع المؤسسات والهيئات ذات الصلة.
وقال ملادينوف في جلسة عقدها مجلس الأمن الدولي حول الوضع في القدس، إن نصف قرن من الاحتلال الإسرائيلي تسبب بأضرار للفلسطينيين والإسرائيليين وخلف آلاف الضحايا، داعياً الدول الأعضاء في المجلس التدخل لوقف التصعيد والتعاطف مع أهل الضحايا. وحث إسرائيل على مواصلة اتصالاتها مع الأردن نظراً لدوره التاريخي في القضية، مشدداً على ضرورة عودة الأوضاع في القدس إلى ما كانت عليه تاريخياً. وأكد المبعوث الأممي أن «الفلسطينيين قلقون على هويتهم الدينية وهم يشعرون بالعزلة والتهديد»، مبيناً أن الأنشطة الاستيطانية في الضفة الغربية والقدس الشرقية، تقوض فرص إقامة دولة فلسطينية صالحة للحياة.
من ناحيته، وطالب الأزهر الدول العظمى ومنظمة اليونيسكو والهيئات الإسلامية والعالمية ومنظمات حقوق الإنسان، بالقيام بواجبها نحو تحرير بيوت الله في القدس وفلسطين وسائر أماكن العبادة في العالم من التحكم والسيطرة السياسية والعنصرية. ويحذر الأزهر العالم كله من السكوت عن هذه الممارسات العدوانية التي تفتح الأبواب من جديد للحروب الدينية، وتهدد سلام العالم وتأتي على الأخضر واليابس. وتقدم الأزهر بالتقدير لتضامن الكنائس مع المساجد في الأراضي المحتلة، ورفع الأذان منها، رغم فرض الصمت والحظر على مآذن المساجد، انتصاراً من المسيحين للقيم الروحية ومبدأ حسن الجوار والاحترام المتبادل بين المؤمنين بالأديان السماوية.
عدد اليوم
