الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

قصر محمد علي .. مجموعة من الطرز المعمارية الفريدة

قصر محمد علي .. مجموعة من الطرز المعمارية الفريدة
9 يونيو 2018 21:55
مجدي عثمان (القاهرة) اختار الأمير محمد علي توفيق أرض قصره المعروف بمتحف «قصر محمد علي» بالمنيل، في شمال جزيرة الروضة على فرع صغير لنهر النيل أمام القصر العيني على مساحة 61711 متراً مربعاً منها 5000 متر تمثل مساحة المباني، ويضم القصر في عمارته عدداً من الطرز الإسلامية، بين فاطمي ومملوكي وعثماني وأندلسي وفارسي وشامي، ويتكون القصر من ثلاث سرايات: «الإقامة، والاستقبال، والعرش»، بالإضافة إلى المسجد، والمتحف الخاص، ومتحف الصيد، وبرج الساعة، ويحيط به سور على طراز أسوار حصون القرون الوسطى، فيما تحيط بسراياه من الداخل حدائق تضم مجموعة نادرة من الأشجار والنباتات. في البداية أنشأ الأمير سراي الإقامة، ثم أكمل بعدها باقي السرايا، وقد قام بوضع التصميمات الهندسية والزخرفية، وأشرف على خطوات التنفيذ، فيما نفذها المعلم «محمد عفيفي»، تبعاً للعبارة المحفورة على مدخل القصر ونصها: «قصر محمد علي بالمنيل، أنشأ هذا القصر الأمير محمد علي نجل المغفور له محمد توفيق، إحياءً للفنون الإسلامية وإجلالاً لها، ابتكر هندسة البناء وزخرفته سمو الأمير وقام بالتنفيذ المعلم محمد عفيفي، وتم ذلك العام 1348 من الهجرة»، وأوصى الأمير أن يتحول القصر بعد وفاته إلى متحف. ومنشئ القصر هو الأمير محمد علي الابن الثاني للخديوي توفيق ابن الخديوي إسماعيل، وأمه الأميرة أمينة نجيب إلهامي كريمة إبراهيم إلهامي باشا ابن عباس الأول، والتي لم يتزوج غيرها الخديوي توفيق، ولقبها الشعب المصري بـ «أم المحسنين»، حيث كانت تنفق أموالها على المساكين والمرضى، وهو شقيق للخديوي عباس حلمي الثاني، والأميرات نازلي وخديجة ونعمة الله، وقد ولد في 9 نوفمبر 1875م /‏‏ 11 شوال 1292هـ بالقاهرة، فدخل المدرسة العلية الابتدائية بعابدين، وفي سنة 1884م، توجه إلى أوروبا فالتحق بمدرسة هكسوس بسويسرا، ثم مدرسة ترزيانوم بالنمسا، بناءً على أوامر والده لتلقي العلوم العسكرية، وعاد إلى مصر سنة 1892م.توفي الأمير محمد علي في 17 مارس 1954م في لوزان بسويسرا عن عمر ناهز الثمانين عاماً، ودُفن في مدافن العائلة المالكة بالدراسة «قبة أفندينا». تجمعت عدة طرز إسلامية في تصميم المدخل الرئيس للقصر، فالواجهة تشبه واجهات مداخل المساجد والمدارس الإيرانية في القرن الرابع عشر، وتعلو السور في الجهة الشمالية شرفات للحراسة، وتوجد على بعض مناطق السور آيات قرآنية وكلها منفذة بالخط الكوفي البارز من الحجر، وأعلى المدخل تقع سراي الاستقبال لاستقبال الضيوف الرسميين، وتتكون من طابقين بينهما سلم خشبي وتحتوي على تحف نادرة، منها سجاد وأثاث ومناضد عربية مزخرفة، وتتكون السراي من طابقين، الأول يضم حجرة التشريفة لاستقبال الشخصيات الرسمية وكبار رجال الدولة والسفراء وحجرة لاستقبال ضيوف الأمير الذين يحضرون لأداء صلاة الجمعة بمسجده المقام داخل القص. أما سراي الإقامة فهي من أقدم البنايات في القصر، وتمثل المبنى الرئيس ومقر الأمير، وتتكون من طابقين يصل بينهما سلم دقيق الصنع، وملحق بها برج يطل على مناظر القاهرة والجيزة. أما خارج القصر، فنجد الحديقة، وتبلغ مساحتها 34 ألف متر، وتضم مجموعة نادرة من الأشجار والنباتات التي جمعها الأمير محمد علي من رحلاته في جميع أنحاء العالم، ومنها مجموعة الصبار وأشجار التين الهندي، وأنواع مختلفة من النخيل، وأشجار البامبو، وفيها شجرة الفيكس التي يبلغ عمرها 500 عام وهي من عصر المماليك. ويتوسط القصر مسجد صغير الحجم شيد على الطراز العثماني، إلا أن الأمير اعتنى به جيداً خارجياً وداخلياً.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©