الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

نصر الظالم .. منعه وحجزه عن الظلم

9 يونيو 2018 21:55
أحمد محمد (القاهرة) يدعو الإسلام إلى ضرورة تحلي المسلم بالإيجابية والفاعلية والمبادرة الذاتية، بأن يكون حياً فاعلاً مؤثراً في محيطه ومجتمعه، يحرص على تصحيح الأوضاع الخاصة وإصلاحها وتغييرها، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «انْصُرْ أَخَاكَ ظَالِماً أَوْ مَظْلُوماً، فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنْصُرُهُ إِذَا كَانَ مَظْلُوماً أَفَرَأَيْتَ إِذَا كَانَ ظَالِماً كَيْفَ أَنْصُرُهُ؟، قَالَ «تَحْجُزُهُ أَوْ تَمْنَعُهُ مِنْ الظُّلْمِ فَإِنَّ ذَلِكَ نَصْرُهُ»، فهذا منهج تربوي نبوي عظيم كريم وتذكير المسلم بحقوق الأخوة الإسلامية، فلا يخذل أخاه، والظلم من أسباب هلاك الأمم وسقوط الدول، والعدل أساس الحكم والملك، وبه قامت السماوات والأرض. قال ابن باز، هذا حديث صحيح، شرحه النبي صلى الله عليه وسلم قال: انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً، وهذه كلمة تقولها العرب، وكان العرب عندهم تعصب ينصرون أصحابهم وإن ظلموا وصار عندهم هذا، فلما قاله النبي قالوا يا رسول الله كيف أنصره ظالما؟ قال: تحجزه عن الظلم، فذلك نصرك إياه، نصر المظلوم واضح، ولكن نصر الظالم معناه منعه من الظلم وحجزه عنه، فإذا أراد أن يظلم أحدا تقول له قف، وتمسكه إذا أراد أن يأخذ مال أحد، هذا نصره، إذا كان لك استطاعة تمنعه من ذلك، تعينه على نفسه وعلى شيطانه، وعلى هواه الباطل. قال النووي، النصرة في كلام العرب أصلها بمعنى المعونة، فإعانته هي نصره، فأما المظلوم فلا شك أن إعانته وتخليصه ممن ظلمه نصر له وأن ذلك مطلوب، وهذا لا يحتاج إلى شرح وبيان، وأما ما يتعلق بالظالم، فهذا الذي سأل عنه هذا الصحابي رسول الله، فبينه له، حيث ذكر صلى الله عليه وسلم أن كفه ومنعه من الظلم نصر له، ووجه ذلك هو أن هذا الإنسان الذي يظلم غيره يكون متعدياً، فيكون ذلك سبباً لحصول الإثم له، ولوقوعه في الوعيد ولانحطاط مرتبته، وأيضاً ذهاب حسناته، لأن ذلك الإنسان المظلوم سيأخذ من حسناته، وقد تكون له العقوبة في الدنيا، وقد يكون هذا الظلم من أسباب رفع البركة في ماله أو ولده، أو يكون سبباً لمصيبة تقع له، أو غير ذلك من الأمور المكروهة التي تقع للإنسان في الدنيا وفي الآخرة، فيخلص هذا الإنسان من مثل هذه الأمور بحجزه عن أسبابه لئلا يواقع أسبابها. فإذا حيل بينه وبين ما يضره فإن هذا هو المصلحة، وهكذا الإنسان الظالم يقدم على ما فيه ضرره وبواره، لو أنه تعقل، فيحال بينه وبين هذا، ثم يعرف أن هذا كان عين الخير له، وأنه بذلك استراح من تبعات تلحقه بسبب هذا الظلم. قال البيهقي: ومعناه أن الظالم مظلوم في نفسه، فيدخل فيه ردع المرء من ظلمه لنفسه حساً ومعنى.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©