الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الأرض مسخّرة هيأها الله للحياة.. ومستودع الرزق

الأرض مسخّرة هيأها الله للحياة.. ومستودع الرزق
9 يونيو 2018 21:54
القاهرة (الاتحاد) اختار الله الأرض ليعيش عليها الإنسان، فهي وثيقة الصلة به، فمنها خُلق وعليها يحيا، ومنها يُبعث يوم القيامة، وهيأها سبحانه للحياة، ووفر فيها سبل الراحة من التسخير والأمان، وكل الظروف التي تضمن استمرار الحياة، فجعلها جبالاً وهضاباً وودياناً، وجعل فيها بحاراً وأنهاراً، وجعل بها من التوازن في كل شيء ما يحار فيه العقل، ومن التكامل ما ينطق بالقدرة الإلهية، وحسن تقدير شكلها وتكوينها ومحتوياتها وحركاتها وما بها وما عليها. أنعم الله على عباده ببسط الأرض لتقوم عليها معايش الناس، هي مستودع الرزق، فيها معايش بني آدم وأسباب رزقهم، والأسباب المختلفة ليكسب العباد بها أقواتهم، خلقها الله بإتقان وإحكام، وصنعها للأنام، مهدا وبساطاً وفرشاً ومتاعاً، ومصدراً للخيرات، تنبت الزرع وتخزن الماء والثروات، مستقر وقرار، قدر فيها الأقوات، كل شيء فيها موزون، أغنى كواكب مجموعتنا الشمسية بالمياه، ولذلك يطلق عليها اسم «الكوكب المائي» أو الكوكب الأزرق. يقول د. زغلول النجار أستاذ علوم الأرض، جاء ذكر الأرض في القرآن الكريم في أربع مئة وواحد وستين موضعاً‏، ‏ منها ما يشير إليها ككل في مقابلة السماء‏، ‏ وإلى اليابسة التي نحيا عليها‏، ‏ والتربة التي تغطي صخور الغلاف الصخري‏، ‏ جعلها الله صالحة للعمران، ويقدر متوسط المسافة بين الأرض والشمس بحوالي‏ 150‏ مليون كيلو متر‏، ‏‏ تجري حولها في فلك بيضاوي‏، بسرعة تقدر بحوالي‏ 30‏ كيلو متراً في الثانية، لتتم دورتها هذه في سنة مقدارها‏ 365.25‏ يوم تقريباً، ‏ وتدور حول نفسها بسرعة مقدارها حوالي ‏30‏ كيلو متراً في الدقيقة فتتم دورتها في يوم مقداره ‏24‏ ساعة‏. والأرض كوكب فريد في كل صفة من صفاته‏، مما أهَّله بجدارة أن يكون مهدا للحياة بكل مواصفاتها‏، ولعلَّ هذا التأهيل هو أحد مقاصد الآية القرآنية الكريمة: (وَفِي الْأَرْضِ آيَاتٌ لِّلْمُوقِنِينَ)، «سورة الذاريات: الآية 20»، ولعل من أوضح هذه الآيات البينات المسافة بين الأرض والشمس‏، فلا يصل الأرض سوى جزء واحد من بليوني جزء من الطاقة الشمسية الهائلة‏، وهو القدر المناسب لنوعية الحياة‏،. ولو كان حجم الأرض أصغر قليلاً، ‏ لبلغت درجة الحرارة على سطحها مبلغاً يحول دون وجود أي شكل من أشكال الحياة‏، لأن الغلاف الغازي للأرض يرد جزءاً كبيراً من حرارة الشمس وأشعتها المهلكة‏، ‏كما يرد الأشعة الكونية القاتلة‏،‏ ولو كانت أبعاد الأرض أكبر لزادت قدرتها على جذب الأشياء مما يعوق الحركة‏، ‏ويحول دون النمو لأي كائن حي‏، ولو كانت سرعة دورانها حول محورها أعلى لقصر طول اليوم قصراً مخلاً، ‏ولو كانت أبطأ لطال اليوم طولا مخلا، ‏ فيختل نظام الحياة اختلالا يؤدي إلى الفناء الكامل‏.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©