الثلاثاء 16 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

احتيالات

احتيالات
16 يوليو 2010 20:57
تقول الحكاية، التي تتكرر مثل اسطوانة مشروخة، إن محتالاً محترفاً وزوجته دخلا إلى مدينة ليمارسا احتيالاتهما على الأهالي، في اليوم الأول اشترى المحتال حماراً وملأ فمه بالنقود المعدنية رغماً عنه، وأخذه إلى حيث تزدحم الأقدام. لمح الحمار جحشة مراهقة في السوق فنهق، فتساقطت النقود من فمه. فتجمع الناس حول المحتال الذي أخبرهم أن حماره كلما نهق تتساقط النقود من فمه. اشترى الحمار أحد التجار. لكنه اكتشف بعد ساعات بأنه وقع ضحية عملية نصب غبية، فانطلق مع زملاء له إلى بيت المحتال وطرق الباب. قالت زوجته إنه غير موجود لكنها سترســـل الكلب وسوف يحضره فــــــوراً. فعلاً أطلقت الكلب، فهرب لا يلوي على شيء، لكن زوجها عاد بعد قليل وبرفقته كلب يشبه تماما الكلب الذي هرب. نسي التجار لماذا جاؤوا، وفاوضوه على شراء الكلب، واشتراه أحدهم بمبلغ كبير، ثم ذهب التاجر إلى البيت وأوصى زوجته أن تطلقه ليحضره بعد ذلك. لكنهم لم يروه بعد ذلك. عرف التجار أنهم تعرضوا للنصب مرة أخرى، فانطلقوا إلى بيت المحتال ودخلوا عنوة، فلم يجدوا سوى زوجته، فجلسوا ينتظرونه. ولما جاء نظر إليهم، ثم إلى زوجته، وقال لها: - لماذا لم تقومي بواجبات الضيافة؟؟ فقالت الزوجة: - إنهم ضيوفك فقم بواجبهم أنت. فتظاهر الرجل بالغضب الشديد، وأخرج من جيبه سكينا مزيفا وطعنها في الصدر، حيث كان هناك بالون مليء بالصبغة الحمراء، فتظاهرت بالموت. صار الرجال يلومونه على هذا التهور فقال لهم: - لا تقلقوا... فقد قتلتها أكثر من مرة، وأستطيع إعادتها للحياة. وفورا أخرج مزماراً من جيبه ونفخ فيه، فقامت الزوجة على الفور أكثر حيوية ونشاطا. نسي الرجال لماذا جاؤوا، وصاروا يفاوضونه على المزمار حتى اشتروه بمبلغ كبير، وعاد الذي فاز به وطعن زوجته وصار يعزف فوق جثتها فلم تصح، وفي الصباح سأله التجار عما حصل معه فخجل وخاف أن يقول لهم، فادعى أن المزمار يعمل، وأنه تمكن من إعادة إحياء زوجته، فاستعاره التجار منه... وقتل كل منهم زوجته بالتوالي. طفح الكيل مع التجار، فذهبوا إلى بيت النصاب ووضعوه في كيس وأخذوه ليلقوه بالبحر. ساروا حتى تعبوا فجلسوا للراحة وناموا. صار المحتال يصرخ من جوف الكيس، فجاءه راعي غنم وسأله عن سبب وجوده داخل الكيس، فقال له بأنهم يريدون تزويجه من بنت كبير التجار، لكنه يعشق ابنة عمه... أقنع صاحبنا الراعي بالحلول مكانه في الكيس، طمعاً بالزواج من ابنة التاجر، فدخل بينما أخذ المحتال أغنامه وعاد للمدينة. ولما نهض التجار القوا الكيس بالبحر وعادوا للمدينة مرتاحين. لكنهم وجدوا المحتال أمامهم ومعه ثلاثمائة رأس من الغنم. فسألوه، فأخبرهم بأنهم لما القوه بالبحر خرجت حورية، وتلقفته وأعطته ذهباً وغنماً وأوصلته للشاطئ، وأخبرته بأنهم لو رموه بمكان أبعد عن الشاطئ لأنقذته اختها الأكثر ثراء التي كانت ستنقذه وتعطيه آلاف الرؤوس من الغنم .. وهي تفعل ذلك مع الجميع. كان المحتال يحدثهم وأهل المدينة يستمعون، فانطلق الجميع إلى البحر والقوا بأنفسهم فيه (عليهم العوض) صارت المدينة بأكملها ملكا للمحتال، الذي أنجب بنينا وبنات، لم يكتفوا بالاحتيال على الأفراد بل مدوا نشاطهم إلى كامل القطاعات العامة، وباعوها بتراب المصاري مقابل كوموشنات مدهنة. وتتكرر هذه الاحتيالات في كل زمان ومكان بطرق متنوعة... وما يزال المحتالون يتناسلون. ghishan@gmail.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©