الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المونديال والدروس المستفادة

المونديال والدروس المستفادة
16 يوليو 2010 20:57
أما وقد انتهى المونديال، وقد حفل بالمفاجآت العجيبة؛ مثل خروج إيطاليا وفرنسا وإنجلترا في وقت مبكر جداً، وتأهل منتخبات لم نسمع عنها من قبل... فيمكن على كل حال تلخيص الدروس المستفادة من المونديال كي تنتفع بها الفرق العربية في المرات القادمة، ولهذا التلخيص أهميته كما تعرف باعتباري خبيراً باللعبة. حتى وقت قريب كنت الوحيد في العالم العربي الذي يعتقد أن (محمود الخطيب) هو نجم فريق الترسانة، وكنت أعتقد أن ركلة الجزاء هي ركلة يوجهها الحكم لمؤخرة اللاعب الذي ارتكب خطأ، وأن الأوفسايد والكورنر لهما ذات المعنى: دروجبا لا يفعل شيئاً سوى أن يبدو خطيراً مرعباً. ميسي كذلك لا يفعل شيئاً. ما دام الأمر كذلك فرونالدو وروني لا يفعلان أي شيء. كل ركلات الجزاء لا تدخل الهدف أبداً.. نجم غانا أضاع ركلة جزاء في آخر دقيقة من المباراة الطويلة التي كانت ستدخل فريقه التاريخ، ولو كلفوني أنا بتسديد هذه الضربة لمزقت شباك المرمى. عندما تقوم أنت بتشجيع اللاعب الذي سيسدد ضربة الجزاء ينكمش المرمى ليصير بحجم قفص العصافير. ركلات الجزاء تدخل دائماً حتى لو سددها لاعب كفيف مصاب بالشلل الرعاش. يكفي أن تشجع الفريق الذي سيتلقى ضربة الجزاء حتى يتسع المرمى ليصير في حجم الكون كله. لو أن طفلاً نفخ في الكرة لسجلت هدفاً. هذه الصفارة اللعينة (الفوفوزيلا) التي ينفخونها طيلة المباريات ابتكرها بالتأكيد جنرال نازي مجنون أراد تحطيم أعصاب الأسرى. لا شك أن الذباب والبعوض وجدوا البيئة المثلى لهم في وجود هذه الأداة الكريهة، وأعتقد أن نسبة سرطان المخ ستتزايد في جنوب أفريقيا في الأعوام القادمة. هناك علاقة قوية بين تلك الإعلانات التي تصاحب المونديال وتظهر اللاعب مرعباً لا يشق له غبار، وبين فشله الذريع في المباريات. إعلانات هذا المونديال كانت تتضمن ميسي ورونالدو ودروجبا.. هكذا صار من المحتم أن تكون هذه أسوأ مباريات لهم. لعل هذا تكرار للمثل المصري (دار على شمعتك تقيد).. كلما استعرض اللاعب أكثر وتظاهر بالبراعة، كلما كان أقرب إلى الفشل. تقبيل اللاعبين قبل وبعد المباراة على طريقة مارادونا لا يحقق نتائج باهرة .. على الأرجح يؤدي إلى الخسارة. لا أعتقد أن قبلة من مارادونا شيء يدعو للحماس على كل حال. الحكام لا يرون شيئاً على الإطلاق.. يبدو أن أغلبهم في هذا المونديال مصابون بعمى الأنهار. كل مشاهدي المباراة والمعلقين عباقرة يعرفون ما كان ينبغي عمله بالضبط وأين يكمن الخطأ. الوحيدون الذين لا يعرفون ما ينبغي عمله هم اللاعبون ومدربهم. أقترح أن يجدوا طريقة لتحليل المباراة وأحداثها وما وقع فيها من أخطاء قبل أن يبدأ اللعب، ويصغي المدرب واللاعبون لهذا التحليل قبل أن ينزلوا الملعب. كل اللاعبين البارعين يبصقون طيلة الوقت، خاصة عندما تسلط الكاميرا عليهم ويراهم العالم كله. معظم اللاعبين يعتقدون أن هذه مباريات كرة يد. لا سبيل لقهر الفريق الألماني إلا لو سمحوا للفريق الآخر بأن يحمل بنادق آلية. هذه هي النصائح القيمة التي أقدمها لأبناء أمتي العرب، وآمل أن تجد من يستفيد منها من أجل البطولات القادمة إن شاء الله.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©