الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
ألوان

هدايا الحجاج.. رموز تحمل عبق المكان

هدايا الحجاج.. رموز تحمل عبق المكان
12 سبتمبر 2016 22:13
لكبيرة التونسي (أبوظبي) ما زلت أحتفظ بتلك «الكاميرا» الحمراء الصغيرة التي أهداها لي والدي بعد قدومه من الحج محملاً بصندوق حديدي مملوء بالألعاب والسلاسل والخواتم والسيارات البلاستيكية وغيرها من الهدايا البسيطة في ثمنها الكبيرة في معناها، والتي وزعها على أطفال العائلة والجيران، هكذا تقول آمنة أحمد موضحة أنها لم تنس تلك اللحظات رغم مرور أكثر من عشرين سنة على هذا الحدث. قصة طوتها السنون، ولكنها ظلت في الذاكرة، بحيث ارتبط الحج في ذاكرة الأطفال بالألعاب البلاستيكية والكاميرا التي تحمل صور الأماكن المقدسة، وبعض التذكارات البسيطة التي كانت تسعد الأطفال الذين كان لهم نصيب الأسد من هدايا الحجاج. تقول بدرية جمعة، إن موسم الحج ارتبط عندها بالهدايا والتذكارات التي كانت عبارة عن مجموعة من الألعاب الصغيرة، وأهمها الكاميرا التي كانت تحظى بشعبية كبيرة من قبل الحجاج، بحيث تسمح بمشاهدة أهم المواقع الإسلامية والتاريخية والأثرية، وهي عبارة عن قطعة من البلاستيك على شكل كاميرا أو تلفزيون يتم بها مشاهدة صور للحرم المكي وبعض المواقع الدينية أو الأثرية. وتشير بدرية إلى أنها لم تكن تعير بقية الهدايا أي اهتمام، مكتفية بهذه اللعبة التي كانت تحملها إلى نفس الأماكن المقدسة التي زارها والدها، مبينة أنها كانت هدية قيمة في ذلك الوقت، وعن بقية التذكارات والهدايا تقول إنها كانت عبارة عن سلاسل وخواتم وقلادات، وألعاب وسيارات ومسدسات من البلاستيك. قيمة معنوية ويقول محمد الأمين، إنه كان من عادة الحجاج بعد زيارة مكة المكرمة، أن يعودوا محملين بالعديد من تذكارات هذه الرحلة الروحية، وأفضل ما في الأمر هو أن في استطاعتهم أن يشتروا هدايا وتذكارات، وإن بعض هدايا الحج التي كان يستفيد منها الكبار تنوعت بين الملابس وسجادات الصلاة والتمور ومصاحف القرآن الكريم، وكتيبات الدين والمسواك وقطع القماش، وغيرها من الهدايا، بينما كان الأطفال من أكثر المستفيدين، بحيث يعود الحجاج محملين بهدايا ذات قيمة معنوية عالية بالنسبة لهم. ويقول: «من أكثر الهدايا المحببة لي التلفزيون أو الكاميرا ذات العدسة المكبرة لشريط من صور الأماكن المقدسة، بحيث كنا نكبس الزر لتلف الصورة، وتأتي واحدة أخرى غيرها إلى أن يلف الشريط كاملاً، وفي غالب الأحيان كنت أفتح الكاميرا لأستكشف ما في داخلها، خاصة أن كل الصور كانت تضيء، بحيث كانت تغريني لدخول هذه الأماكن لأجد شريطاً أسود صغيرا يكاد لا ترى العين صوره». بين الأمس واليوم من جهتها، تشير رحاب الوالي أم لأربعة أطفال إلى أن قائمة الهدايا التي كانت تنتظرها من والديها أو الجيران قبل عشرين سنة خلت كانت تشتمل على مجموعة من الهدايا التي يمكن للحجج إحضارها معهم إلى بلدانهم من مكة المكرمة، وكان تواجدها يقتصر على هذه الأماكن المقدسة فقط مما يزيدها قيمة، موضحة أن الأمر اختلف اليوم، بحيث يمكن العثور على جميع الهدايا في المتاجر ومراكز التسوق السعودية وغير السعودية، بحيث بات الحجاج يشترون الهدايا ويتركونها في بيوتهم قبل السفر إلى الديار المقدسة، وبعد العودة من أداء مناسك الحج يوزعونها على أصدقائهم وأحبابهم. أقمشة وذهب جرت العادة أن يشتري الحجاج سجادات الصلاة، والمسبحات، والعطور، والكتيبات الدينية، والمساوك، والمسابح، والطواقي، والمظلات الواقية من الشمس، وأقمشة، إضافة إلى ماء زمزم والتمور، بينما الأطفال يفرحون بالألعاب البسيطة ذات الرمزية العالية، لكن اليوم أصبح الحجاج يتوجهون إلى اقتناء السبحات الإلكترونية إضافة إلى الهدايا التقليدية. كما يتوجهون إلى شراء قلادات الذهب، وكذلك الأقمشة الفاخرة ودهن العود والبخور، في وقت يتيح السوق جميع الخيارات. ويقول عصام البدوي إن هدايا الحجاج كانت بسيطة ترتبط بنفحات الأماكن المقدسة، تنقل عبر كاميرات صغيرة الحجم خفيفة المحمل زهيدة الثمن تختصر رحلة الحاج، إضافة إلى هدايا أخرى تحمل عبق ورائحة المكان. هدايا الأحفاد وفق الحاجة نعيمة علي التي أدت مناسك الحج السنة الماضية، أن الكاميرات المصورة عادت من جديد لتكون إحدى أهم هدايا الحجاج للأطفال، والتي تهدف إلى التعرف بالأماكن الدينية التي يقصدها المسلمون، موضحة أنها اقتنت منها العشرات لزهد ثمنها وقيمتها المعنوية العالية من جهة أخرى كهدية لأحفادها وأبناء الجيران والأصدقاء. وتوضح أن الكاميرا تشتمل على شريط مدور يحمل العديد من الصور لمعظم الأماكن المقدسة، والمواقع الدينية والأثرية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©