توصل باحثون أميركيون إلى إحداث تعديلات وراثية على حشرات بعوض، الأمر الذي جعلها عاجزة عن نقل الطفيلي المسؤول عن الملاريا، بحسب نتائج دراسات جديدة. وهذا الطفيلي الذي يطلق عليه اسم «بلاسموديوم»، يؤدي إلى إصابة الإنسان بالملاريا من خلال ما تنقله خمسة أنواع منه، وذلك من خلال لدغة «الأنوفيليس» وهي بعوضة تعيش في المناطق الحارة، ويبدو أنها المرة الأولى التي يتوصل خلالها خبراء في علم الحشريات في جامعة أريزونا (جنوب - غرب) إلى تعديل جين البعوض بهدف تحصينه كلياً لمواجهة هذا الطفيلي، وهم يأملون التوصل في أحد الأيام إلى استبدال البعوض المتواجد في الطبيعة بآخر معدل وراثياً في المختبرات يكون عاجزاً عن نقل طفيلي «بلسموديوم». ويوضح مايكل ريلي، أستاذ محاضر في علم الحشريات في جامعة أريزونا، أنه «إذا ما أردنا وقف تفشي الطفيلي المسؤول عن الإصابة بالملاريا، فلا بد من أن يحصن البعوض ليقاوم مئة في المئة» ذلك الطفيلي، وكان ريلي قد أشرف على هذه الدراسات التي نشرت نتائجها في المجلة العلمية «جورنال أوف بابليك لايبريري أوف ساينس باثوجينس» والصادرة في يوليو الجاري، ويبحث الخبراء في كيفية استبدال البعوض الذي يعيش في الطبيعة بآخر معدل وراثياً ومحصن في وجه طفيلي الملاريا، الأمر الذي قد يفتح الباب للقضاء على هذا المرض، ويقدر عدد المصابين سنوياً بالملاريا بنحو 250 مليون شخص حول العالم. كذلك يتسبب المرض بوفاة مليون مصاب سنوياً، غالبيتهم من الأطفال. وتأتي 90% من الوفيات الناجمة عن الملاريا في إفريقيا جنوب الصحراء، لكن هذه النسبة أقل من الواقع على الأرجح بحسب مايكل ريلي.
عدد اليوم
