عبدالرحمن إسماعيل (أبوظبي)
دعمت الاستثمارات الخليجية والعربية موجة الصعود التي شهدها سوق أبوظبي للأوراق المالية خلال الأشهر الأربعة الأولى من العام الحالي، محققة صافي شراء بقيمة 955 مليون درهم، مقابل صافي بيع للمواطنين بقيمة 723 مليون درهم، والأجانب غير العرب بقيمة 232,2 مليون درهم.
وارتفع المؤشر العام للسوق خلال الفترة من يناير إلى أبريل الماضي بنسبة 17,5%، وسط ارتفاع غير مسبوق في مستويات السيولة المتدفقة على السوق التي تضاعفت ثلاث مرات ونصف المرة، لتصل إلى 75 مليار درهم مقارنة مع 16,5 مليار درهم خلال الأشهر الأربعة الأولى من العام الماضي.
وعزا محللون ماليون النشاط الخليجي والعربي في سوق أبوظبي إلى دخول مجموعات من المستثمرين منذ العام الماضي، لاقتناص الفرص الاستثمارية التي تتيحها أسهم سوق أبوظبي، خصوصاً بعد الأداء الجيد الذي فاق التوقعات في نتائج عدد من البنوك والشركات، فضلاً عن توزيعات الأرباح السخية، بحسب عبدالله الحوسني مدير عام شركة الإمارات دبي الوطني للأوراق المالية.
وأضاف أن الخليجيين يرون فرصاً جيدة في أسواق الإمارات مقارنة بأسواقهم، ولاحظنا بالفعل دخولاً مكثفاً لمجموعات استثمارية طيلة الفترة الماضية، ما ساهم في دعم النشاط الحالي للأسواق المحلية.
فهم الاستثمار
وقال راشد البلوشي الرئيس التنفيذي لسوق أبوظبي للأوراق المالية، في تصريحات سابقة لـ «الاتحاد»، إن المستثمرين الخليجيين أقدر من غيرهم على فهم الاستثمار في سوق أبوظبي، من منطلق قناعتهم بقوة ومتانة اقتصاد الإمارة، وتشابه الاقتصاديات الخليجية مع بعضها البعض، فضلاً عن سرعة الدخول والخروج باستثماراتهم.
وبحسب الإحصاءات، شكلت تداولات الخليجيين والعرب نحو 26% من تداولات سوق أبوظبي خلال الأشهر الأربعة، وذلك بمشتريات بلغت قيمتها 19,7 مليار درهم من إجمالي تعاملات السوق، مقابل مبيعات بقيمة 18,75 مليار درهم. وبذلك حقق الاستثمار الخليجي والعربي صافي شراء بقيمة 955 مليون درهم، مقارنة مع صافي شراء في الفترة ذاتها من العام الماضي بقيمة 250 مليون درهم.
وبلغت قيمة مشتريات الخليجيين نحو 7,23 مليار درهم من شراء 3,36 مليار سهم، مقابل مبيعات بقيمة 6,68 مليار درهم من بيع 3,2 مليار سهم. وبذلك بلغ صافي الشراء الخليجي نحو 550,1 مليون درهم، مقارنة مع صافي شراء بقيمة 223,4 مليون درهم خلال الفترة ذاتها من العام الماضي.وبلغت قيمة مشتريات المستثمرين العرب نحو 12,48 مليار درهم من شراء 5,91 مليار سهم، مقابل مبيعات بقيمة 12,07مليار درهم من بيع 5,7 مليار سهم. ونتيجة لذلك، بلغ صافي الشراء العربي نحو 405 ملايين درهم مقارنة مع صافي شراء بقيمة 26,5 مليون درهم في الفترة ذاتها من العام الماضي.
وفي المقابل، سجل الاستثمار الأجنبي غير العربي، صافي البيع الوحيد خلال الأشهر الأربعة بقيمة 232,2 مليون درهم، وذلك من مشتريات بقيمة 8,46 مليار درهم من شراء 2,37 مليار سهم، مقابل مبيعات بقيمة 8,69 مليار درهم من بيع 2,41 مليار سهم.
استثمارات الشركات
وعلى صعيد الاستثمار المؤسسي، سجلت استثمارات الشركات صافي بيع للأشهر الأربعة بقيمة 426 مليون درهم من مشتريات بقيمة 24,12 مليار درهم، مقابل مبيعات بقيمة 24,54 مليار درهم، فيما بلغ صافي البيع الحكومي نحو 123 مليون درهم من مشتريات بقيمة 337,5 مليون درهم، مقابل مبيعات 460,5 مليون درهم. وعلى صعيد الاستثمار الفردي، سجلت تعاملات الأفراد صافي شراء بقيمة 549 ألف درهم من مشتريات بقيمة 50,4 مليار درهم، مقابل مبيعات بقيمة 49,89 مليار درهم.
وحافظ المستثمرون الأردنيون على صدارة قائمة المستثمرين الأجانب الأكثر نشاطاً في سوق أبوظبي، وحققوا صافي شراء خلال الأشهر الأربعة بقيمة 150 مليون درهم من مشتريات بقيمة 4,79 مليار درهم، مقابل مبيعات بقيمة 4,64 مليار درهم.
وجاء البحرينيون في المقدمة خليجياً والمرتبة الثانية عربياً، وبلغت قيمة مشترياتهم 3,61 مليار درهم، مقابل مبيعات بقيمة 3,30 مليار درهم. وبذلك بلغ صافي الشراء البحريني 310 ملايين درهم. وحل السوريون في المرتبة الثالثة بمشتريات قيمتها 1,83 مليار درهم، مقابل مبيعات بقيمة 1,74 مليار درهم، ليصل صافي الشراء إلى 90 مليون درهم.
وحافظ البريطانيون على صدارتهم في قائمة المستثمرين الأجانب غير العرب الأكثر نشاطاً في سوق أبوظبي، بمشتريات بلغت قيمتها 1,78 مليار درهم، مقابل مبيعات بقيمة 2,59 مليار درهم. وبذلك سجل الاستثمار البريطاني صافي بيع بقيمة 810 ملايين درهم، في حين سجل الاستثمار الأميركي صافي شراء بقيمة 256 مليون درهم، وذلك من مشتريات بقيمة 1,19 مليار درهم، مقابل مبيعات بقيمة 934 مليون درهم.
10 شركات وساطة تستحوذ على 70% من تداولات
وعمولة سوق أبوظبي
استحوذت 10 شركات وساطة من بين 48 شركة عاملة في سوق أبوظبي للأوراق المالية على 70% من تداولات السوق خلال الأشهر الأربعة الأولى من العام.
وبحسب تقرير نشاط الوسطاء، بلغت قيمة تداولات الشركات العشر مجتمعة 104,8 مليار درهم من إجمالي تداولات السوق البالغة 149,8 مليار درهم بيعاً وشراءً. وتقاضت الشركات العشر عمولة عن تداولاتها بقيمة 288,2 مليون درهم من عمولة السوق البالغة 411,9 مليون درهم.
وحافظت شركة الرمز للأوراق المالية على صدارتها في قائمة شركات الوساطة الأكثر نشاطاً، وبلغت قيمة تداولاتها للأشهر الأربعة نحو 26,6 مليار درهم، بما يعادل 17,7% من إجمالي تعاملات سوق أبوطبي. وحلت شركة أبوظبي الوطني للأوراق المالية ثانية بتداولات قيمتها 17,1 مليار درهم بنسبة 11,4%، وميناكورب 13 مليار درهم بنسبة 8,7%، والمشرق للأوراق المالية 9,5 مليار درهم بنسبة 6,3%، وهيرميس 8,9 مليار درهم بنسبة 6%.
وجاءت شركة الوسيط المباشر في المرتبة السادسة بتداولات قيمتها 8,7 مليار درهم بما يعادل 5,8% من تداولات السوق، وأبوظبي للخدمات المالية الإسلامية بقيمة 8,5 مليار درهم بنسبة 5,6%، والإمارات دبي الوطني للوساطة المالية 5,1 مليار درهم بنسبة 3,4%، والظبي 3,7 مليار درهم بنسبة 2,4%، وعاشراً شركة الدار للأسهم والسندات بقيمة 3,5 مليار درهم بنسبة 2,3%. (أبوظبي ـ الاتحاد)
عدد اليوم
