السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حقيبة المرأة «مستودع» أسرار

حقيبة المرأة «مستودع» أسرار
16 يوليو 2010 20:25
تتسع لأشيائك الصغيرة التي ينبغي أن ترافقك أينما ذهبت، تخبئين بين جيوبها كل ما تحتاجين إليه في حلك وترحالك، رفيقتك في كل مناسبة، أينما اتجهت تعلقينها على كتفك أو تحملينها بين يديك، وربما يحلو لك أن تظهري «ماركتها» في المناسبات إذا كانت من النوع الثمين، أو تحركيها هنا وهناك لتلتمع الأحجار التي تزينها فتضفي على طلتك الكثير من الأنوثة والرشاقة. إنها الحقيبة التي كانت حتى وقت قريب وسوف تظل لدى الكثيرات، جزءاً لا يتجزأ من شخصية المرأة وأناقتها وطلتها العامة، لكنها بالنسبة لأخريات تعتبر مستودع أسرارهن لما تحمل من خبايا وأغراض ضرورية. الكثير من الخبراء وعلماء النفس يؤكدون أن «حقيبة المرأة تدل على شخصيتها، مستندين في ذلك إلى حجم الحقيبة وارتباط الحجم بالمحتوى. ترى هل تلك الحقيبة الملونة تحمل أسراراً لا تريد المرأة الإفصاح عنها، وإن تحدثت عن محتوياتها. تقول عبير أنس، وهي فتاة في مقتبل العمر، طالبة جامعية تدل ملامحها على كونها تعشق وضع الماكياج في حقيبتها: «بالفعل أنا من النوع الذي يعشق الماكياج، وقد لا يبارح أحمر الشفاه، والكحل حقيبتي». مشيرة بابتسامة هادئة: «في بعض الأحيان اضطر إلى زيارة صديقتي بعد الانتهاء من الكلية التي أدرس بها، وبالتالي أكون أخذت الحيطة بوجود مكياج ووضعته قبل الذهاب». علكة ومحارم لكن صديقتها شهد عمر من النوع الذي يعشق مضغ اللبان، ووضع بعض المحارم المعطرة، تقول عن ذلك: «حقيبتي لا تخلو من العلكة ذات النكهات المختلفة، فالعلكة في نظري هي جزء من شخصيتي، ولا أستطيع ممارسة عملي والتركيز بدونها، فهي تشعرني بالثقة بالنفس والخوف من انبعاث رائحة من فمي تُنفر من حولي، إلى جانب ذلك المحارم الورقية المعقمة تنقذني في الكثير من المواقف، وأنا من النوع الذي لا يشعر بالراحة إذا لم أنظف يدي من وقت لآخر من باب النظافة». خزنة ملأى بدورها تلفت معصومة إبراهيم (مُدرِّسة) إلى أنها من النوع الذي لا يفارق مصحف القرآن الكريم الصغير حقيبته، تقول في هذا الشأن: «أحرص على قراءة القرآن في أوقات متفاوتة، أو في وقت الفراغ فهذا يشعرني بالراحة والاطمئنان». أما نرمين السيد فقد ضحكت كثيراً حينما سألناها عما تحتويه حقيبتها، تقول: «كل ما تحتويه حقيبتي أعتبره غالياً ومهماً بالنسبة لي كسكرتيرة. تعدد نرمين محتويات الحقيبة وتقول: «الموبايل لإنجاز معاملات الشركة، والموبايل الآخر خاص بي للصديقات والأهل، أما البطاقات فهي كثيرة ومتعددة، منها بطاقة البنك والبطاقة الصحية وبطاقة الفيزا وبطاقات أخرى لبعض المحال التجارية، أما العطر فهو الشيء المهم الذي لا يبارح الحقيبة. وتتابع بابتسامة: يبقى دفتر الهواتف وهو أيضاً من الأمور المهمة التي لا استغني عنها لطبيعة عملي، وبالنسبة للماكياج فالكل يعرف أن المرأة لا يمكنها أن تستغني عنه في أي لحظة من حياتها وعملها». سر دفين لكن ملاك هاشم ترفض الإفصاح عما تحتويه حقيبتها، وتقول: «لا أحب أن يعرف أحد ما بداخلها، فهي أسرار أحملها، ولا يعجبني التطفل ومعرفة ما بداخلها». تصمت ملاك لبرهة وتتابع:«حقيبتي مثل بقية الحقائب النسائية الأخرى لا تختلف عنها كثيراً، وهي ضرورية بالنسبة لي حتى لو كانت إبرة وخيطاً، ما تحتويه سر من أسراري الخاصة». أما سارة جاسم فتقول إنَّ في حقيبتها أشياء قليلة لكنها ثمينة بالنسبة لها، وهي عملية في أكثر الأحيان، أهمها حاسبة صغيرة، وأوراق خاصة، إضافة إلى نظارة شمسية وميدالية وخاتم». تقول:»أحب الحقائب الكبيرة ذات الماركات العالمية، فهذه قادرة على جمع الكثير مما نحتاجه نحن الفتيات، ولكل غرض محفظة صغيرة، فهناك محفظة للبطاقات وأخرى للمال، وثالثة للإكسسوارات والخواتم والأساور ورابعة للماكياج ذات الأحجام الصغيرة، لذلك أفضل اقتناء الأحجام الكبيرة، ولو كلفني ذلك دفع مبالغ كبيرة من أجل أن تتماشى مع خطوط الموضة، فهي جزء لا يتجزأ من أناقتي». طرائف حقائبية من أطرف ما وجدناه في بعض الحقائب النسائية الأخرى هو ما تحمله سوسن رشيد، ممرضة، تقول:»الحبة السوداء والهيل لا يفارقان حقيبتي، فأنا من النوع الذي أعشق مضغ الحبة السوداء، بينما أتجول أو أقود السيارة، فوائدها كثيرة، لذلك فمن سابع المستحيلات ألا أضع قليلاً من حبة البركة في حقيبتي، أما في ما يتعلق بحبات الهيل، فأنا حامل في الأشهر الأولى، ووحمي مقتصر على شم رائحة الهيل، وبعض الأحيان مضغه». وثمة أخرى تحمل معها دائماً قطعاً من الشيكولاته، وبعض القصاصات من المجلات التي تحمل خاطرة أو عبارات أدبية. تقول هيا حسين، طالبة جامعية: «أحب قراءة الروايات والقصص الأدبية، لذلك فغالباً ما أقرأ في كتاب، في وقت الفراغ، أو إذا كان لديّ موعد في المستشفى، وذلك من أجل تضييع وقتي حتى يحين موعد دخولي إلى الطبيبة، إلى جانب ذلك الشيوكولاته وهو عشق أبنائي الأول، أضعه من أجل إسكاتهم حتى لا يثيرون أي ضوضاء، ولتفادي إزعاج الآخرين حين أكون في مكان عام». مدلولات شخصية نقلنا كل ما تحتويه حقائب النساء إلى الدكتور أحمد العمّوش، عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية، بجامعة الشارقة، فقال معلقاً: «تعتبر حقيبة اليد من مكملات الأناقة لدى الكثير من السيدات، وعلى الرغم من ذلك فإن لها مدلولات على شخصية حاملتها. ذلك أنَّ المرأة العملية غالباً ما تختار الحقيبة الكبيرة ذات الجيوب المتعددة، وهذا يدل على أنها منظمة جداً وتضع كل شيء في مكانه المحدد، بينما نرى حقيبة المرأة الفوضوية ملأى بالأشياء الغريبة والأوراق المهملة، وقد نجد فيها فرشاة أسنان، أو بعضاً من الفاكهة. يتابع العّموش قائلاً: «المرأة الباحثة عن الأناقة غالباً ما تحتوي حقيبة يدها على أجندة التليفونات والمواعيد، كاميرا الجوال، لكن في الوقت نفسه هذا النوع من النساء يتفنن في اختيار حقيبة يد تتماشى مع الملابس والحذاء، وبالنسبة للفتاة المتزنة فهي تحرص على شراء حقيبة يد كلاسيكية وغالية الثمن». ويلفت الدكتور العّموش إلى جانب لا يقل أهمية، ويقول: «النساء اللاتي يحملن الحقائب براحة اليد وبقوة، والذراع مشدودة وموازية للجسم، إنما يمارسن ما يمكن وضعه في خانة العصبية والتفاخر، وهي شخصية لا تتأثر بمشاعر الآخرين وكلماتها صريحة، وقد تكون جارحة ولا تعرف كلمات الاعتذار، أما من تحمل الحقيبة تحت الإبط فهذا يدل على الثقة الزائدة بالنفس، وحمل الحقيبة قريباً من الصدر يشير إلى كون صاحبتها تعشق المظاهر والتظاهر وتحب لفت الأنظار. أما حمل الحقيبة معلقة على الكتف فيدل على التلقائية في التعامل مع الآخرين، وعدم الاهتمام بآراء الآخرين في تصرفات حاملة الحقيبة، في حين أن إدخال الذراع داخل يد الحقيبة مع القبض بشدة على الحقيبة نفسها من الأسفل، يدل على الحرص الشديد وحب الذات حتى لو كان ذلك على حساب أقرب الناس، إلى جانب كون من تفعل ذلك تحب إصدار الأوامر، وأن يدين لها الجميع بالطاعة ويكونوا في أي وقت رهن إشارتها». قصة الحقيبة - أكدت دراسة نشرتها مجلة «بيترا» النسوية الألمانية عن العلاقة الحميمة بين المرأة وحقيبتها، أن المرأة تقضي 76 يوماً من حياتها، وهي تعبث بمحتويات حقيبتها. وأجرت الدراسة وكالة «كوليبري لأبحاث السوق» بهامبورغ التي استفتت آلاف النساء في 17 دولة وحللت نتائج 150 دراسة حول حقيبة المرأة اليدوية. ?وتقول الدكتورة أوته رادماخر، الباحثة في سيكولوجيا الاقتصاد، إن سر حب المرأة للحقيبة يكمن في أن الأخيرة علامة تحررها من البيت والمطبخ والأطفال. وذكرت إذا كان اهتمام الرجل بمشاهدة مباراة لكرة القدم هو أكثر ما تبغضه المرأة، فإن أبغض شيء لدى الرجال هو الوقت الذي تعبث فيه المرأة بمحتويات حقيبتها. ?وهذا ليس كل ما تكشف عنه دراسة «قصة الحقيبة»، التي تعتبر الأوسع من نوعها عالمياً. فنسبة 95% من نساء الدول الصناعية يملكن 2 ـ 20 حقيبة كمعدل، مع تفوق واضح للإيطاليات بـ60 حقيبة كمعدل. وذكرت 80% ممن شملهن الاستفتاء أنهن ما زلن يتذكرن شكل وتفاصيل الحقيبة الأولى في حياتهن. ولا تتحمل أي امرأة، سواء أكانت من ستوكهولم أم كيب تاون أي إنسان ينظر بفضول داخل حقيبتها. وبعد أن كانت الحقيبة عبارة عن «منزل أو مكتب» متنقل في حياة المرأة تحولت اليوم إلى مركز اتصالات ومعلوماتية و«غرفة طوارئ»، بعد أن أضافت المرأة لها الهاتف الجوال والـMP3 والحاسوب الصغير وجهاز رش الفلفل بوجوه المعتدين، وعدا أشياء صغيرة أخرى أحصى الباحثون، ما يلي، في حقيبة يد نسائية متوسطة الحجم: هوية شخصية، هوية سياقة، مفاتيح الشقة والسيارة، نظارات، مواد وأدوات مكياج، مرآة، مشط وفرشاة شعر، مثبت شعر، جهاز تشغيل موسيقى، محفظة نقود صغيرة، رشاش فلفل، هاتف جوال أو هاتفان، دفتر صغير، محارم ورقية. وشبهت صحيفة «بيلد» الألمانية المعروفة حقيبة اليد النسائية بالثقوب الفضائية السوداء التي تمتص كل مادة.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©