الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

حفتر ينقض على الهلال النفطي ويعيد خلط الأوراق

حفتر ينقض على الهلال النفطي ويعيد خلط الأوراق
11 سبتمبر 2016 23:07
طرابلس (وكالات) في خطوة من شأنها إعادة خلط الأوراق في ليبيا ، شنت القوات الموالية للحكومة الموازية في ليبيا والتي يقودها اللواء خليفة حفتر أمس هجوماً مباغتاً على منطقة الهلال النفطي التي تتبع سلطة الحكومة المعترف بها دولياً، معلنة سيطرتها على ميناءين رئيسيين. وأكدت قيادة الجيش الليبي التابعة لمجلس النواب، السيطرة الكاملة على منطقة الهلال النفطي موضحة عبر أحمد المسماري الناطق باسم قوات الجيش «إن قواتنا بسطت سيطرتها على كامل منطقة الهلال النفطي، وجميع الموانئ الآن تحت سيطرتنا، نافياً وقوع أضرار فيها». وأضاف المسماري» :تم الإعداد للعملية العسكرية منذ أيام، والأوامر صدرت أمس بانطلاقها من عدة محاور، حيث سيطر المحور الجنوبي على موانئ رأس لانوف والسدرة، بينما سيطر المحور الشرقي على ميناء الزويتية ومحيط مدينة أجدابيا. وعن مصير حرس المنشآت النفطية قال المسماري» الوساطات القبلية الآن تقنعهم بإلقاء الأسلحة الخفيفة المتبقية في أيديهم والانضمام لوحدات الجيش أو مغادرة الساحة فرادى»، مشيراً إلى أن كامل أسلحتهم الثقيلة والمتوسطة باتت في يد الجيش. وقال هناك أعداد بسيطة جداً من مقاتلي الحرس يطلقون النيران من تخوم ميناء الزويتينة وبعض المواقع جنوب أجدابيا، ولكنها خفيفة جداً وننتظر نتائج التدخل القبلي قبل الحسم الكامل. ونفى المسماري وجود قوات أجنبية قائلا» قواتنا ليبية خالصة ولا صحة لمزاعم بوجود أي عناصر أجنبية من أي جنسية بيننا، وهي فزاعات تطلقها الميليشيات الخارجة على القانون وقد اعتدناها». وتحتضن منطقة الهلال النفطي وسط البلاد أغلب موانئ ومجمعات تكرير وتصدير النفط الرئيسية في البلاد، وشهدت خلال الأعوام الماضية عدة مواجهات مسلحة على خلفية سعي قوات موالية للمؤتمر الوطني العام السابق للسيطرة عليه، لتعقبها محاولات أخرى من قبل تنظيم «داعش» العام الفائت. وحسب شهود عيان لــ«العربية.نت» فإن أعمدة دخان تتصاعد من داخل ميناء السدرة، مرجحين احتراق أحد خزانات النفط جراء الاشتباكات. وقال المصدر إن أوامر قيادة الجيش صدرت بتقدم القوات في اتجاه منطقة الهلال النفطي للسيطرة على الموانئ والمجمعات النفطية فيها. وأضاف المسماري أن العملية نجحت في «السيطرة على موانئ السدرة ورأس لانوف والبريقة دون خسائر تذكر بعد هروب» الميليشيات التابعة لإبراهيم جضران، موضحاً أن الميليشيات عجزت عن مواجهة «ضربات الجيش الذي تمكن من اغتنام عشرات الآليات العسكرية». وأكد أن «كل البوابات ونقاط التفيش الواقعة غرب مدينة أجدابيا، التي كانت تحت سيطرة قوات حرس المنشآت التابع للجضران، أصبحت تحت سيطرة الجيش الوطني». أما على محوري القوارشة وقنفودة، فقد نجح الجيش في توجيه ضربات «عنيفة» عبر سلاح الجو والقوات البرية، الأمر الذي أدى إلى «تقهقر» مسلحي تنظيم «داعش» الإرهابي.يشار إلى أن المسماري كشف أن الجيش سيعمد إلى «تسليم الموانئ النفطية للمؤسسة الوطنية للنفط في طرابلس، لكي تتمكن من إعادة تصدير النفط في أسرع وقت دون قيد أو شرط». وقالت وكالة أنباء «وال» القريبة من الحكومة الموازية أن حفتر اطلق على الهجوم المباغت اسم «البرق الخاطف». ونقلت عنه قوله لقواته قبيل بدء العملية العسكرية «الآن دقت ساعة الصفر، فتقدموا تقدم الذئاب واقتحموا اقتحام الأسود». في المقابل، قال المتحدث باسم جهاز حرس المنشآت النفطية علي الحاسي «شنت قوات تابعة لحفتر هجوماً على موانئ الزويتينة وراس لانوف والسدرة استخدمت فيها الطيران والأسلحة الرشاشة». وأضاف «الاشتباكات مستمرة لدينا قتلى وجرحى في صفوفنا، لكننا لم نحص أعدادها بعد». وهذه أول اشتباكات بين قوات الحكومة الموازية والقوات الموالية لحكومة الوفاق الوطني منذ وصول الحكومة المدعومة من المجتمع الدولي إلى طرابلس نهاية مارس الماضي. وقال حاتم العريبي المتحدث باسم الحكومة الموازية لفرانس برس «بكل تأكيد الحكومة تبارك تحركات القوات المسلحة لاسترجاع السيطرة على منطقة الهلال النفطي بالكامل، فهذا هو دور الجيش والشرطة للحفاظ على مقدرات الدولة». وأضاف أن الحكومة الموازية المدعومة من البرلمان المنتخب في شرق البلاد «تدعو، جميع أبناء منطقة الهلال النفطي ممن كانوا في جهاز حرس المنشآت النفطية إلى الانضمام للجيش أو الرجوع إلى منازلهم». وفي حال تمكنت قوات حفتر من السيطرة بشكل كامل على المنطقة النفطية، فستحرم حكومة الوفاق الوطني من أهم مواردها المالية، في وقت كانت هذه الحكومة تستعد لإعادة إطلاق قطاع النفط عبر استئناف التصدير من الموانئ النفطية. وقد تؤدي مهاجمة قوات الحكومة الموازية للمنطقة النفطية إلى تأجيج الصراع بينها وبين القوات الموالية لحكومة الوفاق التي تقاتل تنظيم داعش في سرت وباتت قاب قوسين أو أدنى من استعادة السيطرة على كامل المدينة. وعبر ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا مارتن كوبلر في تغريدة على موقع «تويتر» عن قلقه من الهجوم. وقال إنه «قلق جداً من التقارير حول اشتباكات في منطقة الهلال النفطي. هذا الأمر سيؤدي إلى مزيد من الانقسام والحد من تصدير النفط. النفط لليبيين جميعاً». وأضاف «الخلاف يمكن أن يحل فقط عبر الحوار وليس القتال. أحض جميع الأطراف على الجلوس معاً. ليبيا موحدة بحاجة لجيش موحد». وأصدر وزير الداخلية المفوض بحكومة الوفاق الوطني الليبية العارف الخوجة تعليماته لكافة الأجهزة الأمنية التابعة للوزارة برفع درجة الاستعداد تحسباً لأي خروقات أمنية، وذلك بمناسبة عطلة عيد الأضحى المبارك. وذكرت وكالة الأنباء الليبية أن الوزير شدد في تعليماته على اتخاذ كافة التدابير والترتيبات الأمنية اللازمة لتأمين العاصمة طرابلس وكافة المدن الليبية واتخاذ ما يلزم من حماية وحراسة للمواقع الحيوية والاستراتيجية ومقار البعثات الدبلوماسية المعتمدة داخل العاصمة. إلى ذلك، شددت تونس من إجراءاتها الأمنية على طول الشريط الحدودي مع ليبيا تحسباً لأي مخاطر أمنية طيلة أيام عيد الأضحى. وكثفت الوحدات العسكرية والأمنية من انتشارها ونسق الدوريات على الحدود البرية والبحرية مع ليبيا بينما ضاعف سلاح الجو من طلعاته الجوية في المنطقة. ويشهد المعبر الرئيسي راس جدير بين البلدين ارتفاعاً نسبياً في حركة العبور باتجاه تونس في ظل الأوضاع الأمنية المضطربة في ليبيا. وتزيد حالة التأهب الأمني في تونس في مثل هذه المناسبات الدينية التي تشكل في العادة حافزا للجماعات الإرهابية لشن هجمات استعراضية. وشنت قوات الأمن حملات عشية العيد فيما أعلنت مصادر أمنية تفكيك خلية إرهابية كانت تحضر لهجمات ضد مناطق حساسة خلال فترة العيد. إنقاذ 3400 مهاجر قبالة ليبيا روما (أ ف ب) أعلن خفر السواحل الإيطاليون إنقاذ نحو 1100 مهاجر أمس قبالة سواحل ليبيا ما يرفع العدد الإجمالي للمهاجرين الذين تم إنقاذهم نهاية الأسبوع إلى 3400. وأوضح خفر السواحل الإيطاليون الذين ينسقون عمليات الإغاثة في هذا القسم من البحر المتوسط أن المهاجرين الذين أنقذوا أمس انطلقوا من ليبيا في ثمانية زوارق مطاطية مكتظة ومركبي صيد، وقامت بإسعافهم سفن إيطالية وسفينة بريطانية مشاركة في عملية «صوفيا» البحرية الأوروبية لمكافحة مهربي المهاجرين، إضافة إلى سفينة عسكرية إيرلندية وعدد من السفن الإنسانية. وأعلنت سفينة «أكواريوس» التي تستأجرها منظمتا «إس أو إس المتوسط» وأطباء بلا حدود انتشال 552 شخصا بينهم نساء وأطفال. في هذه الأثناء، كان الأشخاص الذين تمت إغاثتهم أمس الأول في 18 زورقا متهالكا وعددهم يزيد على 2300 شخص، يواصلون طريقهم إلى إيطاليا، ومن المتوقع أن يصلوا اليوم الاثنين إلى مرافئ عدة في صقلية.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©