الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

ضيوف الرحمن ينفرون من عرفات إلى المزدلفة

ضيوف الرحمن ينفرون من عرفات إلى المزدلفة
11 سبتمبر 2016 23:07
مكة المكرمة (وكالات) بدأ حجاج بيت الله الحرام بعد غروب شمس أمس التاسع من ذي الحجة بالوصول إلى مزدلفة بعد أن من الله عليهم بالوقوف على صعيد عرفات الطاهر وقضاء ركن الحج الأعظم، حيث يستعدون لأول أيام عيد الأضحى المبارك اليوم الاثنين، الذي يبدأون خلاله برمي الجمرات في منى، وسط إجراءات أمنية وصحية مكثفة اتخذتها قوات أمن الحج السعودية. وما أن غربت شمس يوم عرفة حتى بدأ نحو مليونين من حجاج بيت الله الحرام بالنفرة من صعيد عرفات الطيب، بعد أن أدوا الركن الأعظم، متجهين إلى مزدلفة أو «المشعر الحرام»، كما سماه الله عزّ وجل في القرآن الكريم. ويبيت الحجاج في مزدلفة بعد نفرتهم من عرفات، ثم يقيمون فيها صلاتي المغرب والعشاء جمعاً وقصراً، ويجمعون فيها الحصى لرمي جمرة العقبة في منى في اليوم التالي، وهو أول أيام عيد الأضحى. ويمكث الحجاج في مزدلفة حتى صباح الاثنين، ليفيضوا بعد ذلك إلى منى. ويعتبر المبيت في مزدلفة من واجبات الحج. ويستحب الاقتداء بالنبي محمد، صلى الله عليه وسلم، في المبيت بمزدلفة إلى أن يشرق صباح يوم العيد. ولجأت السلطات السعودية للمرة الأولى لنشر طائرات من دون طيار للمراقبة وللحيلولة دون وقوع حوادث وسط إجراءات أمنية مشددة. وأكد المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية اللواء منصور التركي، عدم تسجيل أي ملاحظات تعكر صفو الحج. وكان أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية الأمير خالد الفيصل أعلن نجاح خطة تفويج الحجاج إلى مشعر منى، بالقرب من مكة المكرمة، في أول أيام مناسك الحج هذا العام. وتبذل السلطات جهوداً إضافية لضمان انسيابية الحركة وعدم حصول حوادث. وحلقت في الأجواء مروحيات لمراقبة حركة الحجاج وتنقلهم، بينما عمل آلاف من عناصر الأمن على الأرض، وقوفاً أو على متن سيارات ودراجات نارية، على تنظيم تنقل الحجاج وتوجيههم. كما اتخذت السلطات إجراءات منها تزويد الحجاج بسوار إلكتروني يتضمن معلوماتهم الشخصية، وزيادة تجهيزات المراقبة. ووسط ازدحام هائل، قام العديد من الحجاج من الذكور والإناث، بالنزول من الباصات ومتابعة سيرهم مشياً في اتجاه صعيد عرفة. وأعلنت الهيئة العامة للإحصاء أن عدد الحجاج وصل حتى مساء أمس الأول إلى مليون و855 ألفاً و406 يبلغ حجاج الخارج منهم مليون و235 ألفاً و372 حاجاً، فضلاً عن حجاج الداخل. واعتمدت وزارة الحج والعمرة السعودية هذا العام عددا من الخطوات والإجراءات التي تعتمد للمرة الأولى. واتبعت الوزارة مناهج جديدة في برامج تفويج الحجاج لهذا العام من مخيماتهم في عرفة إلى مكان رمي الجمرات لتسهيل عمليات تفويج الحجاج وتمكينهم من أداء نسكهم بكل يسر وسهولة واطمئنان. وطبقت الوزارة معايير ومحددات تنظيمية في جداول تفويج الحجاج تأخذ في الاعتبار منظومة حركة الحشود ومسارات التفويج وحتمية الالتزام بالجداول الزمنية ورغبات الحجاج في رمي الجمرات، وكذلك مواقع مخيمات الحجاج وبوابات الخروج ومواعيد إصدار الجداول الزمنية والمسارات الإلكترونية. كما تعتمد الخطة التنفيذية لتفويج الحجاج على نظام الرقابة الإلكترونية والكاميرات لرصد حركة الحشود وتحليل القراءات الميدانية واعتماد آلية التوعية ضمن الخطة التشغيلية للتفويج. وأعدّت وزارة الحج والعمرة جداول التفويج وعممتها على الجهات المعنية وصممت خرائط مسارات خروج الحجاج وعودتهم تزامناً مع مراقبة أداء المؤسسات والتأكد من قيامها بالمهام المطلوبة ومحاسبة المقصرين ومراقبة تدفق الحشود البشرية على مختلف المسارات ومقارنتها بجداول التفويج. كما وفرت وزارة الحج والعمرة خدمة «المسار الإلكتروني» للحجاج لتسريع آلية الحصول على التأشيرات واختصار زمن الإجراءات من بوابة الوزارة على شبكة الإنترنت، فضلاً عن تطبيق مشروع السوار الإلكتروني على الحجاج لأول مرة بهدف سرعة التعرف إليهم وقراءة بياناتهم إلكترونياً خصوصاً من لا يتحدثون العربية. وعلى الصعيد الصحي، نشرت وزارة الصحة أكثر من 150 فرقة طبية ميدانية تابعة لإدارة الطوارئ الصحية بالمشاعر المقدسة يرافقها أكثر من 500 من الكوادر الطبية والفنية المؤهلة تنتشر ميدانياً في المشاعر المقدسة لمباشرة الحالات الصحية الطارئة والتنسيق في مباشرة ونقل الحالات لأقسام الطوارئ في المرافق الصحية. كما سيرت فرق في مواقع الجمرات ومحطات القطار، وعدد من المواقع في المشاعر المقدسة وتعمل على التجول بين الحجاج وتقديم الخدمات الصحية، كما تتولى هذه الفرق توجيه الحجاج للمراكز الصحية القريبة ومرافقتهم لتقديم العناية الصحية اللازمة عند الحاجة. وهيأت وزارة الصحة 25 مستشفى لتقديم الخدمات الصحية في مناطق الحج سعتها خمسة آلاف سرير، منها 500 سرير عناية مركزة و550 سرير طوارئ. وتساند المستشفيات المراكز الصحية المشاركة في خدمة الحجيج التي يبلغ عددها 158 مركزاً صحياً دائماً وموسمياً في مناطق الحج. وبدأ المسؤولون في الوزارة منذ بداية الشهر السابق لموسم الحج الجولات الميدانية على المستشفيات والمراكز الصحية في مكة المكرمة والمدينة المنورة لتفقد هذه المرافق ومدى استعدادها لاستقبال الحجاج. وكثفت وزارة الصحة هذا العام الإرشادات وحملات التوعية والتعليمات والنصائح التي أرسلت إلى الحجاج عبر شبكات الهواتف المحمولة ووسائل التواصل الاجتماعي حذرت فيها من مخاطر التسمم ونشرت أساليب الوقاية من الأمراض لا سيما متلازمة الشرق الأوسط التنفسية (فيروس كورونا) الذي يصيب الجهاز التنفسي، فضلاً عن توزيع أرقام الخطوط الساخنة لخدمات الإسعاف والوزارة. ونشرت وزارة الصحة وحدات تدخل سريع للإطفاء والإخلاء والإنقاذ في منشآتها الصحية، إضافة إلى 420 مترجماً لأكثر من 67 لغة من 54 جنسية مختلفة متوقع وصولها إلى المشاعر المقدسة بالتعاون مع جمعية هدية الحاج والمعتمر الخيرية والتي تتولى استضافة المترجمين المتطوعين. وقال السنغالي خادم ندايي (47 عاماً) لوكالة فرانس برس الذي يؤدي المناسك للمرة الأولى «أشعر بأنني اقف في حضرة الله». أما المصري أحمد سلمان، فوصف أداءه الحج، خامس أركان الإسلام، بابتسامة عريضة وجملة مقتضبة «هذه اجمل لحظة في حياتي!». وأضاف «أنا موجود في اجمل بقعة في العالم، حيث يحلم اكثر من مليار مسلم بالتواجد». ويحظى صعيد عرفة بأهمية كبيرة لدى المسلمين. وينسب للنبي محمد قوله «الحج عرفة»، ونزلت في هذا المكان الآية التي يرجح أنها من آخر ما أنزل عليه من القرآن «اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا». وفي عرفة، ألقى الرسول خطبة الوداع في السنة العاشرة للهجرة (589 م)، قبيل أسابيع من وفاته. وقال التونسي الشاذلي الرويسي (61 عاماً) الذي أدى المناسك برفقة زوجته، أن «من الصعب» وصف شعوره في الحج. أضاف الرجل ذو اللحية البيضاء «الكل يتشارك الفرحة نفسها، ناس من كل الأعراق يتحدثون كل اللغات مجتمعون لغرض واحد: طاعة الله». أما الهندي محمد عرفان (40 عاماً)، فيشعر بأن «رؤية مسلمين من كل العالم يصلون هنا معاً، لهو أمر جميل». السعودية: لا حوادث مؤثرة عرفات (وام) أعلن مدير عام الدفاع المدني السعودي الفريق سليمان بن عبدالله العمرو، نجاح خطة الدفاع المدني لمواجهة الطوارئ خلال تصعيد حجاج بيت الله الحرام إلى مشعر عرفات، وعدم تسجيل أي حوادث مؤثرة على سلامة الحجاج في مسيرتهم لقضاء يوم الحج الأكبر في جميع مسارات صعودهم من العاصمة المقدسة ومشعر منى وحتى وصولهم إلى مشعر عرفات. ونقلت وكالة الأنباء السعودية عن العمرو «إن فرق ووحدات الدفاع المدني انتشرت على طول مسار تصعيد الحجاج في جميع الطرق المؤدية إلى عرفة ومحطات قطار المشاعر، ولم تسجل ولله الحمد أي حالات أو مخاطر قد تهدد سلامة ضيوف الرحمن».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©