السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

آثار الإمارات.. لوحات من الماضي تحتفي بالثقافة وأصالة الموروث

آثار الإمارات.. لوحات من الماضي تحتفي بالثقافة وأصالة الموروث
17 مايو 2014 20:00
أشرف جمعة (أبوظبي) في كل عام يحتفل العالم باليوم الدولي للمتاحف في 18 مايو بناء على اعتماد المجلس العالمي للمتاحف لتظل القطعة الأثرية حاضرة في الأذهان تحتفظ بالأسرار والحكايات العجيبة والطريفة ولكي تظل المتاحف منارات ثقافية تحتفي بالموروث وتؤكد الأصالة وتنثر دور التراث في كل مكان في الدنيا. لا تتوقف الجهود البناءة في الإمارات من أجل الارتقاء بالمتاحف وجذب الأنظار إليها باستقطاب أبناء الدولة والمقيمين على أرضها والسياح الذين يفضلونها كوجهة سياحية والمتاحف في الدولة جزء رئيسي من خارطة الثقافة المحلية باعتبار أن الإمارات ملتقى للتمازج الفكري والإنساني. وفي اليوم العالمي للمتاحف تتسع دائرة الطموحات وتتجدد الآمال نحو إيصال رسالة المتاحف إلى النشء وإحياء التراث المحلي الذي يوثق لرحلتي الزمان والمكان وهو ما يدعو الباحثين المحليين إلى إبداء تصوراتهم نحو المتاحف ودورها في إيصال رسالتها الثقافية والإنسانية. معالم حضارية حول دور المتاحف في رفع درجة الوعي بالثقافة التراثية يقول رئيس إدارة هيئة الفجيرة للسياحة والآثار الدكتور أحمد خليفة الشامسي: المجلس العالمي للمتاحف اعتمد هذا اليوم بالأساس لما للمتحف من دور في نشر الوعي بأهمية المتحف في توسيع دائرة الثقافة الإنسانية، ودولة الإمارات بفضل قيادتها الرشيدة قطعت مسافات طويلة في تشييد المتاحف الأثرية حتى أضحت معالم حضارية تلتقي عندها معظم شعوب دول العالم من أجل التعرف على تاريخنا الموغل في القدم إذ أن هذه المتاحف بما تحتويه من مقتنيات وقطع أثرية نادرة تعبر عن التسلسل التاريخي للدولة وهذا يؤكد جذورنا وحضارتنا التي اتصلت منذ قديم الزمان بحضارة بلاد الرافدين والهند والسند وغيرهما بعلاقات تجارية واقتصادية واليوم تنتشر المتاحف في ربوع إمارات الدولة بما يصل إلى أكثر من ثلاثين متحفاً فضلاً عن المتاحف الأخرى الخاصة التي تعتمد على جهود فردية من قبل أصحابها، وهو ما يعطي مساحة واسعة للزائر في أن يتعرف على متاحف الدولة وما تحتويه من آثار وقطع ثمينة يرجع تاريخها إلى حقب زمنية طويلة. ويؤكد الشامسي أنه في الوقت الحالي يوجد العديد من الكفاءات الوطنية الكوادر المحلية المؤهلة في مجال الآثار ويدعو شباب الدولة إلى قراءة تاريخ دولتهم من خلال زيارة المتاحف والتعرف على الآثار النادرة من خلال المتخصصين والمرشدين. زيارة مجانية ومن أصحاب المتاحف الخاصة خبيرة التراث الاجتماعي الإماراتي فاطمة أحمد عبيد المغني والتي تأمل مثل أصحاب المتاحف الخاصة في هذه المناسبة العالمية أن يزداد إقبال الجمهور على المتاحف لأنها وسائل معرفة تعبر عن حقب زمنية متتالية خصوصاً وأن زيارتها مجانية. وتشير إلى أن الأسرة الإماراتية لديها مخزون كبير من العادات والتقاليد، وهو ما تظهره المتاحف ورغم أن أصحاب المتاحف الخاصة قاموا بجهد كبير من أجل إنشائها فإن الطموحات كبيرة في إنشاء جمعية لرعاية هذه المتاحف وتقييمها على أساس علمي فضلاً عن مساعدة أصحابها للحفاظ على ما لديهم من مقتنيات حتى لا تتلف. وتلفت إلى أنها تمتلك قطعاً يتعدى تاريخها 170 عاماً وأنشأت متحفها الخاص منذ نحو 40 عاماً ومن الأهمية أن يعرف الجيل الجديد تاريخ دولته وأن ينظر للمتحف على أنه شاهد على النهضة التراثية والحضارية. منجزات تراثية وقال مدير مركز زايد للدراسات والبحوث التابع لنادي تراث الإمارات الدكتور راشد أحمد المزروعي إن المتاحف تسلط الضوء على المنجزات التراثية الحضارية لجميع الشعوب والمتاحف المحلية الموجودة في الدولة عنوان حقيقي لتاريخ الإمارات وصورة واقعية لما كان يجري في الماضي. وفي ظل حرص نادي تراث الإمارات ومركز زايد للدراسات والبحوث أقيمت في العام الماضي ندوة ضمن احتفالات النادي بيوم التراث العالمي حول المتاحف الخاصة ودورها في إحياء التراث بخاصة أن أصحاب هذه المتاحف لهم تطلعات ورؤى ويتم التواصل معهم من أجل تحقيق المصلحة العامة وهي الحفاظ على المقتنيات التي تعد لوحات من الماضي. ويدعو مدير مركز زايد للدراسات والبحوث الدكتور راشد المزروعي طلاب المدارس خاصة إلى زيارة المتحف واعتباره من الرحلات الأسبوعية المهمة حتى تتسع دائرة ارتباطهم بتاريخهم المجيد خصوصاً وأن المتاحف موجودة في كل مكان بالدولة وزيارتها من المكاسب الكبيرة التي تشجع الجميع على المعرفة واكتساب الثقافة الإماراتية من منابعها الأصيلة. ندوات وحلقات ويعد مستشار التراث والتاريخ المحلي بدائرة التنمية السياحية في عجمان علي محمد المطروشي اليوم العالمي للمتاحف مناسبة مهمة لتعريف الجمهور بالدور التاريخي والتثقيفي والمعرفي والتهذيبي والحضاري الذي تلعبه المتاحف المختلفة في المجتمع، بما يجعله دعوة لزيارتها من أجل التعرف على مقتنياتها وما تحتوي من كنوز الآثار والتاريخ والفنون والتراث والفلكلور والتاريخ الطبيعي ويلفت إلى أن إدارات المتاحف في الإمارات تحرص على عدم تفويت هذه المناسبة العالمية، فتقيم الندوات والحلقات النقاشية، وبعض المتاحف تفتح أبوابها مجانا أمام الزوار احتفاء بهذا اليوم، كما تبث وسائل الإعلام المرئية والمسموعة برامج خاصة حول دور المتاحف في الحياة العامة. شريحة الشباب ويقول المطروشي: المتاحف مثلها مثل أي مؤسسة تحتاج إلى التطوير باستمرار لتتمكن من تلبية حاجة الشرائح التي تزورها، سواء كانت متاحف شاملة أو متاحف تخصصية، ومن أهم الخطوات التي تسهم في التطوير استقطاب الكفاءات المواطنة لمهام الإدارة والأعمال الفنية والإرشاد السياحي والترويج، وتحديث أساليب العرض المتحفي بشكل دوري، والسعي للتعاون وتبادل الخبرات مع المتاحف الأخرى. أما بالنسبة لجذب شريحة الشباب نحو زيارة المتاحف فإن المدارس الحكومية والخاصة تنظم زيارات دائمة للمتاحف، ومن المهم إعطاء الشباب فكرة عن أهمية المتاحف والدور الذي تلعبه في إثراء الحياة الثقافية وتعزيز الهوية الوطنية. جهود مثمرة وبالنسبة للمتاحف الخاصة يذكر المطروشي أنها هي ثمرة جهود هواة عاشقين للتراث الشعبي، يحق لهم إقامة متاحف خاصة بهم، مثلهم في ذلك مثل القراء الذين يحق لهم إنشاء مكتبات خاصة، كما أن المتاحف الخاصة مؤشر على وجود اهتمام كبير بالتراث الشعبي والمحافظة عليه، وغالبية هؤلاء الهواة فتحوا متاحفهم أمام الزوار ولم يقتصروا على أنفسهم وأفراد أسرتهم، رغبة منهم في تعميم الاستفادة منها مما يسهم في تشكيل وعي الجيل الجديد بالتراث الشعبي، ويحفز المعجبين بالسير على خطاهم في الاهتمام بالتراث. أبرز المتاحف ويؤكد أستاذ التاريخ القديم في كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية في جامعة الإمارات والباحث في التراث الدكتور حمد بن صراي أنه إذا أردنا أن نشجع الناس على الاهتمام بالجانب الأثري وزيارة المتاحف والتعرف على التاريخ الحي فلابد من نفرق بين القلاع والحصون وما تتضمنه المتاحف من قطع أثرية ثمينة وآثار قديمة تدل على ِأثر ما أو تؤرخ لحدث مهم. ويشير إلى أنه من المهم أيضاً أن تكون هناك متاحف جائلة بحيث يتمكن طلاب المدارس والجامعات من التزود الثقافي والتعرف على التاريخ بالإضافة إلى أن مثل هذه الخطوة من الممكن أن تحرك بعض الآمال داخل الطلاب وتدعوهم إلى دراسة التاريخ، وتنمي لديهم دوافع البحث العلمي. ويوضح بن صراي أنه من الضروري أن تتطور أساليب جذب الجيل الحالي للموروث الشعبي وما تضمنه المتاحف، وذلك عبر تنفيذ مواقع خاصة عبر الشبكة العنكبوتية والمشاركة في وسائل التواصل الاجتماعي، وتطوير بعض البرامج الترفيهية بحيث تتضمن عرضاً للمعالم الأثرية وبتقنيات عالية الجودة. وحول المتاحف الشخصية وجهود أصحابها في الحفاظ على التراث يشير بن صراي إلى ضرورة أن تخضع هذه المتاحف إلى هيئات معنية حتى تتبع للشروط المطلوبة من حيث البناء وصناديق العرض وكيفية الحفاظ على المقتنيات. معرض زايد الدائم من المعارض التي تحظى دائماً باهتمام كبير نظراً لمكانتها التاريخية والإنسانية والثقافية، معرض زايد الدائم الموجود بمركز زايد للدراسات والبحوث التابع لنادي تراث الإمارات الذي يتيح للزوَّار والمهتمين الاطلاع على سيرة ومسيرة المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيَّب الله ثراه، من خلال صالة عرض كبيرة تضمّ صوراً نادرة ومختلفة للمغفور له، تصوّر مسيرة حياته خلال حكمه دولة الإمارات (1971 - 2004 م). وهي الصور التي يتم تجديدها كلّ ثلاثة أشهر كي يتسنى عرض مجموعه كبيرة من صوره النادرة، طيب الله ثراه، مع رؤساء وحكام من دول العالم المختلفة، وأيضاً صور المعالم الدينية والحضارية التي أقامها في أنحاء العالم. كما يضم المعرض مجموعة كبيرة ومتنوعة من المقتنيات الخاصة بالمغفور له، طيَّب الله ثراه، ومن بينها أربع سيارات رسمية خاصة به، كان يستقلها خلال حياته. وتحتوي الوحدة أيضاً قسماً خاصاً بالجوائز والأوسمة العالمية والدروع والشهادات التي منحت للمغفور له، طيَّب الله ثراه، من رؤساء وملوك الدول والمنظمات والهيئات العربية والعالمية، فضلاً عن بعض الأدوات الشخصية الخاصة بسموه مثل العطور التي كان يستخدمها، ونسخة من المصحف الشريف، والكاميرا الخاصة، وأسلحة متنوعة. ويتضمَّن المعرض ركناً للكتب والمجلات كافة التي تحدثت عن المغفور له بإذن الله تعالى، والإصدارات التي تستعرض مسيرة حياته، وأيضاً الإهداءات التي أهديت إليه من المطبوعات القيمة. أكثر إيجابية في نقل التاريخ حزم مدير إدارة التراث في دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة عبدالعزيز المسلم بأن المتاحف أكثر إيجابية في نقل التاريخ وتوضيح صورته في أذهان الناس وهو في حد ذاته الأفضل في الترويج للتراث المحلي لكونه جامعة تحوي كل الفنون والثقافات ويقترح أن تكون هناك برامج تطوعية تحث الشباب على المشاركة فيها بحيث تكون الأعمال التطوعية داخل المتاحف وهو ما يسهم في إعداد الكوادر بالإضافة إلى إعداد برامج تعليمية في المتاحف نفسها بحيث يجد الشاب نفسه عضواً في أحد المتاحف وينقل رسالته للآخرين. ويلفت إلى أن التوعية بأهمية المتاحف مهمة حتى يتعلَّم الناس أن يضعوا زيارة المتاحف ضمن أجندتهم الشخصية ويؤكد أنه فور أن يزوره أي ضيف خارج الدولة يضع ضمن برنامج الزيارة المتاحف الموجودة بالدولة حتى يتعرف عليها عن قرب خصوصاً وأن الإمارات تزخر بعدد من المتاحف التي تخدم الثقافة المحلية عبر التاريخ وتوضح طبيعة الحياة في الماضي وتعطي صورة جلية عنها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©