الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«الشارقة للمسرح المدرسي» يعد بفعل مسرحي ثري ومتواصل

«الشارقة للمسرح المدرسي» يعد بفعل مسرحي ثري ومتواصل
7 مايو 2011 22:36
حمل مهرجان الشارقة المدرسي في دورته الأولى التي انطلقت في الأول من مايو الجاري وتختتم صباح اليوم الأحد، العديد من التطلعات والآمال الفنية والتربوية التي تهدف لتعزيز الثقافة المسرحية وترويجها وسط أكبر شريحة ممكنة من الطلبة والمشرفين والأكاديميين، بهدف خلق جيل جديد متواصل ومشتبك علميا ومعرفيا مع هذا الحقل الفني الذي يعتبر أب الفنون، وأحد أكثر الاتجاهات الجمالية شيوعا وتجذرا في المنجز الحضاري للشعوب. أقيم مهرجان المسرح المدرسي تحت رعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، ونظمته مجموعة مسارح الشارقة بالتعاون مع منطقة الشارقة التعليمية ومكتب الشارقة التعليمي، ولم تقتصر عروض المهرجان على مدينة الشارقة وحدها بل امتدت إلى المناطق الشرقية التابعة لها مثل خورفكان وكلباء ودبا الحصن من أجل التواصل الحي والحقيقي مع الطلبة وأولياء الأمور الذين أثبتوا من خلال إقبالهم المكثف على العروض أن هناك عطشاً حقيقياً لفن المسرح في المكان وأن هناك أيضا تشوقاً مضطرداً من قبل التلاميذ والتربويين للتعامل مع أجواء الخشبة وعوالمها البصرية والسمعية والأدائية الساحرة. «الاتحاد» رصدت ردات فعل المشاركين في تفعيل المهرجان إدارياً وفنياً وتنظيمياً من أجل التعرف على الجوانب المبهجة فيه وكذلك بعض جوانب النقص التي لابد وأن تصادف التجربة الأولى وطرق ترميمها وتجاوزها في الدورات القادمة. بداية تحدث محمد حمدان بن جرش مدير عام مجموعة مسارح الشارقة ورئيس المهرجان وأكد على أن الانطلاقة الفعلية للمهرجان لم تبدأ مع افتتاحه الرسمي ولكنها بدأت قبل عدة أشهر مع تنظيم مجموعة مسارح الشارقة لعدد من الدورات والورش التخصصية من أجل إشراك التربويين والطلبة في جو المهرجان مبكرا، ومن أجل تطوير وتنمية حصيلتهم المعرفية حول التخصصات المسرحية المختلفة مثل التأليف والإخراج والسينوغرافيا وغيرها من الدورات التي تعتبر هي الأساس والهيكل الذي حدد شكل وملامح المهرجان. وفي سؤال حول الفجوة أو الفراغ الذي خلقه غياب المواد الدراسية المتعلقة بالمسرح في مناهجنا التعليمية وتأثير ذلك على مهرجان مدرسي طموح مثل مهرجان الشارقة الذي يحاول تقديم صورة مفرحة ومبشرة حول الفعل المسرحي في البيئة التربوية، قال بن جرش «أعتقد أن تواصلنا مع المدارس من خلال عدة منافذ فنية وإدارية، ساهم نوعا ما في ردم هذه الفجوة التي تتحدث عنها والتي تحولت للأسف إلى واقع نتمنى في المستقبل أن يختفي من وضعنا التعليمي الذي يبدو أن تأويله للأنشطة اللاصفية مثل الموسيقا والتربية الفنية والمسرح يذهب باتجاه اعتبارها أنشطة زائدة ومعيقة للهدف الأساسي من التعليم وبشكله التقليدي والمتعارف عليه». وأضاف «إن الدورات والورش التي أقمناها وسنقيمها مستقبلا هي وسيلتنا الحالية لتغطية النقص في هذا الجانب، ولقد لمسنا الفارق فيما رأيناه على أرض الواقع من شغف وحماس ورغبة متقدة من قبل الطلبة والمشرفين لتقديم أعمال ترقى للمشاركة في مهرجان شامل يحتوي على فعاليات وبرامج مختلفة ويحظى باهتمام رسمي وإعلامي متفاعل ومتجاوب مع أهدافنا وطموحاتنا لتطوير المهرجان والارتقاء به في الدورات القادمة». بدوره تحدث الفنان عبدالله ملك من البحرين وعضو لجنة تحكيم العروض عن سمات وملامح المهرجان في دورته الأولى مشيرا إلى أن مهرجان الشارقة للمسرح المدرسي هو حدث يحمل معه الكثير من الوعود المستقبلية الموصولة بفعل مسرحي ثري ومتواصل في المكان، وأضاف «إن هذا الجو التنافسي الرائع الذي شاهدته ولمسته عن قرب في العروض سوف يخلق دون شك قاعدة من الفنانين المسرحيين الإماراتيين المؤمل فيهم تأكيد العشق الكبير للمسرح بموازاة الفنون الأخرى التي أخذت لها حيزا مهما في الخريطة الثقافية والفنية في الدولة مثل الدراما التلفزيونية والسينما والفنون التشكيلية». ونوه ملك إلى أنه لمس جوانب كثيرة من النضج والوعي التنظيمي لدى القائمين على المهرجان والتي تمثلت في عملية انتقاء العروض وفرزها وتوزيعها بين عروض داخلة في المسابقة وأخرى على الهامش من أجل تشجيع كل المشاركين في المهرجان، هذا بجانب العروض المستضافة التي تعتبر ملائمة ومعبرة عن قيمة ومضامين وأهداف المهرجان من أجل إشراك العناصر الاحترافية والأعمال المتطورة في جو المهرجان القائم أساسا على جهود هواة وطلبة يتطلعون لتعزيز قدراتهم المسرحية وتقديم ما هو أكثر نضجا وتماسكا في المستقبل. وتحدث الفنان محمد العامري عضو لجنة تحكيم العروض الداخلة في المسابقة، عن أهمية المهرجان مشيرا إلى أنه مهرجان يمكن اعتباره حجر الأساس الحقيقي للمسرح في كل مكان، لأنه يذهب مباشرة نحو الطفل ويخاطب وعيه المتعلق بالمسرح خصوصا وأن هذا الوعي يشبه الحساسية الطرية والذوق اللدن الذي هو في طور التشكل والتعرف على فضاءات ومسارات وقيم وجماليات هذا الفن العريق. وأضاف العامري «مهرجان المسرح المدرسي يعتبر فرصة ذهبية لاكتشاف المواهب في فروع وتخصصات المسرح المختلفة، ونحن كأعضاء للجنة التحكيم لم نركز أنظارنا فقط على العناصر والمكونات الأدائية والفنية المرشحة للفوز، ولكننا تمعنا أيضا في الطاقات الوليدة التي يمكن استثمارها وإشراكها في الفعل المسرحي المحلي مستقبلا». بدورها قالت هيام اليوسف المشرفة الفنية في مدرسة الوحدة الخاصة بالشارقة والتي قامت بتأليف وإخراج وتصميم سينوغرافيا عرض مسرحية «بيئتي رئتي» المشارك في المسابقة إنها من خلال اشتغالها على عدة محاور في العرض مثل التأليف والإخراج والديكور اكتشفت مدى تواصل الطلبة معها من خلال آرائهم وملاحظاتهم واقتراحاتهم حول بعض المشاهد والحوارات والتفاصيل الصغيرة، وقالت «إن هذه المساهمات الارتجالية والعفوية من الطلبة أضافت نوعا من الألفة والحميمة أثناء تدريبات الأداء وشجعتنا أكثر على تقديم عمل يلبي ويترجم ما استقيناه من تدريبات علمية وعملية في الورش والدورات التي نظمتها مجموعة مسارح الشارقة والتي سبقت إقامة المهرجان بعدة أشهر».
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©