الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

«مشاهد من الماضي» يلامس الحس الإنساني والجمالي

«مشاهد من الماضي» يلامس الحس الإنساني والجمالي
3 مايو 2012
أبوظبي (الاتحاد)- يستمر في مدينة العين معرض “مشاهد من الماضي” للنحات والرسام الإيرلندي باتريك فلافين الذي تنظمه هيئة أبوظبي للسياحة والثقافة للأعمال، والذي افتتح الأسبوع الماضي بمركز القطارة والفنون بمدينة العين، في اطلاع الزائرين من محترفين وهواة وعشاق الفن على تقنية جديدة تمزج بين مجالي النحت والرسم التشكيلي. وجاء المعرض، الذي يستمر حتى الرابع عشر من الشهر الجاري، حسب بيان صحفي صادر عن الهيئة أمس، استكمالاً للوحة الجمالية للمكان الذي أقٌيم فيه قرب واحة القطارة بالعين، تلك الواحة التي تهجع بين أحضان الماضي المغرق في التراث والأصالة، وهذا ما جعل من المعرض ولوحاته تجسيداً حياً للماضي. وكشف الفنان باتريك من خلال لوحاته ومنحوتاته المجسمة والنافرة والتي تجمع النحت والتكنيك والرسم، عشقاً وتمازجاً غريباً مع التعابير الإنسانية لوجوه الناس الذين عاشوا ذلك الزمان، وما تحمله تواقيع الحياة على ملامحهم من خطوط تلامس وجدان المشاهد بتدفق، رغم أنها لوحات جامدة. واستخدم الفنان فلافين في لوحاته تقنية قديمة باتت مهددة بالاندثار لقلة الفنانين المتعاملين بها، نظراً للعمليات التقنية المرهقة التي تمر بها، بدءاً من إعداد نموذج القطعة من الصلصال الزيتي وصنع القالب وصولاً إلى اللوحة النافرة والمجسمة، والإضافات واللمسات الفنية بالريشة والألوان عليها. وأكد الفنان باتريك أنّه على الرغم من أنه أنفق الشطر الأكبر من حياته متنقلاً بين عدد من البلدان العربية، إلا أن إقامته في الخمس عشرة سنة الأخيرة في دولة الإمارات كانت الأكثر تأثيراً في نفسه نظراً لما لمسه من تشبث أبناء الإمارات بعاداتهم وتقاليدهم وحرصهم على بقائها حية تتوارثها الأجيال بعدهم، وهذا حفزه على ابتكار تقنية فنية خاصة تعبر عن تطلعاته. وأعرب عن شغفه في الغوص عبر التضاريس الإنسانية لملامح الوجوه، وخاصة وجوه المسنين التي تحمل فطرة البداوة و تعابير الحياة بقسوتها والإصرار على مواجهتها. وأكد أنّ تواجد المعرض في هذه الأجواء التراثية لمركز القطارة والفنون بالعين منحه الأجواء الملائمة من حيث التراث والأصالة. وأشاد بما لقيه المعرض من اهتمام من قبل العديد من الفنانين، والهواة وعشاق الفن، مما أكد نجاحه في ملامسة الحس الإنساني والجمالي لأبناء هذه المنطقة. وأوضح أهمية الدور الذي يلعبه هذا المعرض في إحياء هذه التقنية الفنية الآيلة للاندثار نظراً لقلة من بات يعمل بها، وذلك على الرغم من الأهمية التي اكتسبتها عبر التاريخ، ولا سيما في الحضارة الفرعونية.. وقال إنّ الإضافات التقنية والفنية التي أضافها لهذا الفن كفيلة أن تشجع الكثيرين على ارتيادها مما يعزز الدور الذي يقوم به مركز القطارة للفنون في نشر الوعي والثقافة الفنية لدى مختلف الشرائح في مدينة العين. يشار إلى أن باترك فلافين نحات يقيم ويعمل في مدينة العين منذ سنوات، ولذلك تغلب على أعماله المواضيع العربية. ويستخدم الصلصال الزيتي بشكل أساسي في إنتاج منحوتات من الجص أو الراتنج. ويقدم المنحوتات بنوعيها النافر والمجسم. أقام معارض في العين ودبي ومسقط. عمل في عدة دول، ولم يمنح النحت كلّ تركيزه واهتمامه إلا بعد استقراره في الإمارات، وكان قبل ذلك قد أنتج الكثير من الرسومات، وساعدته خلفيته في الرسم في النحت بوضوح خصوصا في المنحوتات النافرة، والتي تجمع الرسم والنحت معا.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©