الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المالح والفسيخ والرنجة

4 مايو 2013 21:03
يعرف أهل الإمارات الأسماك المملحة بالطريقة التقليدية التي يعدها سكان الساحل بأيديهم، حيث تنتقى أسماك معينة لصنع «المالح»، حيث تقطع وتستبعد أطرافها ورأسها، وتغسل.. وتزال العظام تماما، ثم تملح بكميات كبيرة من ملح الطعام، وتخزن بعد ذلك. ويعد «المالح» من الوجبات التي تحضر في المناسبات الاجتماعية أو في أيام شح البحر. الأمر نفسه نجده عند المصريين منذ عصور الفراعنة‏، ويتزايد الإقبال على أكل السمك المملح «الفسيخ» في شم النسيم الذي يحتفل به غداً، حيث يحتل الفسيخ والأسماك المملحة بصفة عامة مكانة كبيرة على مائدة «شم النسيم»، ولا تزال هذه العادة الفرعونية تفرض نفسها على المائدة المصرية حتى اليوم، على الرغم من المخاطر العديدة التي أصبحت تهدد صحة المواطن من تناول تلك الوجبة نتيجة تغير ظروف البيئة والطقس وأيضا لاختلاف طريقة تصنيع تلك الأسماك‏.‏ فمع زيادة درجة حرارة الجو وارتفاع نسبة التلوث، تتزايد احتمالات تعرض الأسماك المملحة للفساد، والتعرض لكميات كبيرة من البكتيريا الضارة التي تلحق أبلغ الضرر بالجهاز التنفسي، والتسمم أحياناً، وتؤدي إلى صعوبة البلع وزغللة العيون وربما الشلل‏.‏ ويتناسى الناس، أو ينسون أن الأسماك المملحة من أخطر أنواع الأغذية التي يمكن أن تسبب مشكلات صحية كثيرة، وإن كانت مطابقة للمواصفات فهي تؤدي إلى ارتفاع كبير في الضغط خاصة بالنسبة لمن يعانون مشاكل في ضغط الدم‏.‏ وصناعة الفسيخ تعتمد على «الكمر» في أماكن مجهزة بعد غسل الأسماك وتنظيفها من الطين الموجود بخياشيمها، ثم تمليحها في براميل خشبية، توضع فيها الأسماك على طبقات يفصل بين الطبقة والأخرى طبقة من الملح، التي تعد مادة مطهرة وقاتلة للبكتيريا، ويتم تحديد كميات الملح المستخدم وفقاً للفترة الزمنية المحدد بيع الفسيخ فيها، فهناك فسيخ صالح لمدة عام كامل، وآخر لا يصلح إلا لشهر واحد. والفسيخ أو الأسماك المملحة إذا لم يحسن صنعها، فإن عملية تصنيعها تساعد على نمو البكتيريا اللاهوائية الخطيرة للغاية حيث إنها تترك حتى تفسد ثم يتم تمليحها وتصنيعها مما يساعد على نمو هذا النوع من البكتيريا القاتلة بها التي قد تؤدي إلى الوفاة خلال ساعات قليلة لأنها تؤثر على الجهازين العصبي والتنفسي معاً وتصيب الجهاز التنفسي بالشلل‏. فالتلوث خلال صنع الفسيخ، أو بسبب حفظه في براميل مصنوعة من الصفيح القديم، الذي يصدأ نتيجة تفاعل المياه والملح، أو براميل الخشب المتهالك المقوى بأحزمة من الصلب، والتي تسبب أسوأ أنواع التسمم، ‏«سمكة الهارينج» أو «الرنجة» تحتوي على 10? من الديدان وأكثر من مائة طفيل، ورغم ذلك توافق الجهات الحكومية على استيرادها، لكن المواصفات القياسية التي تقرها «الصحة» تطالب بأن تكون «الرنجة المدخنة» خالية من الديدان والطفيليات، وهو أمر يصعب تنفيذه. هل نحذر من أكل «الرنجة» المدخنة؟ المحرر | khourshied.harfoush@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©