شكل صالون «بحر الثقافة»، الذي أسسته كل من الشيخة روضة بنت محمد بن خالد آل نهيان، والشيخة شيخة بنت محمد بن خالد آل نهيان، والشيخة ميثة بنت محمد بن خالد آل نهيان، أيقونة معرض أبوظبي الدولي للكتاب في دورته الـ 23، لما قدمه من برنامج غني ومثقل بالدلالات الفكرية والمعرفية، محققاً غواية الحضور في فترتيه الصباحية والمسائية، وقدم الجناح بيئة ذات خصوصية تعتبر متنفساً للمهتمين ومنصة أغنت المشهد والحراك الثقافي، عرف نقاشات وحوارات بناءة وجريئة في الطرح والتناول، لقضايا الفكر المعرفي والثقافي، حيث سلط الضوء على قضايا ثقافية وفكرية وأدبية من خلال القراءات المتنوعة في أدب الرواية والقصة والشعر والمقال والفنون والسينما والإعلام.
واستهل بحر الثقافة حضوره باستضافة كُتّاب القائمة القصيرة لجائزة «البوكر»، الذين امتعوا الجمهور بمداخلاتهم عن سبب نزول رواياتهم، بينما شكلت استضافة الصالون لصاحب «رواية ابن الخطيب في روضة طه» الدكتور عبد الإله بن عرفة، حلقة أغرقت عشاق القراءة والكتابة النورانية في حالة من الذهول، لما تحدث عنه من معاني شائقة في كتابه، إلى جانب بلاغته وسفره بالناس في أسمى معانيها، محققاً ذلك الاستماع الوجداني، في حين قدمت مجموعة الذاكرين تجربة فنية استثنائية خلقت صلة فنية وأدبية من جنسين متمايزين، الأول الكتابة السردية والثاني فن الإنسان، وهو فن السماع. وتألقت المرأة في جلسات بحر الثقافة في جميع برامجه، حيث أثار حضور المرأة في الإعلام نقاشاً مهماً حول المرأة والصحافة وتحديات المهنة، وصعوباتها، وما تلاقيه المرأة من صد في مهنة تعرف سطوة الرجال خاصة في أماكن القرار وعلى الأخص في الصحف اليومية.
وكان قد شارك «بحر الثقافة» بجناح مستقل في معرض أبوظبي الدولي للكتاب ضمن برنامج ثقافي حافل بالمحاضرات النقدية والجمالية، والقراءات الشعرية لشعراء إماراتيين وخليجيين، وقراءات قصصية لعدد من كتاب القصة في الإمارات، قراءات روائية عربية، وقدم أيضاً قراءات روائية إنجليزية، حيث تجتمع مجموعة الكتاب الإنجليزي دورياً لمناقشة نص روائي عالمي باللغة الإنجليزية، ويجري دعوة نقاد ومبدعين لإغناء هذه الجلسات، بالإضافة لجلسات أخرى أفاضت النقاش حول قضايا مختلفة، ويكون بذلك صالون «بحر الثقافة»، قد حقق مجموعة من الأهداف المهاراتية والإبداعية لدى النساء، إلى جانب لذة القراءة، وهو يسعى إلى تحقيق مجموعة أهداف منها، تأكيد دور الثقافة والمعرفة والإبداع في البناء الذاتي للمرأة، وتطوير قدراتها المعرفية والفكرية والثقافية والإبداعية والجمالية لكي تكون قادرة على التفاعل الثقافي مع المجتمع، استقطاب النساء من مختلف الأعمار والمستويات التعليمية والثقافية، وتنمية المشاركة الحوارية لديها، ترسيخ قيم ومهارات القراءة والكتابة، تعزيز المعرفة الجمالية في حياتها والمتمثلة بالثقافة السينمائية والتشكيلية كالرسم والنحت والصناعات اليدوية، وكذلك عقد ندوات تدريبية تهدف إلى تطوير القدرات النقدية الأدبية والجمالية والمعرفية لدى المرأة من خلال مجموعة من البرامج الثقافية.
المحررة | lakbira.tounsi@admedia.ae
عدد اليوم
