استقبل العالم على اختلاف طوائفه انطلاقة العام الميلادي الجديد، باحتفالات عمت أرجاء المعمورة، في لحظات فرح عبروا عنها بطرق متعددة، وسط تجمعات حاشدة من سكان الأرض، شاهدوا كرنفالات ضخمة وألعاب نارية شكلت حروف العام الجديد معلنة بداية 2012، وسط أمنيات عامة بأن يعم السلام وتختفي الحروب والنزاعات المسلحة، بالإضافة إلى أخرى خاصة دارت بخاطر كل شخص منا، قد لا تحصى.
واستقبلت إمارات الدولة عام 2012 باحتفالات وألعاب نارية امتدت حتى الساعات الأولى من صباح أمس، حيث شهدت أبوظبي احتفالات مختلفة تابعها الآلاف من الجماهير اكتظت بهم منطقة كاسر الأمواج وقرب قصر الإمارات، كما استقبل زوار دبي وعشاقها العام الجديد بغير ما استقبله الآخرون في جميع أنحاء العالم، حيث كان لها طعم خاص حيث أضاءت أطول مبنى في العالم «برج خليفة»، بألوان العلم الوطني الإماراتي المشرقة، وسط هتافات حشود هائلة تجمعت في منطقة البرج، بالإضافة إلى مئات الملايين الذين تابعوها عبر شاشات التلفاز حول العالم، ترحيباً بقدوم العام الجديد في منظر رائع يدرك فيه الناظر من اللحظة الأولى أن ذلك يجري في دبي، حيث تم إطلاق أكثر الألعاب النارية إبهارا والتي أضاءت سماء الإمارة انطلاقاً من برج خليفة، الأطول على وجه الكرة الأرضية، وأحد أهم المعالم في العالم.
وكان مترقبو هذا الحدث على موعد مع الإثارة والاستمتاع باحتفالات الإمارة بقدوم العام الجديد، التي انطلقت تحت شعار «دبي تحتفل مع العالم بدخول عام جديد»، ابتدأ فيها إطلاق الألعاب النارية ذلك عند انتهاء آخر لحظة من العام الماضي وفي تمام الساعة الثانية عشرة شهدت تجمعات هائلة تراوحت أعدادها بين المليون والمليون ونصف المليون شخص قدموا لحضور ثماني دقائق من عروض الألعاب النارية الأخاذة المليئة التي وصفت بأنها الأكبر في العالم، في حين ازدانت مدينة دبي بحلة مزركشة من الأضواء الاحتفالية إيذاناً بقرب حلول العام الجديد.
وكانت احتفالات العام الجديد قد بدأت في وقت مبكر مساءً وسط المشهد الرائع لمنطقة “وسط مدينة دبي” الغارقة بالأضواء والأجواء الاحتفالية الرائعة؛ فضلاً عن عروض “دبي فاونتن” المائية المذهلة، أطول النوافير الاستعراضية في العالم، والتي تمايلت على أنغام أروع المقطوعات الموسيقية العالمية. وزيادة في الحماسة والتشويق، فقد تمّت إقامة عروض للألعاب النارية في مواقع عديدة من “وسط مدينة دبي”.
وتمّ عرض العدّ التنازلي لآخر دقيقة من عام 2011 على شاشات عملاقة منتشرة في أرجاء “وسط مدينة دبي”، وفي آخر عشر ثوان قبل العام الجديد، بدأ عند كل ثانية عرض للألعاب النارية من “برج خليفة” تبعه العرض النهائي الكبير للألعاب النارية بدءاً من القمة عند ارتفاع 828 متراً، ونزولاً إلى قاعدة البرج، لتغلّفه بأكمله، ومن ثم جاء العرض المذهل للألوان التي زيّنت “برج خليفة”، و”وسط مدينة دبي”، وقد جاء عرض الألعاب النارية أيضاً احتفاءً بالذكرى السنوية الثانية على تدشين هذا الصرح المعماري المدهش.
ومن الارتفاع الشاهق للألعاب النارية التي شاهدها سكان وزوار دبي من مواقع مختلفة حول المدينة، انتقلت الاحتفالات إلى جزيرة “برج بارك” التي استضافت عرضاً حياً لفرقة “ديب فوريست” العالمية للموسيقى الإلكترونية، والذي ترافق بأداء مميز لعازفة الكمان الإنجليزية-اليابانية ديانا يوكاوا، وقامت الفرقة بأداء مجموعة مختارة من أغانيها الشهيرة، إلى جانب أغنية مميزة تم تأليفها خصيصاً بمناسبة احتفالات العام الجديد 2012 في “وسط مدينة دبي”.
وعن العروض المذهلة التي أخذت بألباب كل من تابع قدوم العام الجديد يحدوه الأمل في ان يكون عاماً مشرقاً وبديعاً حيث ابتدأه ببهجة انطلاق الألعاب النارية، يقول الشاعر الشهير الدكتور صالح الشادي أنه حضر خصيصاً إلى دبي لحضور الاحتفالات بقدوم العام الجديد التي يدرك مسبقاً أنه لن يكون لها مثيل في أي دولة أخرى، ولذلك حرص على مشاهدتها على أرض الواقع وليس من خلال التلفاز، موضحاً أنه لم يخطط للزيارة، لكنه حضر لأنه كان متأكداً من حضور شيء مميز أكدت فيها هذه الانطلاقة المميز للعام الجديد شعوره، ولفت نظره مئات الآلاف من الناس الذين احتشدوا في منطقة برج خليفة.
ومن جانبه قال أحمد الحامد الإعلامي الإذاعي إنه لم يستغرب هذه الإثارة والتشويق التي أمتعت بها إمارة دبي الآخرين، وان هذا ليس بجديد عليها “دائما دبي تضع نفسها تحت دائرة الأضواء العالمية، إنها مدينة عالمية بحق”.
وسام الخالد تنفيذي علاقات عامة يقول إنه حضر هو وقريبه الذي وصل حديثاً الاحتفالات التي انطلقت من برج خليفة، ويؤكد أنه لم يشهد مثلها حتى في التلفاز، أما قريبه ضياء فيشير إلى انه وأكثر من نصف ساعة بعد الحدث لم يستطع التعليق لجمال ما رآه خلال زيارته لدبي وهي الأولى في حياته، ويقول انه سمع الكثير عن دبي وشاهد على التلفاز ولكن “ ما تعيشه خلال الواقع يختلف كثيراً عما تراه وتشاهده”. وقال أحمد المطروشي، العضو المنتدب لشركة إعمار العقارية، كانت احتفالات العام الجديد 2012 هديتنا إلى روح مدينة دبي العصرية، وعززت مشاهد الاحتفال الرائعة من مكانة دبي كوجهة استثنائية لأروع الاحتفالات العالمية بهذه المناسبة؛ وهي تعد دليلاً آخر على القدرات العالية التي تتمتع بها دبي.
احتفالات قصر الإمارات
أطلق قصر الإمارات أضخم عرض للألعاب النارية على شاطئ بحر أبوظبي، حيث أضادت الأنوار سماء العاصمة، بهدف إمتاع الحضور من الضيوف والزوار، احتفاء بقدوم العام الميلادي الجديد. وحقق فندق قصر الإمارات معدلات إشغال عالية مع بدء الاحتفالات بموسم الأعياد لهذا العام. فقد كان هناك إشغال كامل للغرف حتى نهاية ديسمبر الجاري بسبب احتفالات القصر بأعياد الميلاد وليلة رأس السنة الميلادية، وجاءت الاحتفالات تتويجاً لأجواء التسامح والتعايش بين مختلف الثقافات في دولة الإمارات. ويذكر أن قصر الإمارات احتفل بإضاءة الشجرة العملاقة التي وصل ارتفاعها إلى 14 متراً تحت القبة الكبرى داخل قصر الإمارات للترحيب بالضيوف وللمشاركة في هذا التقليد السنوي الذي يحتفل به العالم.
عدد اليوم
