السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أميركا وباكستان... تحديات شراكة حرجة

أميركا وباكستان... تحديات شراكة حرجة
7 مايو 2011 21:06
نفذت الولايات المتحدة يوم الجمعة الماضي ضربة بواسطة طائرة بدون طيار استهدفت ناشطين في منطقة شمال وزيرستان الباكستانية، مما أثار أسئلة محيرة في أعقاب مقتل أسامة بن لادن منها: هل كانت لهذه الضربة أي علاقة بالمعلومات القيمة التي تم الحصول عليها في الغارة التي نفذتها قوات خاصة أميركية يوم الأحد الماضي على المجمع الذي كان يختبئ فيه بن لادن في باكستان؟ وهل تشير الضربة التي نفذت بواسطة طائرة بدون طيار، على رغم الاحتجاجات الباكستانية الرسمية، إلى أن التعاون بين البلدين ليس مستمرّاً فحسب، وإنما قد ينتهي به الأمر إلى التحسن والتطور بعد عملية يوم الأحد التي شكلت مصدر حرج لباكستان؟ لم يكن من الممكن معرفة ما إن كانت الضربة، التي تفيد تقارير بأنها قتلت ثمانية مشتبه فيهم على الأقل كانوا مجتمعين بمنزل في شمال وزيرستان، جاءت نتيجة أية معلومات تم الحصول عليها في عملية يوم الأحد، على اعتبار أن خبر حصول الضربة جاء من مسؤولين عسكريين باكستانيين. غير أن هجوم الطائرة بدون طيار بدا أنه يعزز الحجة، التي يعبر عنها عدد كبير من خبراء الاستخبارات الإقليميين والدوليين، بأن الولايات المتحدة ستكون قادرة على استعمال غارة مقتل بن لادن للضغط على المسؤولين الباكستانيين من أجل الوقوف بشكل أكثر وضوحاً في صف أميركا في محاربة المتطرفين الإسلاميين. ومن الجدير بالذكر في هذا الإطار أن مسؤولين يمنيين أفادوا يوم الجمعة أيضاً بأن طائرة بدون طيار قتلت هناك أيضاً عميلين تابعين لـ"القاعدة". وتشكل الضربات التي تنفذها الطائرات بدون طيار موضوعاً شائكاً في العلاقات الأميركية- الباكستانية؛ ولكن صحيح أيضاً أن زيادة معتبرة في الضربات الأميركية داخل باكستان بواسطة طائرات غير مأهولة خلال العام الماضي لم تفض إلى انقطاع في العلاقة الثنائية. وتعليقاً على هذا الموضوع، يقول بول بيلر، الذي يدير حاليّاً وحدة الدراسات الأمنية بجامعة جورج تاون في واشنطن بعد مشوار مهني طويل في الاستخبارات الأميركية: "كان أمراً جيداً ألا يقوم أوباما بإحراج باكستان علناً" بعد اكتشاف مكان وجود بن لادن هناك "ولكن بعيداً عن أضواء وسائل الإعلام، هم بكل تأكيد يدينون لنا بشيء ما... ونحن نتوقع منهم مزيداً من التعاون". وهذا الرأي منتشر على نطاق واسع في واشنطن -ولاسيما بين أولئك المحللين الأمنيين والمسؤولين السابقين الذين يعتبرون أن العلاقة مع باكستان، على صعوبتها، أكثر أهمية من أن تقوم الولايات المتحدة بالاستسلام وترحل. وفي هذا الإطار، يقول بيتي هوكسترا، عضو الكونجرس "الجمهوري" السابق من ولاية ميشيجان والرئيس السابق للجنة الاستخبارات بمجلس النواب، إن عملية بن لادن، يفترض أن تعبد الطريق أمام عمل الولايات المتحدة على تطوير علاقات استخبارية وعسكرية أوثق مع باكستان، معتبراً أن إحدى فوائد خروج الولايات المتحدة من الغارة الناجحة هي أنها باتت تبدو كفؤة، وصديقاً جيداً يستحسن مصادقته في الحرب ضد التطرف. ويقول هوكسترا، الذي كان يتحدث يوم الخميس الماضي في نقاش حول باكستان بمعهد في واشنطن: "إن الأشخاص الذين يقفون في الوسط يفكرون اليوم على النحو التالي: إن الولايات المتحدة تزداد تحسناً فعلًا بخصوص هذا التحدي، وربما حان الوقت الآن لاتخاذ قرار للتقرب منها أكثر". ومن جانبه، يوافق دوف زاكيم، وهو نائب وزير دفاع سابق في عهد بوش، على أن مكانة أميركا التي تحسنت بعد الغارة ينبغي أن تستعمل للحصول على قدر أكبر من التعاون من بلدان مثل باكستان. فالعملية الناجحة التي نفذت ضد بن لادن "تخبر العالم بأننا لسنا قوة عفا عليها الزمن، ولسنا قوة آخذة في التراجع"، يقول زاكيم، في حديث يوم الثلاثاء بمنتدى مركز المصلحة الوطنية في واشنطن، مضيفاً أن "ثمة رسالة غاية في الأهمية حول قوة الجيش الأميركي". والواقع أن قلة من الخبراء في العلاقة الثنائية يعتقدون أن باكستان لم تكن تعرف شيئاً عن مكان وجود بن لادن؛ ولكن "بيلر" من جامعة جورج تاون يعتقد أن الأيام المقبلة قد تخبرنا بأن المسؤولين الباكستانيين، في نهاية المطاف، ربما لم يكونوا يرغبون في معرفة شيء عما يوجد أمامهم. ويقول "بيلر"، متحدثاً في منتدى المصلحة الوطنية: "اعتقادي هو أنه لم يكن ثمة جهد لمحاولة معرفة الأشياء"، مضيفاً "أعتقد أن المسألة ليست مسألة أن (قائد الجيش الباكستاني) الجنرال أشفق كياني أو مدير وكالة الاستخبارات «آي إس آي» يعرفان من كان يوجد في ذلك المجمع -وإنما أن التحقيقات والاستفسارات لمعرفة ذلك لم تتم أبداً". وكان الجنرال كياني قد حذر هذا الأسبوع الولايات المتحدة من أن باكستان لن تسمح بغارة أخرى مثل غارة يوم الأحد؛ ولكن تصريحات جذرية مماثلة سبق أن صدرت من قبل عن مسؤولين باكستانيين بشأن الهجمات التي تنفذها طائرات أميركية بدون طيار، كما يقول بعض المسؤولين والخبراء -والهجمات مستمرة، وأحدثها تلك التي نفذت يوم الجمعة الماضي. وعلى رغم التهديدات والتحذيرات التي تصدر عن الطرفين بشأن العلاقات الأميركية الباكستانية، إلا أن شراكة صعبة وأساسية ستستمر على الأرجح، وذلك لأنه لا يوجد بديل في ظل استمرار وجود "القاعدة" في باكستان والولايات المتحدة في أفغانستان المجاورة، مثلما يقول البعض. وفي هذا الإطار، يقول هوكسترا، مخاطباً بشكل خاص أعضاء في الكونجرس يدعون إلى تقليص المساعدات الخارجية والتعاون: "ما هي الاستراتيجية البديلة تجاه باكستان؟ لا يمكننا أن نبالغ في رد الفعل؛ لا يمكنك أن تنسحب من العلاقة إذا لم تكن لديك استراتيجية جديدة"، مضيفاً "لدينا ما يكفي من العلاقات التي ينبغي أن نقلق بشأنها في العالم اليوم، ولذا فليس هناك سبب كي نضيف إليها واحدة أخرى!". هاورد لافرانشي - واشنطن ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©