الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

ظالمة وما أعدلك

3 مايو 2012
لم يكن عاشقو برشلونة وهم بالملايين في القارات الخمس لهذا العالم قد أفاقوا بعد من هول صدمة الخروج غير المتوقع لرمز كرة القدم الجميلة من المربع الذهبي لأمجد الكؤوس الأوروبية، مقصياً من تشيلسي الإنجليزي، حتى كان أمير بافاريا نادي بايرن ميونيخ يرسل في ثاني ليلة ومضة ألمانية زادت من حلكة الحزن الذي سقط على رؤوس المفتونين بحب ريال مدريد وهم أيضاً بالملايين وحلمهم بالوصول إلى النجمة العاشرة يتبخر هناك بقلعة الأساطير بملعب سنتياجو برنابيو. لم تتحقق توقعات ميشيل بلاتيني رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم في أن يرى نهائياً لقمة أبطال أوروبا يضع في المواجهة يوم 19 مايو الجاري الغريمين ريال مدريد وبرشلونة، ولم تعط كرة القدم للذين يهيمون وراء أفراحها وعذاباتها ما كانوا يتمنونه، نهائياً يصعد بالفرجة إلى الذروة. هل كان ظلماً أن يقصى برشلونة وريال مدريد بالصورة التي عايناها في ليلتين؟، أم كان عدلاً أن يصعد بايرن ميونيخ وتشيلسي لأعلى درج في سلم المجد؟، وهل يكون منطقياً أن يطلق لقب أحسن ناد في أوروبا على من يستطيع من بايرن ميونيخ وتشيلسي تطويع الحظ للظفر بتاج لقب أقوى بطولة قارية في العالم؟، في ليلتين تعذبت مهج، وتحطمت قلوب وتكسرت أضلع، ولا أذكر أنني كنت واحداً من الذين هالهم أن يعاكس المربع الذهبي لدوري أبطال أوروبا كل التوقعات ويأتي بنهائي لم يكن يخطر على بال أحد، لا أنكر أنني احتميت بكل الصور القديمة والحكايات الأزلية التي أحفظها عن ظهر قلب وهي مسجلة في موسوعة كرة القدم، لأجد تفسيراً منطقياً لهذا الذي تأتي به كرة القدم من شدوه ودهشة ووله وذهول وأيضاً من تصادم غريب للمضادات ومن تقابل مجازي للنقائض ليصبح الممكن مستحيلاً والمستحيل ممكناً. وقد وجدت في القصيدة الرائعة التي شدا بها فنان العرب محمد عبده «مذهلة» ما يمكن أن ينسحب وصفاً وتوصيفاً لهذا الذي ترمي به كرة القدم من محارات، من ومضات برق ومن قصف راعد ومن شمس تغتسل بدفئها القلوب. مذهلة كرة القدم، كل شيء فيها طبيعي وغير طبيعي، طيبها، قسوة جفاها، ضحكها.. هيبة بكاها. هي ممكنة وإلا محال؟ هي أمر واقع.. أو خيال..؟ ليه كل معجز مر بهذا الكون.. فيها له صلة؟ ليه كل شيء تظن أنك تعرفه تجهله؟ يا بدايات المحبة.. يا نهايات الوله.. كرة القدم أنت ظالمة.. وما أعدلك.. مع صادق الحب لفنان الروائع محمد عبده ولمبدع القصيدة الأمير الأستاذ عبد الرحمن بن مساعد. بدر الدين الأدريسي | drissi44@yahoo.fr
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©