الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الانتخابات الهندية تحدث انقساماً في «بوليوود»

16 مايو 2014 23:15
راما لاكشمي الهند عندما بدأ الهاشتاج/#انقسام بوليوود/ في الظهور مؤخراً على شبكة التواصل الاجتماعي «تويتر»، ظن الناس أنه ربما يشير إلى هموم نجوم السينما في الهند. غير أنه كان انقساماً من نوع مختلف، أحدث اضطراباً في صناعة السينما الهندية – حيث كان يتعلق بالسياسة. وبدأ الأمر بنداء عام أصدره الشهر الماضي بعض العاملين بهذه الصناعة، يحثون الهنود على التصويت للمرشحين العلمانيين في الانتخابات الوطنية. ولم يذكر النداء أي أسماء، لكن البعض عرفوا أنه السياسي القومي الهندوسي «ناريندرا مودي»، المنافس الرئيسي من حزب «بهاراتيا جاناتا». وتسببت هذه الرسالة في إثارة حرب بغيضة على تويتر. وعليه، فقد أحدثت الانتخابات الهندية لهذا العام انقساماً حاداً في بوليوود حول الاتجاهات السياسية أكثر من أي سباق آخر. وعادة ما كان نجوم بوليوود إلى حد كبير لا يبالون بالسياسة، على الرغم من أن بعضهم سبق له الترشح لتولي أحد المناصب في خريف حياتهم المهنية. لكنهم هذه المرة خرجوا عن سلبيتهم لأن بعضهم يعتقد أن «مودي» سوف يحد من التعبير الإبداعي إذا ما تولي منصب رئيس الوزراء. ويرى المخرج السينمائي «ماهيش باهات»، وهو أحد الموقعين على النداء أنه «كلما تولى حزب يميني السلطة، فإن حرية التعبير والإبداع تواجه هجوماً». وبالنسبة لمودي، 63 عاماً، فهو رئيس وزراء مؤيد لقطاع الأعمال من ولاية «جوجارت» الغربية. كما أنه يقود حزب «بهاراتيا جاناتا» الذي يتصدر معظم استطلاعات الرأي، متقدماً على حزب المؤتمر الحاكم. وقد وجهت جماعات حقوقية انتقادات لمودي لفشله في السيطرة على العنف الديني الذي اندلع في ولايته عام 2002، وأسفر عن مقتل أكثر من ألف شخص، معظمهم من المسلمين. وعلى الرغم من أن فريق التحقيق الذي عينته المحكمة العليا لم يجد أدلة كافية لمحاكمة مودي في قضية أحداث الشغب، إلا أن صورته الهندوسية القومية الحادة لا تزال تبعث برسالة تحذير لبعض الهنود. وقد تعهد «مودي» خلال لقاءات مؤخراً باحترام الدستور، الذي ينص على الطابع العلماني للحكومة في هذه الدولة ذات الأغلبية الهندوسية. يشير باهات إلى «أن المعارضة والاستخفاف هما شريان الحياة للديمقراطية والأصول الثمينة لأي فنان، لكن سجل مودي في جوجارات يؤكد لنا أنه يخنق المعارضة. وهو أيضاً يحظر عرض الأفلام الوثائقية التي تنتقده في جوجارات. لذلك فهناك أجواء من الخوف بين الأوساط السينمائية. هذه القضايا تخيفني كمواطن هندي». غير أن بعض الفنانين الآخرين لهم رأي مختلف، ويعتقدون أن مودي لن يكون مثالا سيئاً للديمقراطية. وفي سياق متصل، انتقد المخرج السينمائي «فيفيك أجنيهوتري» الموقعين على العريضة، ووصفهم في مدونته بأنهم يشكلون «مافيا فكرية». وقال المخرج، وهو أحد المعجبين بمودي، أن قائد المعارضة سوف يحدث الكثير من التنمية التي تشتد الحاجة إليها في الهند، خاصة في المدارس والمصانع والمستشفيات. وعلى عكس علاقة التعايش التي تحافظ عليها هوليوود في بعض الأحيان مع البيت الأبيض إلا أن صناعة السينما الهندية ومقرها مومباي طالما ما تبقي السياسة على بعد، كما أن أقطاب السينما في الهند لا يساهمون عادة في الحملات الانتخابية. ولكن هذه الانتخابات مختلفة. ويرى «مادهور بهانداركار»، مخرج سينمائي، أن هذا النشاط الجديد مثير للقلق وأن هذه العريضة «ستحاول تقسيمنا على أسس سياسية وعلمانية». ولكن «فيفيك أوبيروي»، وهو نجم سينمائي وأحد مؤيدي مودي، يرى أن المشاركة السياسية هي ظاهرة جيدة في بوليوود. ويعتقد أوبيروي أن رجال السياسة عادة ما يبالغون في إثارة قضايا التعصب الديني لتخويف الأقليات الدينية. ومن ناحية أخرى، فإن «مودي» الذي يشتهر بإحساسه الذي لا تشوبه شائبة من حيث الأسلوب وبراعة الأداء، قام في الآونة الأخيرة بنشر صور للقائه مع بعض نجوم السينما لإظهار شعبيته وتحسين صورته. وفي شهر يناير، قام النجم السينمائي «سالمان خان» الذي يعرف بـ «الولد الشرير لبوليوود» برفع طائرة ورقية تحمل صورة مودي خلال المهرجان السنوي للطائرات الورقية بولاية جوجارات. لكن النجم السينمائي، الذي يفكر في الملايين من المسلمين بالهند، أحجم عن تأييد مودي.. وذكر خان أن مودي «رجل عظيم، فأنا لم أشهد مثل هذه التنمية في أي مكان آخر». لكنه أضاف أنه سيعطي صوته لحزب آخر في مسقط رأسه بولاية مومباي. وقد تودد مودي كذلك للنجم السينمائي «أميتاب باتشان» ، 70 عاماً، وتمكن من إقناعه منذ خمس سنوات بالظهور في حملة تلفزيونية للترويج للسياحة في بلاده. وفي وقت سابق من هذا الشهر، وقف فنانو الهند على طرفي النقيض من الحملة الانتخابية. ففي يوم الأحد، ذهب عدد من الفنانين والمنتجين والمؤلفين والمخرجين إلى مدينة «فاراناسي» المعروفة باسم «مدينة المعبد»، حيث يرشح مودي نفسه للحصول على مقعد بالبرلمان، للتنديد بسياساته. وفي اليوم التالي، قامت راقصة كلاسيكية ، إلى جانب عدد من المغنين وممثلي المسرح، بالتعهد بدعم مودي، وقالوا خلال مؤتمر صحفي عقد في نيودلهي «إننا في حاجة إلى زعيم قوي يفهم التقاليد الهندية ويستطيع معالجة القضايا الفنية، ومودي هو الوحيد القادر على تحقيق ذلك». ورغم كل هذا النشاط السياسي الذي شهدته بوليوود هذا العام، إلا أن العديد من نجوم السينما لم يذهبوا للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات التي جرت في مومباي الشهر الماضي. وبدلا من ذلك، توجه العشرات إلى خليج تامبا بفلوريدا لحضور حفل توزيع جوائز الأكاديمية الدولية للأفلام الهندية. ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©