الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

بالصور.. 4 رؤساء أميركيين تظاهر ضدهم المحتجون 5 مرات يوم تنصيبهم.. لماذا؟!

بالصور.. 4 رؤساء أميركيين تظاهر ضدهم المحتجون 5 مرات يوم تنصيبهم.. لماذا؟!
22 يناير 2017 15:35
قد يظن البعض أن الاحتجاجات التي تشهدها واشنطن ومدنٌ أميركية أخرى من قبل الغاضبين على تولي الرئيس الجديد دونالد ترامب مهام منصبه، تشكل حدثاً فريداً من نوعه، سواء في طبيعته أو في حجمه. لكن تاريخ الولايات المتحدة يحفل بالعديد من الوقائع المماثلة التي يعود البعض منها إلى ما يزيد عن قرن كامل من الزمان، بينما لا يفصلنا عن البعض الآخر سوى سنوات قليلة، والغريب أن هذه التظاهرات الغاضبة خرجت في الأغلب ضد رؤساء جمهوريين. أحدث هذه الاحتجاجات، كانت قد واجهت الرئيس الأميركي الثالث والأربعين جورج ووكر بوش (2001 &ndash 2009)، الذي سكن البيت الأبيض لولايتين رئاسيتين. وعلى الرغم من أن مشهد التظاهرات حضر في يومي تنصيب بوش الابن لولايتيّه الأولى والثانية، فقد تباينت أسباب الاحتجاج في كلا اليومين، اللذين فصل بين كلٍ منهما والآخر أربع سنوات كاملة. احتجاجات التنصيب الأول لبوش الابن لم يمنع الطقس شديد البرودة، الذي ساد العاصمة الأميركية واشنطن في العشرين من يناير 2001، دون أن يخرج الآلاف من الأشخاص للاحتجاج على تنصيب بوش الابن رئيساً. فهؤلاء كانوا يرون أن الرئيس الجديد وقتذاك «سرق» الانتخابات الرئاسية من غريمه الديمقراطي آل غور، الذي فاز بغالبية الأصوات في التصويت الشعبي. لكن منافسه الجمهوري أُعلن رئيساً بقرار من المحكمة الأميركية العليا بعد جدلٍ ثار حول إعادة فرز أصوات الناخبين في ولاية فلوريدا. وبلغت الأجواء المشحونة حد هتاف بعض المتظاهرين قائلين «أهلاً باللص»، لدى مرور السيارة الرئاسية التي كانت تقل بوش الابن في طريقه للبيت الأبيض، بينما رشقها آخرون بالبيض. وعلى طول مسار موكب الرئيس الأميركي الثالث والأربعين رفع البعض أعلاماً أميركية وضعوا فيها شعارات الشركات الكبرى محل النجوم الخمسين الشهيرة التي تُرصع العلم. وبجانب المتظاهرين الرافضين لنتائج الانتخابات، كان هناك من أعرب عن غضبه حيال التوجهات السياسية للرئيس الجديد وقتها لاسيما حيال قضايا مثل التجارة العالمية والحريات المدنية والإجهاض. وأُحيطت المظاهرات &ndash التي شهدت أعمال عنف محدودة - بإجراءات أمنية مشددة اعتُبِرت حينذاك غير مسبوقة. ولم تُوقف الشرطة سوى عددٍ محدودٍ من المتظاهرين، كما لم يُسجل وقوع إصابات خطيرة سواء بين المحتجين أو عناصر الأمن. احتجاجات التنصيب الثاني لبوش الابن إذا كان بوش الابن قد وُجِه بتظاهرات غاضبة حتى قبل توليه منصبه رسمياً، فلم يكن من المفاجئ أن يُقابل في يوم تنصيبه لولاية ثانية باحتجاجات أكثر عنفاً، لاسيما وأن ذلك اليوم قد حل في ذروة الحرب التي كانت تخوضها الولايات المتحدة آنذاك في العراق، والتي بدت وقتها حرباً مكلفة للغاية لواشنطن بشرياً ومادياً، كما جاء بعد أقل من عام على الكشف عن فضيحة تعذيب عسكريين أميركيين لسجناء عراقيين في سجن أبو غريب غربي العاصمة العراقية بغداد. ولهذا خرج آلاف الأميركيين إلى الشوارع في العشرين من يناير ولكن هذه المرة عام 2005، للإعراب عن غضبهم حيال بقاء الرئيس الجمهوري في البيت الأبيض لسنوات أربع أخرى، بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية بصعوبة على غريمه الديمقراطي جون كيري، وزير الخارجية فيما بعد. ووقف المتظاهرون لساعات طويلة في ظل طقسٍ قارس البرودة، للاستماع إلى العديد من الخطباء الذين انهالوا بالهجوم على سياسات إدارة بوش الابن خاصةً بشأن غزو العراق، الذي اعتبر بعضهم أنه كان ناجماً عن رغبة محمومة في السيطرة على منابع النفط، دون اكتراثٍ بما سيُزهق من أرواح في سبيل ذلك. وفي مساء يوم التنصيب، اعتقلت الشرطة عشرات من الأشخاص خلال مسيرة ليلية احتجاجية. وفيما بعد قال هؤلاء، إن اعتقالهم جرى على نحو غير قانوني، ورفعوا دعاوى في هذا الشأن أمام المحاكم الأميركية. وبالإضافة إلى الحرب في العراق، انتقد الغاضبون على تنصيب بوش الابن سياسات إدارته في ولايتها الأولى حيال العديد من الملفات الداخلية والخارجية، من بينها توجهات تلك الإدارة إزاء الحرب في أفغانستان والحكومة في فنزويلا والنظام الحاكم في كوريا الشمالية، بجانب سياساتها تجاه قضايا الأمن الاجتماعي والرعاية الصحية والإسكان والتوظيف. احتجاجات التنصيب الأول لنيكسون حربٌ مختلفة كانت السبب وراء اندلاع احتجاجات صاخبة استبقت وصول رئيس جمهوري آخر إلى البيت الأبيض. الحرب هي فيتنام، أما الرئيس فهو ريتشارد نيكسون (1969 &ndash 1974)، الذي يسجل التاريخ اسمه باعتباره الرئيس الأميركي الوحيد الذي قدم استقالته خلال توليه منصبه. ففي العشرين من يناير 1969، كانت واشنطن على موعد مع آلاف من المتظاهرين المناوئين للحرب في فيتنام ممن اجتاحوا شوارعها في ما اعتُبِر وقتذاك «أكبر تظاهرة احتجاجية يشهدها يوم تنصيب الرؤساء الأميركيين على مدى 180 عاماً». وشارك في التظاهرات &ndash التي بدأت حتى قبل حلول يوم التنصيب - العديد من النشطاء الليبراليين المناوئين للتوجهات المحافظة التي يتبناها الحزب الجمهوري الذي ينتمي له نيكسون، الرئيس السابع والثلاثين للولايات المتحدة، والذي تولى حكم البلاد بينما كانت الحرب في فيتنام في ذروتها. وبينما ارتدى محتجون قناعاً يحمل ملامح وجه نيكسون، ردد آخرون هتافات تهدد بتقويض الدولة الأميركية من جذورها، وهو ما بدا صادماً للكثيرين في ذلك الوقت. احتجاجات التنصيب الثاني لنيكسون بعد أربع سنوات، كان المشهد الاحتجاجي أكثر صخباً وعنفاً. وليس أدل على ذلك من مشاركة أكثر من 60 ألف شخص في التظاهرات، مُرددين هتافات مُنددة بنيكسون وبمواصلة إدارته الحرب في فيتنام. وحمل محتجون دميةً كبيرة لفأرٍ يحمل وجه الرئيس الأميركي السابع والثلاثين، وهو يحمل في يديه دمية طفلٍ ملطخةٍ بالدماء. وشكل الطلاب والمحاربون السابقون في فيتنام جانباً لا يستهان به من المتظاهرين، الذين اعترض مئاتٌ منهم طريق الموكب الرئاسي، وقذفوا سيارة نيكسون وسيارات كبار المسؤولين الآخرين المصاحبين له، بالعصي والأحجار والقوارير والعلب. ولم تقتصر المظاهر الاحتجاجية في ذلك اليوم على المتظاهرين فحسب، بل إن عدداً من أعضاء الكونغرس الأميركي قاطعوا مراسم تنصيب ريتشارد نيكسون، الذي لم يهنأ بالمنصب سوى لعامٍ ونصف العام تقريباً، قبل أن يُضطر للاستقالة في أغسطس من العام التالي، إثر ضلوعه في فضيحة التجسس على معارضيه الديمقراطيين، المعروفة باسم «ووترغيت». احتجاجات يوم تنصيب ويلسون قبل هذه الأحداث بستين عاماً كاملة، بالتحديد في عام 1913، كانت الاحتجاجات ضد تنصيب الرئيس الثامن والعشرين للولايات المتحدة وودرو ويلسون (1913 &ndash 1921) نسائيةً بامتياز، وذلك في تلك الحقبة التي كان تنصيب الرؤساء الأميركيين يجري فيها في مارس كل أربع سنوات، قبل أن ينص تعديلٌ دستوريٌ أُدخِلَ عام 1933 على تغيير موعد هذه المراسم لتتم في يناير. وهكذا فقد كانت القضية التي طرحت نفسها في الثالث من مارس قبل 104 أعوام تتمثل في مطالبة الأميركيات بنيل الحق في التصويت. ولذا سار نحو خمسة آلاف شخص في مسيرة احتجاجية شهدتها جادة بنسلفانيا المؤدية للبيت الأبيض، بمشاركة نساءٍ قَدِمنَ من دول أخرى، كانت المرأة فيها قد مُنِحتْ حق التصويت بالفعل. وتقدمت التظاهرة الناشطة والمحامية الأميركية آنيز ميلهولاند وهي تمتطي صهوة جوادٍ أبيض اللون. وحتى قبل انطلاق التظاهرة، شَبَّهَت صحفٌ أمريكية ميلهولاند ب«جان دارك»، تلك البطلة القومية الفرنسية، التي لعبت دوراً مهماً في ما يُعرف بحرب المئة عام بين فرنسا وانجلترا، ما جعلها تُوضع في مصاف القديسات. وضمت قائمة المشاركات في تلك المسيرة الاحتجاجية شخصياتٍ نسائية شهيرة، من بينها الأديبة والمحاضرة والناشطة الأميركية المعروفة هيلين كيلر، التي فقدت السمع والبصر منذ كانت طفلة جراء إصابتها بالحمى. وبدأت فعاليات ذلك اليوم الاحتجاجي قبل حلوله بنحو ثلاثة أسابيع، مع خروج متظاهرات من نيويورك في 12 فبراير 1913 مُتجهات إلى واشنطن، تلك المدينة التي وصلنّ إليها في الثالث من الشهر التالي مع حلول موعد أداء ويلسون &ndash المنتمي للحزب الديمقراطي هذه المرة - اليمين. وبحسب وسائل إعلام أميركية واكبت تلك الأحداث، بدت التظاهرات النسائية التي جرت يوم تنصيب الرئيس الأميركي الثامن والعشرين، وقد طغت تماماً على المراسم التي جرت في ذلك اليوم، في ضوء تنوع أشكال الاحتجاج التي نُظمت آنذاك.    
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©