السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

أميركا في حرب مستمرة بعد 15 عاماً على اعتداءات 11 سبتمبر

أميركا في حرب مستمرة بعد 15 عاماً على اعتداءات 11 سبتمبر
10 سبتمبر 2016 23:16
واشنطن (أ ف ب) غيرت اعتداءات 11 سبتمبر 2001 وجه أميركا إلى الأبد وقلبت عملها الدبلوماسي وسياستها الأمنية لتبقى الولايات المتحدة في حرب دائمة ضد الإرهاب منذ 15 عاماً من دون أن تنجح في وضع حد «للفوضى» في الشرق الأوسط. وأمس قال الرئيس الأميركي باراك أوباما إن التهديد الإرهابي تطور وسنقاتل الإرهابيين بلا هوادة. ورفض أوباما الذي يحكم منذ يناير 2009 كل نزعة تدخلية عسكرية في الحروب في العالم العربي وحاول مصالحة أميركا مع البلدان الإسلامية، لكنه يترك الولايات المتحدة في حالة نزاع متواصل مع «الإرهاب» كما يقول الخبراء. وسيبقى أوباما الديموقراطي الذي سيغادر البيت الأبيض في يناير، الرئيس الذي أخرج البلاد من حربي العراق وأفغانستان المدمرتين اللتين بدأهما سلفه الجمهوري جورج بوش الابن رداً على أسوأ اعتداءات في التاريخ وتحت راية «الحرب العالمية على الإرهاب». وقالت تمارا هوفمان ويتس مديرة الأبحاث في معهد بروكنيجز، في منتدى أمس الأول إنه «بعد 15 عاما على 11 سبتمبر والحروب في الشرق الأوسط وتمدد «داعش» والتشدد والاعتداءات في أوروبا وأميركا تمنع كلها دفن فكرة «الحرب العالمية على الإرهاب». ففي الواقع، ما زالت القوة العظمى الأولى في العالم تشارك عسكرياً بشكل محدود أو بدعم لوجستي في عدد من الجبهات: في سوريا والعراق ضد «داعش»، وفي أفغانستان وليبيا واليمن والصومال ونيجيريا في مواجهة مجموعة من حركات التمرد الإسلامية. وقال حسين ايبش الباحث في معهد دول الخليج العربية في واشنطن إن «أوباما يعتقد أنه يجب تجنب الحروب الكبيرة التي تؤدي إلى تفاقم» الأزمات. وبالعكس، أدخل أوباما عسكرييه في عصر جديد هو عصر الطائرات بلا طيار والقوات الخاصة وتأهيل جيوش محلية. والكلفة لذلك محدودة مقارنة بمقتل 5300 جندي أميركي وجرح خمسين ألفا آخرين وإنفاق 1600 مليار دولار بين 2001 و2014 في العراق وأفغانستان، حسب الكونجرس. وبلغت هذه السياسة العسكرية لأوباما ذروتها في مايو 2011 عندما قتلت قوات خاصة أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة الذي تبنى اعتداءات 11 سبتمبر، في منزله في باكستان. لكن ايبش يرى أن «هذا الاستخدام المحدود للموارد العسكرية يشبه حرباً لا تتوقف». ورأى المحلل أن الأمر «حتى أكثر من حرب دائمة؛ لأن الموارد العسكرية المحدودة لا يمكن أن تغير شيئاً من حالة عدم الاستقرار في النزاعات الإقليمية»، مشيراً إلى أن إدارة أوباما «قبلت بأن تكون الفوضى الحالية غير قابلة للحل». وفي الواقع، في المأساة السورية لا يبدو أن هناك حلاً دائماً يلوح في الأفق على الرغم من التدخلات العسكرية والدبلوماسية للولايات المتحدة وروسيا. ولا يتضمن برنامج أي من المرشحين الديموقراطي والجمهورية للرئاسة، هيلاري كلينتون ودونالد ترامب إعادة مشاركة مسلحة واسعة للولايات المتحدة في الشرق الأوسط. وقالت الباحثة في العلوم السياسية في باريس إيمي جرين، إنه بعد 15 عاماً على اعتداءات 11 سبتمبر «الرد العسكري ليس الرد؛ لأن الإرهاب لا يشكل تهديداً وجودياً». وأقر أوباما أمس بأن «التهديد الإرهابي تطور، بعدما كان اعتبر في يناير أن (داعش) لا يشكل تهديداً وجودياً لأمتنا». وقال في رسالة في ذكرى 11 سبتمبر «في أفغانستان والعراق وسوريا ومناطق أخرى، سنقاتل من دون هوادة المنظمات الإرهابية مثل القاعدة و(داعش). سندمرها وسنواصل القيام بكل ما في وسعنا لحماية بلادنا». وذكرت جرين أنه «لم يحدث هجوم على الأرض الأميركية بالحجم نفسه مثل اعتداءات 11 سبتمبر التي أودت بحياة حوالى ثلاثة آلاف شخص». لكن كل هذا لا يغير من واقع أن واشنطن تخشى اعتداءات بدائية قد يرتكبها متشددون محليون مثل الهجوم الذي ارتكبه أميركي من أصل أفغاني على نادٍ للمثليين في فلوريدا وأسفر عن سقوط 49 قتيلاً، والهجوم الذي نفذه أميركي من أصل باكستاني وزوجته في كاليفورنيا (14 قتيلاً). في مواجهة هذا التهديد «الإرهابي»، أقامت السلطات الأميركية شبكة مراقبة واستخبارات واسعة داخل الولايات المتحدة وخارجها. وقد ارتفعت ميزانية وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي ايه) ومكتب التحقيقات الفدرالي (إف بي آي) ووكالة الأمن القومي، بمقدار الضعف تقريباً. وقال مدير السي آي ايه جيمس كومي الخميس إنه «في نظر الإف بي آي، التهديد الذي سيهيمن في السنوات الخمس المقلبة سيكون تأثير سحق الخلافة»، التي أعلنها «داعش». ورأت جرين أنه منذ تبني قانون مكافحة الإرهاب (باتريوت اكت) بعد 11 سبتمبر، «وإعادة تبنيه من قبل أوباما، قبل الأميركيون بالتخلي عن جزء من حرياتهم». وكشف استطلاع للرأي عن أن أربعين بالمئة من الأميركيين يعتقدون أن «الإرهابيين لديهم قدرات أكبر مما في سبتمبر 2001، على شن هجوم جديد كبير على الولايات المتحدة». بدورها، قالت الخارجية الأميركية أمس في تحذير عالمي حول الخطر الإرهابي إن (داعش) دعا مناصريه إلى مهاجمة مواطنين أميركيين أينما وجدوا».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©