قمر أبوظبي الصناعي يستقر في مداره ويختبر جاهزية التشغيل

استقر أول قمر صناعي تطلقه أبوظبي إلى الفضاء الخارجي في مداره الخميس الماضي، ليدخل مرحلة اختبار جاهزية التشغيل التي تستمر بين 6 إلى 8 أسابيع، بحسب جاسم الزعابي الرئيس التنفيذي لشركة «الياه سات». ووصل قمر «Y1A» إلى مداره على درجة 52,5 شرقاً، ويتوقع أن يبدأ مرحلة التشغيل لخدمة الأغراض العسكرية والتجارية في يونيو المقبل. وأكد الزعابي لـ«الاتحاد» أن معظم الاختبارات ستتم عن طريق فريق «الياه سات» بالتعاون مع مصنعي القمر. وسيتم اختبار القمر، الذي انطلق في 23 أبريل الماضي، من حيث التشغيل والتأكد أن الخصائص الفنية على القمر الصناعي تلبي المتطلبات التشغيلية من ناحية التحكم بالقمر أو من ناحية المستخدمين الذين تم التعاقد معهم. وبعد أن وصل القمر الى مداره، يتم التحكم به من محطة التحكم والمراقبة التابعة لشركة الياه سات في منطقة الفلاح بأبوظبي، من قبل فريق هندسي متخصص من المواطنين الإماراتيين. ويوجد 100 موظف يعملون حالياً في قاعدة «الياه سات»، 50% منهم مواطنون يشرفون على متابعة حركة القمر وتشغيله. وفي سياق متصل، تبدأ «الياه سات» الاختبارات الفنية لثاني أقمارها الصناعية «Y1B» قريباً، بعد أن انتهت تقريباً من مرحلة تصنيعه ليكون جاهزاً كليا لعملية الإطلاق في الربع الأخير من العام الحالي، وفقا للزعابي. وقال الزعابي إن الشركة التي ستقوم بإطلاق القمر هي «إي أل إس» على صاروخ «بروتون». وفيما يتعلق بخدمات البث التلفزيوني للقمر الصناعي الأول، أكد أنه يتم العمل على خطة للتطوير التجاري من خلال بناء المنطقة الفضائية 52,5 شرقاً كمنطقة بث تلفزيوني فضائي، مشيراً الى أن عملية التطوير تحتاج الى وقت. وتوقع أن تكون خدمات البث التلفزيوني من الخيارات المنافسة في مجال البث الفضائي. وستوفر خدمة البث التلفزيوني (YAHLIVE) خدمات لأكثر من 64 دولة في منطقة التغطية، وستتيح الشركة البث الفضائي للقنوات التلفزيونية من خلال المحطات الفضائية الأرضية المتواجدة في أوروبا. وفيما يتعلق بالجانب العسكري، تعاقدت الياه سات مع القوات المسلحة لدولة الإمارات لمدة 15 عاماً لتوفير شبكة اتصالات فضائية متكاملة ومركز للمراقبة والتحكم. وقال الزعابي «سيتم البدء باستخدام القمر للأغراض العسكرية بعد الانتهاء من مرحلة الاختبار». وأضاف الزعابي «إلى جانب القوات المسلحة تجري مناقشات حالية مع جهات أخرى خارج وداخل الدولة فيما يتعلق بخدمة الاتصالات الفضائية الآمنة (YAHSECURE)». وتقدم خدمة الاتصالات الفضائية الآمنة اتصالاً موثوقاً ومتكاملاً للقوات المسلحة والجهات الحكومية ذات السرية العالية على حزمة Ka، إضافة الى تمكين أحدث البنى التحتية للاتصالات العسكرية في الدولة. أما خارج دولة الإمارات، فتسهم خدمة (YahSecure) في تمكين وحدة الياه للخدمات التابعة لشركة الياه سات من تقديم الدعم للحكومات في مجالات الإدارة، والدفاع، وإدارة الطوارئ. وحول الخدمات التجارية المتعلقة بخدمة «الياه لينك»، قال الزعابي «أكثر من 50% من الحمولة تم التعاقد عليها مع جهات خارج وداخل الدولة». وتتيح خدمة الربط عبر الأقمار الصناعية (YAHLINK) لموزعي خدمات الاتصالات الربط الأفضل لعملائها من خلال تغطية متكاملة بواسطة الحزم C-BAND على منطقة الشرق الأوسط وافريقيا وأوروبا. وستدعم خدمات الاتصالات بتطبيقات متعددة مثل شبكات البيانات للشركات، وربط الإنترنت والهواتف الخليوية. وكانت نجحت عملية اطلاق القمر الصناعي على متن الصاروخ «أريان» من محطة الفضاء الأوروبية في مدينة كورو في جوايانا الفرنسية، وقام القمر الصناعي بسلسلة من المناورات ليصل إلى نقطة التشغيل النهائية فوق دولة الإمارات. وستسهم شركة الاتصالات الفضائية «الياه سات» في دعم طموحات إمارة أبوظبي لتصبح مركزاً رائداً لخدمات البث الإعلامي والاتصالات من خلال السماح للعملاء بالتواصل مع عملائهم عبر منطقة التغطية بكاملها حيث يبلغ عدد الدول التي ستتم تغطيتها من القمر الصناعي 85 دولة. وكانت شركة «الياه سات» قد دخلت في شراكة مع تحالف مكون من «إي أيه دي أس استريوم» وشركة «تالس» و»ألينيا سبيس»، وذلك من أجل بناء نظام اتصالات فضائية متعدد الأغراض. وبين الزعابي أن خدمة الإنترنت عبر الأقمار الصناعية (YAHCLICK) ستكون من خلال القمر الصناعي الثاني، وتقدم تلك الخدمة خدمات الإنترنت ذات النطاق الواسع عبر الأقمار الصناعية للمستخدمين في كل من منطقة الشرق الأوسط وافريقيا وجنوب غرب آسيا. ويستخدم القمر الصناعي الثاني «Y1B» نطاق التردد KA-BAND والذي يمكن من توفير سعة فضائية كبيرة عبر استخدام الحزمة الترددية الواحدة لأكثر من مرة. وتعد محطة ياه سات الفضائية في منطقة الفلاح في أبوظبي أكبر محطة تحكم بالأقمار الصناعية بالمنطقة، وواحدة من أكبر المحطات في العالم. وتتضمن غرفة للتحكم بالأقمار الصناعية تتضمن 18 مواطناً يعملون بالتعاون مع ستة خبراء أجانب، حيث تم تدريبهم بشكل مكثف في كل ما يتعلق بالأقمار الصناعية، إضافة إلى وجود عدد من الخبراء الأجانب للاستفادة من خبراتهم. ويتم من خلال تلك الغرفة التحكم بالقمر الصناعي والتأكد من صحة المعلومات والتحكم بالحمولة وقوة الإرسال وتوزيع القنوات داخل المحطات، وتعمل غرفة التحكم على مدار 24 ساعة، وتستطيع التحكم بعدد أكبر من الأقمار الصناعية يصل إلى 8، وليس فقط بقمرين.