الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

شجرة وحيدة·· وتحنو على الرمال

شجرة وحيدة·· وتحنو على الرمال
27 يناير 2008 01:02
ضمن مجموعة من الأشجار تنتشر متفرقة على متن الرمال، أمضت شجرة الغاف- الهندي، بصحبة صديقاتها ربع قرن من الزمان واقفة على قدم واحدة، تواجه الحر والريح، تجاور نبات الزعفران الذي كان يظهر في أطراف جزيرة أبوظبي (منطقة المرور) إلى حدّ أن الشارع يحمل اسم ''هضبة الزعفران''· لكنها منذ نحو 20 عاماً -كما يذكر جيرانها- عاشت وحيدة تحرس بوابة ''الفيلا'' بعد أن طالت عملية تخطيط مدينة أبوظبي وبناء بنيتها التحتية، قطع بعض الشجيرات وتسوية الأرض الرملية، وزرع المنطقة بشتى أنواع الأشجار وفي مقدمتها النخيل· هذه الشجرة الوحيدة، الشاهدة على زمن مضى، لا تزال واقفة قبالة تلك ''الفيلا'' إلا أنها لم تعد وحيدة، فتحت ظلها يتفيأ الصغار، يربطون إلى جذعها حبال حكاياتٍ ينسجونها من الفرح واللعب ليخبئونها في ثياب الذكرى· بينما تركن السيارة إلى جوارها لتلوّح لها الأغصان التي ترتع عليها الطيور الصغيرة، وتمطر عليها وريقات طويلة، فيجمع العابرون من حولها لآلئ سوداء ''ثمار ناعمة'' تنهمر منها حين تغسلها ديم الشتاء أو يداعبها نسيم الخريف· وحسب موقع ''غاف'' الإماراتي: ''تتعدد مناطق وجود شجرة الغاف ما بين الإمارات والخليج العربي وكذلك الهند والمكسيك··· وثمة أنواع مختلفة منها، فبعضها يصل طول أوراقها إلى 20 سنتيمترا، كما تنمو في مساحات من الأقاليم الجغرافية المدارية الحارة والجافة، لأنها تحتمل درجة حرارة تصل 55 درجة مئوية'' أما الغريب في هيئة بعض أشجار الغاف -الهندي- فهو أن يكون للشجرة أكثر من ساق فتبدو كأنها بجذعين، ولها تاج كروي ينتشر في صورة مظلة مفتوحة، أوراقها أشبه بالريشة، يحلو للمرء كلما مرّ بجانبها أن يداعب أغصانها ويهزّها بلطف كما لو أنه يمسح على شعر محبوبته، فيلاحظ أن لها تفرعات ووريقات صغيرة مرتبة ترتيباً زوجياً في هندسة جمالية غاية في الإبداع، تتفرع بشكل سنبلي جميل، وتنحني أغصانها لتمسح وجه الرمال وتقبّل الجذور المتوغلة في أعماقها·
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©