الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تناقُص هرمون «التستوستيرون» يؤثر على «ليبيدو» الرجال والنساء

تناقُص هرمون «التستوستيرون» يؤثر على «ليبيدو» الرجال والنساء
7 مايو 2011 19:23
هناك الكثير من الأسباب التي قد تتواطأ مع بعضها و”تتآمر” ضد الرغبة الجنسية للإنسان منها الاكتئاب والأدوية والمرض وانشغالات العمل والضغوط المادية والمشكلات الزوجية ومشكلات الأبناء أو فراغ عدم وجودهم بسبب عقم أو غيره، إضافةً طبعاً إلى عامل تناقُص هرمون التستوستيرون. وأول ما يخطر ببالنا عندما نفكر في التستوستيرون هو أنه هورمون ذكوري يوجد لدى الرجال بوفرة. غير أن هذا الهورمون في الحقيقة يلعب دوراً كبيراً في إرضاء الرغبة الجنسية لدى المرأة أيضاً تناقص هذا الهرمون بشكل طبيعي لا يقتصر على جسم الرجل فقط، بل يشمل جسم المرأة أيضاً، ويُمكنه أن يكبح جماح الليبيدو لدى الاثنين في منتصف العمر. ومن المعلوم أن مستويات التستوستيرون تصل أوجها لدى الرجال والنساء في العشرينيات من العمر. فبالنسبة للنساء اللاتي تحوي أجسادهن ما بين عُشُر إلى جزء من العشرين من كمية التستوستيرون لدى الرجال، تتباطأ مستويات التستوستيرون شيئاً فشيئاً إلى أن تستقر في حد معين عند بلوغهن زُهاء 45 عاماً. أما بالنسبة للرجال، فإن تباطؤ مستويات التستوستيرون يستمر إلى أن يصل الرجل السبعينيات من عمره. وعندما تصل المرأة إلى سن انقطاع الطمث، يُصبح مستوى التستوستيرون مُعادلاً لنصف المستوى الذي كان لديها عندما كانت في العشرينيات من عمرها. أما مستويات التستوستيرون لدى الرجال، فهي تتناقص بحوالي 1% كل سنة، ثم يتسارع تراجُعها عند الدخول في مرحلة الشيخوخة. سوء تشخيص وعلاج يُساعد علاج هرمونات التستوستيرون لدى الرجال والنساء على إعادته إلى مستوى يُمكنه من تشبيب الرغبة الجنسية. ويقول خبراء إن علاج الهرمونات وحده ليس كافياً، بل لا بُد من الأخذ بعين الاعتبار مجموعةً من العوامل البيولوجية المركبة ونمط العيش، كما أنه من المهم التحقق من دقة العلاج. فإذا كان الشخص مثلاً يُعاني من مرض مُزمن أو اكتئاب حاد، فإن حالته ينبغي أن تُعالج على حدة وبمعزل عن علاج الهورمونات، وإلا فإن عدداً من الأمور قد تختل إذا تصاحبت هذه الحالات مع علاج التستوستيرون. ويقول الدكتور "جلين براونشتاين، عالم الغدد الصماء ورئيس قسم الطب في مركز سيدارز الطبي في لوس أنجلوس "إن استخدام التستوستيرون أصبح منتشراً كثيراً، لكن المؤسف هو أنه يُساء استخدامه كثيراً". فعند أخذ عينات دم على سبيل المثال في وقت غير مناسب في اليوم، فإن نتيجة التشخيص قد تأتي غير دقيقة. وتصل مستويات التستوستيرون أقصاها لدى الرجال في الفترة الصباحية، بينما تبلُغ مستوياتها الدنيا في فترة الظهيرة. ولذلك فإن الأطباء الذين يعتمدون على عينة دم أُخذت ما بعد الظهر قد يسيئون تشخيص الحالة ويخطئون من ثم في تحديد أصل المشكلة ومصدرها. خيارات علاجية يملك الرجال خيارات كثيرة لعلاج حالات انخفاض وتناقص التستوستيرون، بما فيها مرهم "تيستيم" وعقار "أندروجيل". وتعمل مثل هذه العقارات والأدوية على نقل التستوستيرون من الجلد إلى الدم. كما تقوم ضمادات وحقن التستوستيرون بنفس الوظيفة. عوامل أخرى يُفيد براونشتاين أن "الملاحظات المُسجلة إلى الآن تُشير إلى أن هذه العقارات لا تُحقق نتائجها المطلوبة إلا عند إرجاع التستوستيرون إلى مستواه الطبيعي". ويُضيف "لا نُريد من الرجال الذين يتمتعون بصحة جنسية طبيعية وبمستويات عادية من التستوستيرون أن يتناولوا أية أدوية منشطة أو عقارات من هذا النوع بهدف الحصول على مفعول أفضل". وتجدُر الإشارة إلى أن إدارة الأغذية والأدوية الأميركية لم تعتمد بعدُ أي علاجات للتستوستيرون خاصة بالنساء، لكنها تُجري اختبارات سريرية متقدمة على مُرهم "ليبي جيل". وتقول شيريل كينجسبورج، عالمة نفسانية سريرية ورئيسة طب النساء السلوكي والتوليد في المراكز الطبية بالمستشفيات الجامعية بمدينة كليفلاند، "يلجأ بعض الأطباء أحياناً وعلى سبيل ملء الفراغ إلى توصيف علاجات غير معتمدة للنساء من قبيل تناول جرعات قليلة من بعض مراهم التستوستيرون الخاصة بالرجال". بيْد أن كينجرسبورج تُضيف أن هناك عوامل أخرى مثل التمارين الرياضية والتعب والحرمان من النوم والضغط والإرهاق وأمراض القلب والسمنة. وكلها عوامل ينبغي عدم إغفالها عند الرغبة في علاج هورمون التستوستيرون وإعادته إلى المستويات المطلوبة نظراً لأنها تؤثر كثيراً على صحة الجسم بشكل عام والصحة الجنسية بشكل خاص. أضغاث أوهام أظهرت دراسات أخرى أن تمتع الشخص بحياة جنسية صحية من شأنه تحسين صحته البدنية والنفسية وتعميق شعوره بالرضا. وبالنسبة للنساء اللواتي يصلن سن انقطاع الطمث ويفترضن أن زهرات حياتهن الجنسية قد ولت إلى غير رجعة، فإن افتراضهن لا يعدو كونه أضغاث أوهام. وتقول كينجسبورج في هذا الصدد "من الأهمية بمكان للنساء اللاتي يتجاوزن سن انقطاع الطمث أن يُدركن أن جودة العلاقة الزوجية هي مؤشر أفضل وأقوى للصحة الجنسية والرضا الحميمي من التقدم في العمر وتجاوز سن الطمث. وعندما تكون هذه العلاقة الزوجية قوية، فإن الزوجين يواصلان الاستمتاع بحياتهما الحميمية حتى بعد تجاوز المرأة للخمسين والرجل للسبعين". وتضيف كينجسبورج أن هناك عاملاً آخر للحفاظ على الليبيدو في وضع جيد وهو تحصين العلاقة الزوجية من أية شوائب قد تُنغص حياة أحد الشريكين أو تنفره منها وعلى رأسها اكتساب ثقافة جنسية كافية ووافية وراقية حتى تكون الصحة الجنسية للطرفين سليمةً جيدةً، وحتى يظل الرضا الحميمي بين الزوجين مستداماً مدى الحياة، بصرف النظر عن عوائد الدهر ونوائبه وهجوم هادم اللذات. عن "لوس أنجلوس تايمز" ترجمة: هشام أحناش
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©