الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تشغيل الخادمات بطرق غير نظامية خطر يهدد البيوت

تشغيل الخادمات بطرق غير نظامية خطر يهدد البيوت
7 مايو 2011 19:22
تجازف بعض البيوت بتشغيل خادمات بطرق غير نظامية، يدفعهم في الغالب اعتقادهم بأن اضطرار الأسرة لخادمة أهم من مخالفة القانون، وما يمكن أن ينتج عنه من مشاكل تحدق بالأسرة جميعها، سواء هذا من جهة، ومن جهة ثانية فالأمر مخالف للقوانين نظرا لما يترتب عنه من التعدي على حقوق الغير والمساهمة في إيواء بعض الخادمات الهاربات من الكفيل الأصلي. في هذه السطور تتحدث بعض النساء عن اللجوء إلى خادمة غير نظامية تحت ضغط ظروف معينة، وتختلف التجارب والآراء. في هذا السياق تتحدث لمياء (معلمة إنجليزي) عن سبب تشغيلها سابقا لخادمة بنظام الساعات، وتقول: كان عمر صغيري لم يتجاوز العامين، وكنت أنا على وشك الوضع، واحتجت لمن يرعاني وابني بعد الولادة. فاستعنت بخادمة تقوم بالعمل داخل البيت، واستقدمها أحيانا للجلوس مع ابني في حالة ذهابي إلى المستشفى مع الطفل الوليد. تتابع لمياء: استمرت علاقتي بهذه الخادمة لعدة سنوات، حيث ألفت العمل معي وتفهمت كل ما أريد، وكانت تعمل عندي في الفترة الصباحية، وتزيد ساعات عملها في شهر رمضان، نظرا لكثرة أشغال المطبخ، إلى ذلك تضيف لمياء عن المشاكل التي واجهتها مع هذه الخادمة، وتقول: لأن هذه الخادمة كانت تعمل عند صديقتي وأنا أستعين بخدماتها، فقد كنت واثقة من سلامتها صحيا ومن أنها تقيم بصورة قانونية، كما أنها جديرة بالثقة، فإنه لم تكن هناك مشاكل تذكر إلا التراخي في أعمال البيت خاصة، وأنها كانت تغادر أحيانا دون استكمال أعمالها. خوف دائم من جهتها، تقول خديجة علي ربة بيت، إنها تلجأ إلى الاستعانة بخادمة تعمل بنظام الساعات، نظرا لصعوبة الحصول على خادمة مقيمة، وترجع ذلك إلى الأسعار العالية التي تطلبها مكاتب جلب الخدم، وتضيف في هذا السياق: كوني ربة بيت فإنني لا أحتاج غالبا خادمة، لكن نظرا لبعض الظروف، فإنني أستعين بها، كأن أكون متعبة أو مريضة، وخاصة في حالة الوضع، هنا أكون مضطرة لجلب خادمة بنظام الساعة، وسبق وجربت الخادمة المقيمة، ولاحظت الفرق، فالمقيمة أريح، بحيث تدرك أن هذا عملها وأنه يجب استكماله، وتعرف أنها مراقبة، وهذا الحديث ربما ينحصر على ربات البيوت لأنها تراقب عن كتب أعمالها، أما بالنسبة للموظفات فالأمر مختلف تماما، وتشير خديجة أنه لجأت إلى خادمة «بار تايم»، لكنها تظل خائفة من تواجدها في البيت، وفي هذا السياق تضيف: رغم أنني تأكدي من طيبتها وجديتها، إلا أنني كنت دائما خائفة، وأعمل على إقفال غرفتي، فإذا لا قدر الله سرقت أي شيء، فإنه لا يمكنني تقديم أي شكوى، أما اليوم فأولادي كبروا ولم أعد مستعدة لجلب أي خادمة «فهن متعبات أكثر من أي راحة». صعوبة بينما تتحدث سوسن صاحبة مطعم عن تجربتها مع الخادمات غير النظاميات وتقول: لجلب خادمة يجب أن ألجأ لمؤسسة استقدام العمالة، وأدفع لها مبلغا ماليا مقابل خدمتها، حسب جنسية الخادمة، وعندما تأتي هذه الخادمة، فإنك تتعامل مع عنصر ونفس بشرية، وهنا تكن القضية، فهذه النفس الله وحده من يعلم بخفاياها، بحيث تفحص الخادمة بمجرد قدومها للبلد لتأكيد خلوها من الأمراض المعدية من عدمه، في حين لا يمكن فحصها من حيث سلوكياتها وما تعاني منه من ترسبات ومشاكل نفسية واجتماعية تنعكس على البيت والأسرة، وتظهر فيما بعد في تصرفاتها مع الأطفال في البيت. تتابع سوسن، بالإضافة إلى ذلك، يجب أن نجدد لها إقامتها كل سنة، مع دفع ضمان يعادل راتب الخادمة في السنة، وهذا أمر أعتبره منهك جدا، خاصة إذا أخذنا في عين الاعتبار أنك قد تدفع كل هذه الأموال، وفي النهاية قد لا يعجبك عملها، أو قد تكون بها عيوب كثيرة تظهر بعد شهرين، وتشير سوسن أن بعض الخادمات اللواتي يتم جلبهن عن طريق المكاتب، يعملن في البداية بطريقة جيدة، ويحاولن أن تكون الأحسن، وتهتم بشؤون البيت، وبعد ذلك تبدأ بالبحث عن الثغرات، و»تتسيب» خصوصا إذا درست طباع أهل البيت، وقرأت كل الفراغات، وتضيف سوسن أن هذه الأسباب مجتمعة وبعد تعبها في استقدام الخادمات الرسميات أصبحت تبحث عن مساعدة عاملات منازل بطريقة غير نظامية. وفي هذا السياق تقول: ليست هناك طريقة واحدة لجلب مساعدة منزلية «بار تايم» فمرات نلجأ لصديقات منتظمات في العمل مع أحد المساعدات، وأذكر مرة أنني طلبت من عاملة في مكتب لجلب اليد العاملة أن تدلني على سيدة تعمل عندي بالساعة، وبالفعل جاءتني بعاملة من بني ياس، ولأنني كنت مضطرة فإنني كنت أدفع لها كل يوم مصاريف التاكسي ذهابا وإيابا، وعملت عندي مدة معينة، وفي يوم غابت ولم تعد، اتصلت بها كثيرا، لكنها لم ترد على، وحين ذهبت لصديقتها قالت أن كفيلتها كانت في سفر وعادت قبل الوقت المتفق عليه، لهذا فهي ملزمة للعمل عندها وعدم مغادرة بيتها، واتضح لي من خلال هذا الحادث أنها كانت تخرج من البيت في غياب صاحبته، وهذا يشكل خطرا كبيرا على حياتي وأولادي، وتشير سوسن أن هناك قصص كثيرة مرتبطة بالموضوع، كون الخادمات «بار تايم» لا ينجزن العمل في الوقت المحدد، وغالبا ما يظل هناك أعمال لليوم الموالي، وتشير أنهن يطلبن 25 درهما للساعة الواحدة، وهذا الوقت قد تقضيه في تنظيف مكان واحد. سلف وهروب كثير من الناس يرغب في تأمين جو إنساني تعمل في إطاره المساعدة في البيت سواء بطريقة نظامية أو غيرها، لهذا يصرفن لها يوم إجازة، ويسمحن لها بملاقاة صديقاتها، واستعمال الهاتف النقال والتحدث مع غيرها، إيمانا منهم أنها بشر ولا بد من مساحات إنسانية وترفيهية في حياتها، ولكن هناك من تستغل هذه الإنسانية، وتفتح المجال للتسيب وخلق بعض الأكاذيب، وهذا ما ذهبت إليه بعض السيدات. مهرة جمعان لجأت لمرة واحدة لاستقدام خادمة «البارت تايم» وأحجمت عن ذلك، تقول عن تجربتها: كانت تجربتي الأولى رغم معارضة أهلي، وتخويفهم لي من الموضوع لما يحمله من مشاكل ومع ذلك سمحت لنفسي بجلب خادمة للبيت، كون زوجي لا يرضى بخادمة تنام في البيت، بحجة أننا متزوجين حديثا وليست هناك ضرورة لجلب من يساعدنا، وحثني على الأخذ بمقولة «اخدم نفسك بنفسك». وتضيف مهرة: لهذا قررت الاستعانة بعاملة بنظام الساعات، وكنت متساهلة معها كثيرا، في البداية فرحت بعملها، ووضعت فيها ثقتي، واعتمدها كخادمة رسمية وأيقنت بمؤهلاتها، ومع مرور الوقت طلبت مني مبلغ معين، حيث قالت إن والدتها على فراش الموت، وهي لا تنوي السفر إليها، ولكن تريد مبلغا ماليا يساعدها على مصاريف المستشفى، أعطيتها المبلغ وغابت إلى اليوم، من حينها لم أكرر ذلك، وأصبحت أستعين بخدم أهلي. نصب وعدم الاستقرار إذا كنت متواجدة في البيت وأوجهها، فإنها تعمل بشكل جيد، أما إذا لم أكن متواجدة وأعمل معها يدا بيد فإنها تتكاسل وتغش، ولا تقدم عملها بالطريقة التي أرغب فيها، هذا ما تؤكد عليه سميرة (موظفة) وتقول: غالبيتهن لا يعملن بضمير، ولا يحترمن الوقت، فمثلا جئت بواحدة كان عملها يعجبني، وعلمتها كل تفاصيل العمل، وفي يوم اتصلت بي خارج ساعات عملها وكانت تبكي بحرقة سألتها أنا وزوجي عن السبب، فقالت أن والدها مريض وتريد مبلغا ماليا ستعمل مقابله في البيت، أعطيناها المبلغ، وجاءت في الموعد المحدد، وكنت أعطيها 25 درهما للساعة، وغالبا ما تعمل عندي ثلاث ساعات في كل يوم، بالإضافة إلى أجرة التاكسي، وتشير سميرة أن الخادمة أظهرت حسن نيتها وظلت تعمل بنفس الوتيرة ونفس الجدية، إلى يوم قالت لها ابدئي في استقطاع المبلغ، ردت عليها سميرة وقالت بعد أن يخف والدك سأفعل ذلك، إلى ذلك تضيف سميرة: وبعد أيام بدأت أنقص مثلا 50 درهما من كل يوم عمل لأجرب وفاءها، بعد ذلك بدأت التبريرات وغابت، وفي يوم ردت على مكالمتي وباتت تتحجج إلى أن يأست من قدومها. وتشير سميرة إلى نقطة أخرى، وهي عدم الاستقرار الذي يعاني منه كل من يأتي بخادمة بنظام الساعات، وتضيف أنها تعاني من عدم الثقة وعدم الاستقرار وعدم الانتظام في الوقت إلى ذلك تضيف: بصراحة مشاكلهم دائمة، أولا عدم الاستقرار، بحيث قد تعتمد على خادمة تتعلم كل ما تريد، وفي يوم تغادر لغيرك في وقت الشدة، ثانيا عدم الاستقرار الذي يشعر به صاحب البيت، بحيث تعمل عندك اليوم واحدة وغدا قد تستقبل أخرى، ولا أخفي أنني دائما أعاني من الخوف من السرقة، لهذا أقف بجانبها دائما إلى أن تنهي عملها، وتشير سميرة أنها اضطرت يوما لمغادرة البيت وتركت الخادمة بنظام الساعة به، وطلبت منها إنهاء العمل ومغادرة البيت عند الساعة التاسعة ليلا، وأعطتها أجرتها بالإضافة إلى 20 درهما أجرة المواصلات، لتفاجأ أنها غادرت قبل الموعد المحدد ولم تنه عملها، لكل هذه الأسباب فإن سميرة وغيرها من النساء أعربن عن استيائهن من جلب هذه العمالة، وأغلبهن استعضن عنهن إما بخدمة أنفسهن بأنفسن، أو بجلب خادمة بطريقة قانونية عن طريق مكاتب جلب العمالة المتواجدة في البلد، رغم الصعوبات التي يواجهنها في ذلك. تراجع الحالات عن تشغيل العمالة بنظام الساعات وما يترتب عليه من مشاكل، يقول سليم جمعان مبارك (مدير مؤسسة لجلب العمالة) إن تشغيل المساعدات في البيوت بطرق غير قانونية تراجع نسبيا، ولم تعد هناك فئة من الناس تخاطر بيوتها وأسرها، بحيث تتسبب الخادمات بنظام الساعات في عدة مشاكل لا يمكن حصرها، منها السرقة وعدم الأمان، عدم الاستقرار، وعدم القيام بالواجبات المنزلية كما يفترض، التراخي في العمل، وهذه كلها أسباب جعلت الناس تتراجع عن استخدام مساعدات البيوت بطريقة نظام الساعات، ويضيف جمعان أن مشكلة الهروب باتت ملتصقة ببعض الجنسيات، وهؤلاء غالبا ما يتم التغرير بهن، بحيث يصادفن غيرهن من جنسياتهن ينصحنهن بالعمل في بعض المحلات أو عن طريق نظام الساعات مقابل مبالغ مهمة، لكن الواقع يفند الحقيقة، فعندما تهرب تجرب الخوف والجوع، بحيث يجب أن تدفع للإيجار وتدفع لأكلها وشربها وملابسها، وهذا في المقابل كله مكلف، وهكذا تأتينا بعض الحالات للمكتب بعد 4 أشهر من الهرب، بحيث يتعبن في الشوارع ومن خدمة البيوت. ويشير جمعان أن سبب هروب الخادمات قد يكون سببه الكفيل، ويقول في هذا الصدد من خلال تجربته في هذا الميدان: تأتينا حالات لا يدفع لها مدة 7 أشهر، وهناك حالات أخرى تدفع من راتبها لمستلزماتها اليومية، وهذا ينهك مقدرة الخادمة ماديا، وفي المقابل هناك تسيب لبعض الخادمات خاصة بالنسبة لمن يتمتعن بهامش من الحرية، فهناك من يقول أن حق الخادمة في يوم عطلة، وهنا أعارض بشدة وأقول أين ستذهب هذه السيدة أو الفتاة، قد تتعرف على أناس جدد يغررن بها، قد تنقل أمراض، كما أن هامش الحرية التي تتمتع بها الخادمات والسماح لهن بالدخول والخروج وقت شاءت، فإن هذا يضر بالأسرة، ويفتح المجال لمساعدة بعضهن على الهرب، وهذا ما جعلهن يطلبن العمل عند أناس آخرين مقابل 25 درهما للساعة، وهذا تراه في البداية مجديا، لكن سرعان ما يتأكد لها غير ذلك. ويشير جمعان أن تشغيل هذه الفئة تعتبر مخالفة يعاقب عليها القانون ويصفها بالتعدي على حقوق الغير.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©