قمة «الفرسان» والجزيرة تشعل الصراع في المدرجات

القاهرة (الاتحاد) قد يعتقد البعض أن السوبر الإماراتي في القاهرة شأن كروي إماراتي فقط، خصوصاً من الناحية الجماهيرية، لكن شواهد الواقع تؤكد عكس ذلك، حيث دخلت الجماهير المصرية في صلب المنافسة بحماس منقطع النظير، لا سيما أن الجمهور المصري انقسم إلى جبهتين كعادته واحدة تابعة للأهلي، وأخرى منافسة تابعة للزمالك، ورغم أن قطبي الكرة المصرية واقعياً ليسا من طرفي اللقاء، فإن حضورهما في الأيام القليلة الماضية كان قوياً للغاية، وأصبح السوبر الإماراتي قمة مصرية جديدة لكن من نوع مختلف، فالمباراة هذه المرة خارج المستطيل الأخضر وحدودها مدرجات ملعب الدفاع الجوي فقط، وأخذ كل طرف من جماهير القطبين تشجيع أحد طرفي السوبر، وتم إعلان ذلك رسمياً بمساندة إدارة الأهلي المصري وجماهيره لنظيره الإماراتي، وعلى الجهة الأخرى أعلنت إدارة الزمالك مساندتها رسمياً للجزيرة ودعوتها الجماهير البيضاء للوقوف خلف فخر أبوظبي. وشهدت الأيام الماضية تحركات رسمية من جانب قطبي الكرة المصرية، كل في اتجاه حليفه، وبحث كل طرف عن طريقة مناسبة لتشجيع توأمه، ففتح الأهلي منفذاً لبيع التذاكر لعشاق فرسان دبي، وأعلن الزمالك عن الخطوة نفسها. وتشتد الإثارة باقتراب الحدث، حيث يقابل الأهلي خطوات الزمالك بمساندة الجزيرة بخطوة مشابهة لمساندة الفرسان، وكذلك الأمر، ترد القبيلة البيضاء بخطوة مشابهة على أي قرار للإدارة الحمراء في هذا الشأن. وأصبحت جماهير الكرة المصرية في اشتياق إلى اللقاء كونه سيكون لقاء بين القطبين بنكهة مختلفة، حيث يعول عشاق القطبين كثيراً على لقاء السوبر الإماراتي لتعويضهم الحرمان من حضور المباريات، وتحديداً لقاء القطبين من المدرجات منذ ما يقرب من 6 سنوات. من جانبه، وصف محمود طاهر رئيس مجلس إدارة الأهلي المصري، استضافة العاصمة المصرية القاهرة لمباراة السوبر بين الأهلي والجزيرة، بالحدث التاريخي، وقال في تصريحات خاصة لـ«الاتحاد»: «من المؤكد أن استضافة السوبر الإماراتي على أرض مصرية يأتي تأكيداً للعلاقات الوطيدة بين الشعبين والحكومتين على حد سواء»، مشيراً إلى أن الإمارات ومصر وطن واحد يجمعهما الحب والإخاء منذ المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان. ورحب رئيس نادي القرن الأفريقي ببعثتي الفريقين، مؤكداً أن الأهلي سيقدم كل الدعم من أجل نجاح هذا الحدث المميز. وأضاف: «أعتقد أن نجاح إقامة السوبر المصري بين قطبي الكرة الأهلي والزمالك في الإمارات والأصداء التي أعقبت المباراة، كانت البادرة الأولى لتكرار هذه التجربة التي حققت نجاحاً منقطع النظير»، معرباً عن ثقته بتكرار المشهد الذي حدث على ملعب هزاع بن زايد بنادي العين. وشدد على أن إقامة السوبر الإماراتي في القاهرة تعد أيضاً رسالة للعالم أجمع بأن مصر بلد الأمن والأمان، وأنها قادرة على استضافة أي حدث سواء كان رياضياً أو غير ذلك.?? وأكد أن إقامة المباراة خارج حدود الإمارات أمر من شأنه أن يصب في صالح كرة الإمارات، لا سيما أنه سيزيد من معرفة الجماهير المصرية بها، من خلال التعرف من قرب إلى عدد من النجوم الموجودين بين صفوف بطلي الدوري والكأس. كما أكد أن مثل هذه الفعالية سوف تفتح مزيداً من آفاق التعاون بين الأندية المصرية والإماراتية، من خلال تبادل الخبرات في المجالات كافة، وأيضاً تبادل اللاعبين الأمر الذي سيمنح البطولات في البلدين قيمة إضافية. ونوه بأن ناديه يرتبط بعلاقة طيبة بجميع أندية الإمارات على رأسها الأهلي، حيث يربط الناديين اتفاقية توأمة منذ الموسم الماضي. وأشار إلى أن ناديه سوف يقدم كل الدعم المطلوب إلى فرسان الإمارات، مؤكداً أن أبواب النادي مفتوحة على مصراعيها في أي وقت سواء للتدريبات أو لأي شيء آخر. وطالب جماهير ناديه بمناشدة الأهلي بقوة، مؤكداً أن ناديه خلف توأمه الإماراتي بكل الإمكانات، وأعرب عن ثقته التامة بخروج الحدث بالشكل الذي يليق بسمعة ومكانة البلدين الكبيرين. ووجه طاهر الشكر إلى المسؤولين عن الكرة الإماراتية وشركة بريزنتيشن على خروج هذه الاتفاقية إلى النور، مؤكداً أنها سوف تكون بداية لأفاق تعاون رياضية متنوعة بين البلدين الكبيرين?. وتابع: «من دون شك إن تفضيل القاهرة على كل من لندن وميونيخ لاستضافة هذه المباراة، يعد خير تأكيد لمكانة مصر في قلب كل إماراتي سواء على مستوى القيادة أو الشعب». وأشار إلى أن الإمارات لها مكانة خاصة في نفس كل مصري، حيث إن مواقفها لا تنسى على الإطلاق، ودائماً ما تكون خير عون لمصر وللمصريين. وتوقع رئيس الأهلي المصري أن تخرج المباراة في صورة كرنفال رياضي إماراتي على أرض مصرية، مشيراً إلى أن الحضور الجماهيري سوف يعطي اللقاء مزيداً من الندية والإثارة داخل المستطيل الأخضر.