مرحلة المراهقة (3)

أشرنا في العدد الماضي إلى بعض الفروقات بين الأولاد والبنات واليوم نكمل حديثنا عنها ونضيف معلومات أخرى تهم الآباء والأمهات من خلال ما يشير إليه العلماء حيث يذكرون أن البنين أقوى جسدياً بشكل نسبي من البنات من حيث نمو العضلات، أما عند البنات فتتراكم الدهون في أماكن معينة في الجسد، ويزداد النشاط العضلي عندهن حتى سن 16، وعند البنين تعمل القوة العضلية أقصاها في سن 15 سنة وتأخذ بالزيادة إلى سن 18 سنة. وينمو عند الفتاة بشكل واضح عظام الحوض تمهيداً لوظيفة الحمل والولادة، أما عند الفتى يتضح اتساع الكتفين أكثر وهذا تمهيداً لعمله الشاق الذي يحتاج للقوة الجسدية. وهناك أربعة أشكال عامة للمراهقة كما بينتها دراسة الدكتور (صموئيل مغاريوس) في مصر وهي كما يلي: (1) المراهقة المتكيفة: وهي التي تميل للهدوء النسبي والاتزان الانفعالي، حيث تكون العلاقة بالآخرين جيدة، وليس هناك تمرد على الوالدين ولا على المدرسين. حياة المراهق ثرية وغنية بمجالات الخبرة والاهتمام بالمجالات العملية الواسعة التي يحقق من خلالها ذاته. متوفق في دراسته، وأحلام اليقظة غير مبالغ فيها ولا تحمل السلبية في الغالب. (2) المراهقة الانسحابية المنطوية: تتسم بالانطوائية والكآبة والعزلة والشعور بالنقص، حيث تنطوي نشاطات المراهق على النشاطات الذاتية مثل القراءة وكتابة المذكرات حول انفعالاته ونقد للصورة والوضع المحيطة به. مشغول بذاته ومشكلاته ونقد النظم الاجتماعية والثورة على تربية الوالدين. تشغله بكثرة الهواجس وأحلام اليقظة التي تتمحور حول حرمانه من اللبس الذي يرغب به أو الأكل الذي يشتهيه والجنس والمركز المرموق. وهو يسرف في الاستنماء للتخلص مما يشعر به من ضيق وكبت وذلك نتيجة لعدم تفريغ طاقته في مجالات عملية خارج نفسه كالرياضة أو النشاط الاجتماعي. (3) المراهقة العدوانية المتمردة: تتسم بالتمرد والعدوان الموجه ضد الأسرة والمدرسة وأشكال السلطة وبالمحاولات الانتقامية، ومحاولات التشبه بالرجال والأساليب الاحتيالية في تنفيذ الرغبات. وهناك احتمالية التدخين وتصنع الوقار في الكلام والمشي والجلوس، واختراع قصص المغامرات والبطولات، والهروب من المدرسة، والمحاولات الجريئة مع الجنس الآخر. ويتلازم مع ذلك شعور المراهق بالظلم لعدم تقدير مواهبة وقدراته ممن يحيطون به. (4) المراهقة المنحرفة: تأخذ صور الانحلال الخلقي التام أو الانهيار النفسي التام. عزيزي القارئ هناك عوامل كثيرة ساعدت في تشكيل الأشكال الثلاثة الأخيرة وإن شاء الله سيتم طرحها بإسهاب في العدد القادم. dralazazi@yahoo.com