الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الولايات المتحدة تتوسع في إنتاج الوقود الحيوي

الولايات المتحدة تتوسع في إنتاج الوقود الحيوي
16 مايو 2014 22:11
ترجمة: حسونة الطيب تعتبر الذرة أفضل مصدر لإنتاج الإيثانول حتى الآن، إلا أن مجموعة من مزارعي البنجر الأميركيين الذين سئموا كثرة القوانين التنظيمية في قطاع السكر، اتجهت نحو زراعة بنجر الطاقة لاستغلاله في إنتاج الإيثانول. وبتحويل السكر من ما يطلق عليه بنجر الطاقة أي البنجر غير الغذائي، إلى إيثانول من النوع التجاري وإلى منتجات عضوية كيماوية، يسعى هؤلاء المزارعين، إلى الاستحواذ على حصة كبيرة من السوق الأميركية الحالية للإيثانول المستخرج من الذرة. ودأب الناس على زراعة أنواع مختلفة من البنجر في أجزاء من مناطق الغرب الأوسط وكاليفورنيا، بغرض عمل التحلية في وجباتهم الغذائية. لكن ومع ذلك، يتحمس رواد الأعمال والمزارعون على حد سواء في ولايات عديدة مثل، كاليفورنيا وفلوريدا وجورجيا ومينيسوتا وكنتاكي وغيرها، لفكرة زراعة هذا المحصول بهدف إنتاج الطاقة فقط. ولم يعق تخصيص حكومات الولايات للأراضي لزراعة البنجر لإنتاج السكر فحسب، زراعة بنجر الطاقة الذي يتميز بالجودة الصناعية. وبعبارة أخرى، فإن إنتاجه بغرض تحويله إلى طاقة حيوية، مقصوراً على المساحات المتوفرة وعلى درجة تحمل سوق الإيثانول الأميركية البالغ قوامها نحو 14 مليار جالون سنوياً. وعلى ضوء ذلك، يستمر العمل في مزارع البنجر التجريبية في كل من داكوتا الشمالية وجورجيا وكنتاكي وكاليفورنيا، مع أنه وحتى الآن لم تقم أي جهة بتسويق قطرة واحدة من هذا المنتج في أميركا. استخدامات الطاقة وفي كاليفورنيا التي تعمل في زراعة البنجر لأكثر من قرن، نبعت فكرة زراعته لاستخدامات الطاقة، نتيجة لإغلاق مصنع محلي تابع لشركة سبريكلز للسكر في 2008. ونجم عن هذا الإغلاق، فقدان المنطقة لجزء كبير من الأراضي التي خصصتها وزارة الزراعة لإنتاج بنجر السكر. ويقول جيم تيشر، مدير مشروع ميندوتا للطاقة الحيوية :«قامت شركة سبريكلز بإغلاق مصنع ميندوتا بعد 63 عاماً من العمل، ليتم بذلك تسريح نحو 200 عامل وفقدان 18 ألف فدان لزراعتها بمحاصيل أخرى غير البنجر». وقرر مزارعو البنجر السابقين التحايل على قانون التخصيص، من خلال إنتاج البنجر لتحويله إلى إيثانول بدلاً من سكر الطعام، ما أسفر عن تكوين شركة ميندوتا. وأعلن تيشر، عن الخطوة التالية بإنشاء مرفق لإنتاج مليون جالون من الإيثانول ليدخل خط الإنتاج في الفترة بين سبتمبر المقبل إلى منتصف 2015. كما تخطط شركة سبريكلز للدخول في المرحلة التجارية، عبر استخدام مرفق للتكرير بسعة إنتاجية تصل إلى 15 مليون جالون. ومن المتوقع إنتاج الشركة لثلاثة مواسم حصاد خلال سنتين فقط، مع دورة زراعية تتضمن محاصيل أخرى مثل الطماطم والقطن والبرسيم، التي تساعد في تخصيب التربة ومن ثم في الحصول على منتج بنجر عالي الجودة، يتمخض عنه إنتاج وقود حيوي يصل إلى 40 مليون جالون سنوياً. وتتوقع الشركة إنتاج بنجر كاليفورنيا لنحو 1200 جالون إيثانول للفدان الواحد، أي ما يقارب ضعف الكمية من محصول الذرة. ويمضي كذلك رواد الأعمال في داكوتا الشمالية، قدماً بخططهم التشغيلية الرامية لإنتاج الإيثانول. وذكر المهندس الزراعي بلين شاتز، مدير مركز البحوث التابع لجامعة داكوتا الشمالية في كاريجتون، أن مجموعة جرين فيشن تعمل في الوقت الحالي على تقييم إمكانية زراعة بنجر الطاقة في مناطق لم يسبق فيها زراعة بنجر السكر. وتميز حصاد البنجر المقاوم للمبيدات بوفرة فاقت التوقعات، ما حدا بالمجموعة التفكير بزراعته على نطاق تجاري في داكوتا الشمالية بنهاية الموسم الزراعي 2016. اقتصاديات الزراعة ويرى البعض أن زراعة البنجر أفضل من الناحية الاقتصادية في داكوتا الشمالية عنها في كاليفورنيا، لما تتميز به الأولى من طول أيام النهار في الصيف وبرودة الليل. ويقول ديفيد ريبلينجر، الخبير الاقتصادي في جامعة داكوتا الشمالية في فارجو :«يتعرض البنجر للتجمد عند تركه في الخارج أثناء موسم الشتاء، ما يوفر مرفق تخزين مجاني حيث يظل مجمدا حتى يحين وقت تصنيعه». ويتوقع مينارد هيلجاس مدير جرين فيشن، تحقيق المزارعين في داكوتا لإنتاج يصل إلى 35 طنا للفدان الواحد بحلول العام 2016، التي تنتج بدورها ألف جالون من الإيثانول للفدان. ويقتصر هدف جرين فيشن، على زراعة نحو 390 ألف فدان من بنجر الطاقة لتشغيل 13 مرفقا للمعالجة في المناطق المجاورة. ومن المنتظر إنتاج كل مرفق من هذه المرافق لنحو 20 مليون جالون من الإيثانول. ويقول هيلجاس موضحاً طريقة المعالجة :«نقوم بتقطيع ثمرة البنجر لأجزاء صغيرة، ومن ثم ننزع منها العصير لتنقيته بعد ذلك وإرساله إلى عملية التخمير قبل تقطيره وتبريده حتى يبلغ مرحلة الإيثانول». وتعكف منطقة الجنوب الشرقي على دراسة إمكانية الدخول في هذا المجال أيضاً، لكن كمحصول شتوي بالتبادل في دورة زراعية صيفية مع الذرة والفول السوداني. وتخلف هذه المحاصيل النيتروجين في التربة بعد حصادها لتوفر مخصبات للبنجر في موسمه المقبل. ويتسم إيثانول بنجر الطاقة بمميزات أخرى، حيث يضيف بلين شاتز :«يتطلب إنتاج جالون واحد من إيثانول الذرة، استهلاك 2,5 جالون من الماء، بينما لا تزيد الكمية عن جالون واحد فقط لإنتاج جالون إيثانول من البنجر، وذلك نظراً لاحتواء ثمرة بنجر الطاقة على 70% من الماء». وبما أن الذرة تتطلب وجود نشا لعمل الساق، ينبغي على المعالجين الصناعيين تحويل هذا النشا أولاً إلى سكر قبل تخميره ومن ثم تحويله إلى إيثانول، أما في حالة بنجر الطاقة الذي يحتوي على 19% من السكر، يمكن تخمير عصيره بسهولة إلى إيثانول دون الحاجة إلى إضافة إنزيمات محفزة. ويتم تصنيف بنجر الطاقة كوقود حيوي متطور تقل انبعاثاته الكربونية بنحو 50% عن الذرة، ما يبشر بإمكانية استحواذه على قدر كبير من سوق الإيثانول في العالم. وتسعى الولايات المتحدة الأميركية لإنتاج 13,8 مليار جالون من الإيثانول خلال العام الحالي، تتضمن مئات من الملايين فقط من البنجر. لكن تختلف الصورة على المستوى العالمي. ورغم أن أميركا لم تقم بإنتاج الإيثانول من بنجر الطاقة على نطاق تجاري حتى الآن، يعتبر المحصول من ضمن مزيج الطاقة الحيوية الرئيسي في أوروبا، حيث تتصدر ألمانيا واليونان وبلجيكا وفرنسا، قائمة الدول المنتجة. وتشير بعض التقديرات، إلى بلوغ إنتاج دول الاتحاد الأوروبي من الإيثانول العضوي، نحو 50 مليون هيكتولتر «يساوي 10 لترات مربعة» بحلول 2020، أو ما يساوي تقريباً ربع طلب القارة. وفي غضون ذلك، تخطط شركة بنجر السكر آر أس أيه الجنوب أفريقية بالتعاون مع الحكومة، إلى إنشاء مصنع لبنجر الطاقة بتكلفة قدرها 285 مليون دولار، بسعة إنتاجية مبدئية تصل إلى 90 مليون لتر سنوياً. نقلاً عن: رينيوابل إنيرجي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©