الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مليشيات حزب الله خلايا سرطانية «4 - 4»

10 سبتمبر 2016 20:51
تحدثنا في المقالات السابقة عن الآثار الكارثية لتدخل حزب الله «الإرهابي» في اليمن وسوريا والعراق، واليوم في الجزء الرابع من حديثنا نصل إلى «قلب مفاعل الشر» في لبنان. ولكننا لن نتحدث عن آثاره الكارثية داخل لبنان، فأهل لبنان أدرى بشعابها، وأولى أن يعالجوا مشاكلهم مع ذلك الإرهاب الذي يرتهن البلد كله لمصلحة إيران منذ عقود وآثاره واضحة لكل من زار لبنان «من الدخول لمطار بيروت». لابد أن ننوه في البداية بأننا لسنا ضد الشعوب، فرسالتنا هي محبة وسلام. نحن نتحدث عن الساسة الذين لبسوا عباءة الدين ليخفوا تحتها أطماعهم، أعداء الإنسانية والحياة التي وهبها الله وكرم بها الإنسان، فالمليشيات الطائفية تابع لإيران وتنفذ استراتيجية مرتبطة بها في العراق وسوريا ولبنان واليمن، وتقوم بعمليات قتل جماعي وتفجيرات تستهدف تجمعات سكنية أو مدنية مثل الأسواق والأحياء السكنية المدنية في مناطق ذات أغلبية سُنية بهدف الانتقام أو التصفية الطائفية، وهناك تقديرات مختلفة تشير إلى أن قرابة 50 من الميليشيات الطائفية التي تقوم بالتجنيد والقتال في العراق، ومن بينهم كتائب حزب الله العراقية، وهي مليشيات تتبع منهجاً وأفكار حزب الله اللبناني، وكل هذه الجماعات مجتمعة تقوم بعمليات التجنيد التي نشطت بموجب فتوى المرجع الشيعي العراقي السيستاني، والتي أسبغ عليها صفة «الجهاد»، لتشكل منهم جيشاً وقوة موازية للجيش والشرطة، والتي تظهر تلك الأخيرة إلى جانب تلك المليشيات من غير حول ولا قوة ولا نفوذ. ويمكن حصر قرابة 24 من هذه الميليشيات الإيرانية الطائفية التي تحارب في سوريا، ومنها حزب الله اللبناني والعراقي، وتكمن قوته الأساسية بارتباطه الجغرافي مع قياداته ومعسكراته في لبنان، ما يؤمن سرعة وصول الدعم البشري والأسلحة لمقاتليه في سوريا. وفي اليمن، حيث يوجد الحوثيون، وهي ميليشيات طائفية شيعية تنتمي إلى الزيدية، تقوم على ولاية الإمام وتتبع الطريقة الاثني عشرية على غرار النموذج الإيراني، وهم يسيرون على خطى حزب الله اللبناني، وهي تتلقى الدعم الكامل من إيران والتدريب على يد مقاتلين من حزب الله. فهم يحاولون جاهدين لخلق طوق حول المملكة العربية السعودية، وهي يقظة وواعية لكل أهدافهم التوسعية «ومعها دول الخليج مجتمعة»، وتتعامل معها بقوة وحكمة وصبر ودهاء، فهم يسعون لتمهيد الطريق عبر العراق إلى سوريا ليمر عبر المحافظات السُنية في وسط وشمال العراق عبر ديالى وصلاح الدين والرمادي والموصل، ليكتمل الطوق وصولاً إلى لبنان. ولهذا نرى ومنذ غزو العراق عمليات القتل والإبادة والتهجير القسري والقهري لسكان تلك المحافظات والمدن، ولتغيير ديموغرافيتها السكانية وإحكام السيطرة عليها لضمان سلامة هذا الممر الاستراتيجي المهم لخدمة أهدافها التوسعية. ولكنهم لا يقرؤون كتب التاريخ، فالعراق كان مقبرة لهم ولكل أطماعهم، ووقف شعبه العربي صخرة صماء تكسرت عليها طموحاتهم التوسعية، وكان آخرها قبل ثلاثة عقود. فمهما طال بهم الزمان لن يتسع لهم مكان بيننا. مؤيد رشيد - أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©