الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ترامب وكلينتون وورقة الجنرالات

17 أكتوبر 2016 09:44
أعلنت حملتا دونالد ترامب وحملة هيلاري كلينتون عن تأييد كبار ضباط الجيش المتقاعدين لكل منهما، على حدة، وأنهم يقولون إنهم يؤكدون صلاحية مرشحي هذه الحملة أو تلك لتولي منصب القائد الأعلى للقوات المسلحة. ولكن هذه التأييدات ليست فقط غير فعالة، بل إنها أيضاً تخاطر بالإضرار بالتوازن بين العلاقات السياسية- العسكرية في أميركا. وفي صباح يوم الثلاثاء الماضي، نشرت صحيفة «نيويورك تايمز» مقالاً جاء فيه أن 88 ضابطاً عسكرياً متقاعداً وقعوا خطاباً يدعو لدعم ترامب. وقد تم تعطيل الرابط الفعلي للرسالة، ولكن هذا لا يهم. فلم يسمع عنهم سوى عدد قليل من الناخبين، ربما باستثناء الفريق المتقاعد ويليام «جيري بويكين»، الذي عوقب لادلائه بتصريحات معادية للإسلام عندما كان في الخدمة، والذي شبه الحرب على التطرف الإسلاموي بمعركة المسيحية ضد الشيطان. ولأنها لا تريد أن يتفوق أحد عليها، قالت حملة كلينتون للمراسلين صباح يوم الثلاثاء إن المرشح لتولي منصب نائب الرئيس «تيم كين» سيدلي «بخطاب كبير عن الأمن الوطني» في ولاية كارولينا الشمالية بعد ظهر ذلك اليوم، وأشار متحدث إلى تأييد الجنرالين المتقاعدين «بوب سينيوالد» (القائد العام السابق للجيش) و«ديفيد مادوكس» (القائد العام سابقاً للجيش الأميركي في أوروبا). وفي الأسبوع الماضي أيضاً تفاخرت حملة كلينتون بتأييد نائب مساعد وزير الدفاع السابق «جيمس كلاد». ولا يبدو أن هذه التأييدات تؤثر على الناخبين العسكريين، الذين قد لا يوافقون على كلينتون وترامب على حد سواء. وقد أظهرت استطلاعات الرأي لأفراد الخدمة العسكرية الذين هم في الخدمة أن الجنود كانوا يفضلون ترامب على كلينتون بهامش 2 إلى 1 في وقت مبكر من الصيف، ولكن كلينتون تجاوزت هذه الفجوة بنحو عشر نقاط في شهر أغسطس بعد أن هاجم ترامب عائلة «جولد ستار» المسلمة التي تحدثت ضده. وفي استطلاع غير رسمي للرأي جاء كل من المرشحين في مركز بعد المرشح الليبرالي «جاري جونسون» عندما كان اسمه في الاستطلاع. ومع ذلك، لا يسع الحملتين سوى الانغماس في استعراض تأييد أكبر عدد ممكن من الضباط السابقين الذين تعثر عليهم. وقد تجسد أفظع الأمثلة في المؤتمرات الوطنية للحزبين الجمهوري والديمقراطي. فقد قاد فريق ترامب التشجيعي العسكري الفريق المتقاعد «مايك فلاين»، الذي قاد هتافات «امنعوها». أما أكبر وكيل عسكري لكلينتون فقد كان الجنرال المتقاعد «جون آلين» الذي وصفه ترامب فيما بعد بـ«الجنرال الفاشل» لأنه كان هو المسؤول عن تنسيق الحملة ضد تنظيم «داعش». وقد دعا رئيسان سابقان لهيئة الأركان المشتركة هما الجنرال المتقاعد مارتن ديمبسي والأدميرال المتقاعد مايك مولين زملاءهما السابقين للامتناع عن التحزب علانية، وعدم الإضرار بتوازن العلاقات المدنية- العسكرية. وأصدر أيضاً رئيس الأركان الحالي الجنرال جوزيف دانفورد تحذيراً مماثلًا للقوات التي لا تزال في الخدمة. ويدعو خبراء بارزون في هذه القضية كلتا الحملتين لإنهاء هذا التكتيك قبل أن يهتز الخط الفاصل بين الجيش والسياسة أكثر فأكثر. وفي هذا الإطار، قال «ماكوبين توماس أوينز»، وهو كولونيل متقاعد في احتياطي سلك مشاة البحرية: «إن الجيش ليس ورقة حزبية ولا يجوز استخدامه لهذا الغرض». وأضاف أن جون آلين ومايك فلاين «لم يتم تقديمهما في المؤتمرات باسم جون ومايك، بل كجنرالين». واستطرد «ولذا فإن الفكرة ما هي إلا استغلال لخبرتهما العسكرية. وأعتقد أن هذا مدمر للغاية لتوازن العلاقات المدنية- العسكرية». وقد كتب «أوينز» فصلًا عن العلاقات العسكرية المدنية في كتاب جديد بعنوان «المحاربون والمواطنون»، وقد تمت مراجعته من قبل الجنرال المتقاعد جيمس ماتيس ومسؤولة الأمن القومي السابقة في إدارة بوش «كوري شيك». وقالت «شيك» إن آلين وفلاين وغيرهما من الضباط المتقاعدين كانوا يستفيدون من حقيقة أن الدعم الشعبي للمسؤولين السياسيين المنتخبين قد تراجع في حين لا يزال الدعم الشعبي للجيش عالياً. ولكن من خلال تقديم الجنرالات المتقاعدين أنفسهم كممثلين عن الجيش، فإنهم يلحقون الضرر باستقلال نظرائهم الذين ما زالوا في الخدمة. وأضافت «إن هذا يجعل صعباً على من هم في الخدمة الفعلية أن يكونوا مقنعين لقيادتهم السياسية المنتخبة». والحقيقة أن انخراط كبار الشخصيات من العسكريين المتقاعدين في السياسة والحملة الرئاسية ليس جديداً أيضاً. فقد أدلى الجنرال دوجلاس ماك آرثر بالخطاب الرئيسي في المؤتمر الجمهوري عام 1952. وأيد الأدميرال المتقاعد «ويليام كرو» بيل كلينتون عام 1992، ودافع عنه في اتهامات بالتهرب من سداد شيكات. وفي عامي 2000 و2008، حشد كلا المرشحين ضباطاً سابقين، بعضهم تم تعيينه في وظائف مميزة في إدارة الجانب الفائز كمكافأة. ولكن في هذه الدورة الانتخابية، دخلت مناصرة الجنرالات والأدميرالات المتقاعدين للمرشحين آفاقاً جديدة. وينبغي تذكير الناخبين بأن الخبرة العسكرية أو الافتقار إليها قد لا يرتبطان بالضرورة بنجاح الرئيس في مجال الأمن القومي. * محلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©