الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

فارون يروون قصصاً مرعبة جراء المعارك في مصراتة

فارون يروون قصصاً مرعبة جراء المعارك في مصراتة
7 مايو 2011 00:04
بمزيج من الذهول والمشاعر المتضاربة، روى عمال أجانب فروا من مصراتة المحاصرة، ما شهدوه من فزغ ورعب جراء القصف المتواصل وتدافعهم المستميت للوصول إلى سفينة مساعدات كانت تستعد لمغادرة الميناء. يقول برنس املكواه (24 عاماً) وهو فني كهرباء نيجيري كان بين 827 عاملاً أجنبياً نزحوا من مصراته على متن السفينة التي رست في ميناء بنغازي أمس الأول، “لم أكن واثقاً إن كنت سأنجو أم لا”. وأضاف إنه لا يتذكر آخر مرة نام خلالها الليل بطوله. وقال “كنا نعلم أن قنبلة واحدة قد تقتلنا في أي وقت. ليس هناك مكان للاختباء. في كل مرة كان يتجدد فيها القصف كنا نجري ونأخذ ساترا وراء حاوية ونأمل ألا تصيبها قنبلة”. وقال شهود آخرين، إن موظفي المنظمة الدولية للهجرة الذين كانوا يعملون بمعسكر قرب الميناء خافوا من تعرضهم للقصف ورحلوا سريعاً عن المخيم أمس تاركين وراءهم عمالاً أجانب وليبيين بائسين. وقال أنس توير قائد الفريق الطبي على متن السفينة “كان الناس يقفزون إلى ظهر السفينة...هناك أسرة تمكن نصف عدد أفرادها من ركوب السفينة والنصف الآخر بقي على رصيف الميناء. وانتهى الأمر بأن نقلنا نحو 10 أشخاص لا يفترض أن يكونوا موجودين مع ركاب السفينة”. وأضاف أنه كان من المفترص أن يتم إجلاء 40 مريضاً من مستشفيين بمصراتة، لكنه تمكن من نقل 15 منهم فقط، فيما كان الباقون في طريقهم للميناء وقت إبحار السفينة. ولكل من ركاب السفينة قصة أيام قضاها على قليل من الطعام راجياً أن يبقيه على قيد الحياه. وقال النيجيري فريد أولا “فقدت الأمل تماماً. تصورت أننا لن نتمكن أبداً من مغادرة مصراتة...كنا ننتظر وصول السفينة منذ أيام”. وقال العمال الأجانب النازحون إن الخوف تحول إلى ذعر بعدما تسبب القصف من جانب قوات القذافي في مقتل طفلين صغيرين وامرأة واحدة على الأقل ركضت في الطريق الخطأ عندما بدأ سقوط القذائف. وقال املكواه “كان الجميع يحزم أمتعته لركوب السفينة عندما وقع القصف...جرى الجميع في كل مكان حتى سائق السيارة الليبي الذي جاء لينقلنا لاذ بالفرار”. وقال مأمون الدين (30 سنة)، وهو فني كهرباء من بنجلادش، إنه كان يحاول مغادرة مصراته منذ اقتحمت قوات القذافي مكان إقامته قبل أكثر من شهر وأخذت جهاز تلفزيون جديد وهواتف محمولة ونحو 500 دينار ليبي. وقال “أنا سعيد للغاية الآن، وهذا هو السبب في فرط انفعالي الآن...أمس كان مروعاً”. وتحدث ما يزيد على 300 ليبي نجحوا في ركوب السفينة، عن وضع مأساوي بمصراتة وهي واحدة من جيوب المقاومة في الغرب الليبي الواقع تحت سيطرة قوات القذافي. وقال علي عمر (70 عاماً) “لا يوجد حليب والحصول على الخبز يتطلب الوقوف في صف لمدة 3 أو 4 ساعات..تركت كل ما أملك”. وبدت المأساة التي تعيشها المدينة واضحة على وجه زوجته التي حاولت جذبه بعيداً، بينما كان يتحدث، قائلة “لا تتحدث إليها، سيقبضون (رجال القذافي) عليك”، وقال حكيم قدورة إنه اضطر لترك مصراتة بعدما سقطت قذيفة في غرفة المعيشة بمنزله، بينما كانت عائلته تختبئ في قبو المنزل”. وعلى الجانب الآخر من الحدود، حاولت عائلة الحبيب في الذهيبة التونسية، أن توفر لأسرة ليبية من 6 أشخاص، كل الظروف الملائمة لضيوفها الهاربين من حجيم النيران في منطقة الزنتان. ويتجمع على مائدة صغيرة وفي بيت متواضع بمنطقة الذهيبة نحو 10 أشخاص بينهم الليبيين الستة الذين استقبلتهم العائلة، ليتقاسموا طبقاً من المكرونة والخبز وقليل من الغلال والمياه. الحبيب صاحب البيت يعمل تاجراً ولا يكسب إلا قليلاً بعد توتر الأوضاع في ليبيا، لكن قلبه ظل مفتوحاً لاستضافة جيرانه الليبيين الذين طلبوا الاستغاثة. في هذا البيت المكون من غرفتين تقتسم النسوة غرفة بينما يحتشد الرجال في غرفة ثانية.
المصدر: تونس
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©