الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

موائد الرحمن.. تراحم وتآخ إنساني في الشهر الفضيل

موائد الرحمن.. تراحم وتآخ إنساني في الشهر الفضيل
8 يونيو 2018 01:39
خولة علي (دبي) تواصل أيادي الخير، العطاء في الشهر الفضيل، من خلال الكثير من خيام الإفطار التي ثبتت أوتادها عند المنازل والمساجد، والساحات الخارجية الواسعة، وجعلت منها مقصداً لكل صائم وعابر سبيل، يجد نفسه على مقربة من المكان، عند موعد الإفطار، وقد أصبحت هذه الأعمال الخيرية ووجبات إفطار الصائم من العادات الجميلة التي تتبناها الكثير من العوائل والأسر الإماراتية، التي تحرص أن تقيم موائد الرحمن للمحتاجين والفقراء، لتجمع تحتها مختلف الجنسيات والثقافات، في أجواء تعكس القيم الإسلامية بأسمى معانيها، معبرة عن روح التلاحم والعطاء الذي يدعو إليه الشهر الفضيل. عمل خير ثقافة وهناك الكثير من المحسنين الذين جندوا أنفسهم وأموالهم في سبيل نشر ثقافة العمل الخيري، لرفع المعاناة عن كاهل الكثير من المحتاجين والفقراء، عبر منصات خيرية للإفطار، تواجدت لتحتضنهم حول مائدة واحدة عامرة بمختلف الأصناف والأشكال من الطعام والشراب، لتعكس منظومة التراحم والتآخي الإنساني في الشهر الفضيل. ويشار إلى أن من دعا إلى إقامة موائد الرحمن، مؤسس الدولة الطولونية في مصر، أحمد بن طولون، حيث أعد وليمة كبرى للتجار والأعيان في أول أيام الشهر المبارك، وأمرهم بفتح منازلهم ومد موائدهم لإطعام الفقراء، كما أمر أن يعلق هذا القرار في كل مكان، وكانت هذه الوليمة بداية فكرة موائد الرحمن. ونجد الكثيرين في وقتنا الحالي يتنافسون لإقامة موائد الإفطار المنتشرة، عند المنازل والمساجد لتكون على مقربة من الصائمين. عادة إنسانية يقول إسماعيل آل رجب: موائد الرحمن هي عادة إنسانية نبيلة يتميز به الشهر الفضيل، وهي تعتبر من أسمى معاني الترابط الاجتماعي، التي ورثناها أباً عن جد، فلا أنسى مساعي الآباء قديماً في أحياء موائد الإفطار في رمضان للمحتاجين، وزرع هذه المعاني الإنسانية الرائعة فينا ونحن صغار. الأمر الذي جعلنا نتمسك بهذه القيم الاجتماعية المنبثقة من تعاليم الدين الحنيف الذي دائماً ما يحثنا فيه على العطاء. ويتابع آل رجب موضحاً: لقد حرصت قبيل رمضان أن أهيئ المساحة الخارجية من البيت، كمكان لإقامة موائد الرحمن، من خلال فرش المساحة الرملية، ووضع الساتر والحواجز الآمنة، وتوصيل الكهرباء، كل ذلك حتى أوفر بيئة مريحة للصائمين الذين يبحثون عن مكان يجدون فيه راحتهم بعد عناء يوم عمل طويل، وهو الأمر الذي حفزنا على أن نولي اهتماماً بالغاً بالفقراء والمحتاجين والمغتربين الذين يجدون في الإفطار الجماعي أنساً لهم، ومحطة تعيد لهم جزءاً من الأجواء الأسرية التي يفتقدونها في الغربة. 400 صائم وحول بدايته في عمل هذه الموائد يقول آل رجب: لقد بدأت في تشييد موائد الإفطار منذ ما يقارب تسع سنوات، ويستفيد منه قرابة 400 صائم، وذلك نظراً لمدى استيعاب المساحة المشتركة بيني وبين الجيران، فلا أرغب في تضيق المكان على الآخرين، ولكن وجدت أيضاً تعاون الجيران الذين يساهمون في بعض الأحيان بتزويد الصائمين ببعض الأطباق.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©