الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أبناء يعيشون تحت أقدام الآباء وآخرون تركوهم في الظلام

أبناء يعيشون تحت أقدام الآباء وآخرون تركوهم في الظلام
17 مايو 2014 01:21
أشرف جمعة (أبوظبي) قصص البر بالمسنين ورعايتهم تتردد هنا وهناك من قبل ذويهم لعلَّها تصل إلى قلوب هؤلاء الذين جحدوا فضل الكبار وأنكروا كل ما قدموه منذ فجر ولادتهم حتى صاروا رجالاً لهم مشروعاتهم وأعمالهم الخاصة وطموحاتهم الكبيرة، وفي ظل هذه الإشكالية الحياتية والدراما المستمرة في احتضان كبار السن أو إهمالهم يظل لوجود هؤلاء المسنين أهمية في الحياة لأنهم أصل كل خير للأبناء، فكيف ينظر العديد من الأبناء إلى آبائهم الذين مسهم الكبر؟ وكيف يتفانون في برهم ورعايتهم وإكرامهم؟ وكيف يتلقى هؤلاء الآباء معونة أبنائهم في هذا العمر؟. تقول مسؤولة إدارة الرعاية المنزلية لكبار السن في خورفكان ميثه مخلوف: في المرحلة التي يصل فيها المرء إلى سن يشعر فيها بالعجز عن الاعتماد على نفسه يحتاج لمن يقف إلى جانبه من الأبناء ويقدم له الرعاية الكاملة، بالإضافة إلى أن المؤسسات المعنية برعاية المسنين يقع عليها عبء كبير في توفير الموارد والإمكانات لهذه الفئة التي تنتظر رد العطاء. وتقول: الدار تقدم الخدمات الجوهرية لهذه الفئة، حيث توفر لهم أطباء يزورونهم يومين في الأسبوع، وندعوهم للمشاركة في بعض الاحتفالات التي تقام خصيصاً لهم، كما تفسح لهم المجال من أجل الحديث عن الماضي الذي يحبون التحدث عنه. هزاع المسعود لا يتذَّوق طعاماً ولا يأوي إلى فراش قبل أن يطعم ويطمئن على أبويه، ويظل قائماً بين أيديهما عند كل وجبة طعام حتى ينتهيا، ثم يتناول طعامه مع أبنائه وزوجته، ويوقل إنه لم يزل يذكر أن أباه الذي بلغ السبعين هو مصدر الثراء الذي يعيش فيه خاصة أنه أخذه مبكراً إلى عالم الأعمال، حتى أصبح يمتلك شركات عدة هو وإخوته. ويضيف: قررت منذ سنوات طويلة أن يكون مقام أبي وأمي معنا في البيت، وعارضت بشدة أن يعيشا منفردين في بيت العائلة الأول وأردت أن أبذل كل ما أستطيع، حتى أتمكن من برهما وإكرامهما مهما كلفني ذلك من مشقة ووقت في ظل أعمالي الكثيرة. ويرى أن أبويه هما مصدر البركة في بيته وأن السعادة تبلغ به مداها حين يطلبان منه أي شيء، فيسارع لتحقيقه من دون تفكير، ويؤكد أن أبناءه جميعاً يحتفون بجدهم وجدتهم ويجلسون إليهما كل يوم ويستمتعون بحكاياتهما الطريفة حول طبيعة الحياة في الماضي. معنى العطاء موزة المزروعي تعيش منذ سنوات تحت قدمي والدها المسن وزاد اهتمامها به بعد موت أمها منذ عامين، ورغم من أن مصدر دخلها ليس كبيراً، فإنها تسعى بكل ما تملك لرعاية أسرتها، وتلبية مطالب والدها، ومحاولة إسعاده ورسم البسمة على وجهه دائماً لأن والدها مريض ويحتاج دائماً إلى من يرفع معنوياته ويساعده على الحركة. وتلفت إلى أنها تستيقظ من النوم سريعاً وتذهب إليه في أي وقت فور سماعها نداءه فهو بلغ من العمر خمسة وثمانين عاماً ولا يستطيع القيام من دون أن يتكئ على أحد. وتشير إلى أنها وجدت جزاء برها بأبيها في الدنيا، حيث تعيش في حال من الرضا وانشراح الصدر وتطمح إلى أن تبذل أقصى ما في وسعها من أجل أن ترد له جزءاً بسيطاً مما قدَّمه لها على مدار حياتها فهي تعلَّمت العطاء منه. رد الجميل ويشعر فيصل الكبيسي البالغ من العمر 65 عاماً بأنه يعيش أجمل أيام حياته، حيث قرر البقاء في منزله الذي أنجب فيه أبناءه السبعة، ولم يذهب إلى أي من بيوتهم ليستكمل رحلة الحياة في هذه المرحلة من العمر، ويبين أنه عاش سنوات عمره في رعاية أولاده وتربيتهم على العادات والتقاليد الإماراتية الأصيلة، ولم يبخل عليهم، حتى أصبحوا جميعاً في وظائف ممتازة ويعيشون حياة طيبة، ويلفت إلى أنه منذ أن نيف على الخمسين وهو بعيد كل والبعد عن العمل ووزع ما يملك من مال وعقارات على أولاده بالتساوي، لكن أولاده دائماً عنده في البيت يسعون إليه سعياً طلباً لرضاه، ويعملون على راحته ويرجون أن يصيبهم من دعائه الصالح. ويشير إلى أن أبناءه جميعاً يحاولون أن يكرموه بشتى الطرق. العودة إلى طريق الصواب يعترف محمد الشناوي بأنه أهمل والده البالغ من العمر 72 عاماً فترة من الزمن، لكنه رجع إلى صوابه، وأعاد والده من إحدى دور المسنين، ووفر له كل الرعاية، ويذكر أنه من كثرة ما سمع عن جفاء الأبناء لآبائهم كبار السن، وما لحق بهم من عقاب في الدنيا والآخرة، فهو يخشى أن تصيبه نازلة من السماء، ويؤكد أنه طلب من أبيه أن يسامحه، فعفا عنه ودعا له كعادته، إذ إن هؤلاء الرجال الذين تعبوا وعاشوا من أجل أبنائهم لا يغضبون على فلذات أكبادهم، ودائماً يلتمسون لهم العذر، وقال إنه أعدّ لأبيه غرفة في بيته، وزودها بكل الوسائل، التي تساعده على الحركة، واستقدم خادمة خصيصاً له تقوم على مطالبه، أملاً بأن يصل والده إلى الرضا التام عنه.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©