الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

«أبل» تسعى إلى ترسيخ مكانتها في سوق الهواتف الذكية العالمي

«أبل» تسعى إلى ترسيخ مكانتها في سوق الهواتف الذكية العالمي
3 مايو 2013 22:02
بلغ سعر سهم أبل 200 دولار في أواخر يناير 2010 حين أطلق الرئيس التنفيذي السابق للشركة ستيف جوبز الكمبيوتر اللوحي آي باد. منذ ذاك تضاعف ذلك السعر تقريباً في أداء سبق جميع شركات التكنولوجيا الأميركية. غير أن تراجع سعر سهم أبل إلى أدنى من 400 دولار مؤخراً يشير إلى أن الشركة بدأت تفقد زخمها. حيث مضت فترة طويلة نسبياً لم تقدم فيها الشركة كعادتها مبتكراً مبهراً جديداً. ومنذ حملة المنتجات المكثفة التي أطلقتها أبل في الخريف الماضي والتي طورت فيها الشركة العديد من مبتكراتها وبلغ سعر سهمها ذروته متجاوزاً 700 دولار، شوهد تيم كوك رئيسها التنفيذي يقدم اعتذارات ويكاد لا يقدم أي جديد. وعقب إبداء أسفه عن إطلاق تطبيق خرائط أبل المعيب واعتذاره عن إخفاق خدمة العملاء في الصين، لا يزال ينبغي على كوك حالياً الاعتذار للمساهمين عن فقدان الشركة لنحو 300 مليار دولار من قيمتها السوقية بعد ذروتها البالغة 658.7 مليار دولار في شهر سبتمبر 2012. وإن كان قد أبدى تعاطفه مع المساهمين قائلاً إنه أيضاًَ لا يروق له ذلك. في ذلك الاجتماع صوتت أغلبية ساحقة من مساهمي أبل لصالح استمرار كوك كرئيس تنفيذي. غير أن محللين مثل وولتر بايسيك من بي تي إي جي للبحوث قال إن لم تقدم أبل منتجات جديدة تماماً أو لم تسرع من نمو عائداتها المتباطئ في غضون ستة أشهر، ربما يبدأ المستثمرون في الاستياء. وقال بايسيك: «ليس هناك عذر. إنه تغير محبط» تعليقاً على تباطؤ عائدات الشركة. ويعود هذا التباطؤ جزئياً إلى زخم إطلاق المنتجات عام 2012 والذي تعاظم في أواخر العام. وينبغي إذاً على أبل تقديم فئة جديدة من الأجهزة مثل جهاز تلفاز أو ساعة يد أو هاتف ذكي منخفض السعر - لكي تذكر المستثمرين بقدراتها الإبداعية. ولم تتحقق بعد التكهنات التي تتوقع أن تقدم أبل أجهزة جديدة بوتيرة أسرع هذا العام، الأمر الذي ترتب عليه تباطؤ نمو مبيعاتها وارتباك أسلوبها التسويقي. وقالت روضة الكسندر محللة أجهزة الكمبيوتر اللوحية في آي إتش إس إي سابلاي لبحوث السوق: «في عام 2012، ملأت أخبار أبل وسائل الإعلام لمعظم السنة، وأطلقت الشركة الجديد من المنتجات، وليس من الحكمة من حيث التسويق تطوير كل تلك الأجهزة مرة واحدة». غير أن توجه أبل بوتيرة أسرع نحو دورة منتجات جديدة من شأنه تقليص حجم اقتصادات أبل وتقليص هامش ربحها، في وقت يعمل فيه انتشار آي باد ميني (الصغير) الأقل سعراً (والذي يشكل تقريباً ثلثي إجمالي مبيعات آي باد) على تقليص جملة أرباح أبل عموماً. يعتبر ذلك أحد أسباب تراجع نتائج أبل. وتشير تقارير أبل الداخلية إلى تراجع أرباح الفترة الربعية الراهنة مقارنة بالعام الماضي للمرة الأولى خلال فترة عشر سنوات. وبذلك قد يشهد سهم أبل مزيداً من التراجع في نهاية الفترة الربعية المنتهية في شهر يونيو 2013. وقال بندكت إيفانز المحلل في اندرز أناليسيس: «لم يسبق لتيم كوك على وجه الخصوص وأبل على وجه العموم أن أعطيا الانطباع بأن الشركة تستخدم متوسط الفترات الربعية في إظهار أداء الشركة بصورة أفضل». وأضاف: «لا أعتقد أن الشركة ستدير دورة المنتجات على نحو يقدم تدفقاً مالياً أفضل أمام الأوساط المالية». رغم أن آي فون لا يزال مهيمناً على سوق الهواتف المحمولة بالولايات المتحدة إلا أن استمرار انتشار موديلات هواتف أبل الذكية الأقدم وانخفاض حصتها السوقية في الأسواق الأسرع نمواً كالصين والبرازيل جعل المحللون يتشككون في قدرة الشركة على النمو طويل الأجل. يذكر أن محللين من باركليز أصدروا مذكرة تشاؤمية تخفض توقعات أرباح سهم أبل لعام 2014 بنسبة الخمس من 48.92 دولار إلى 39.35 دولار. ويتوقع باركليز الآن ألا تنمو مبيعات وحدات آي فون سوى بنسبة 4 في المئة في فترة سنة أبل المالية الراهنة إلى 133.4 مليون جهاز. كما يتوقع باركليز أن يتباطأ إجمالي نمو عائدات أبل إلى 2% في عام 2014 و4% في عام بعد أن بلغ نمو العائدات 7% إلى 168.03 مليار دولار في السنة المالية المنتهية آخر سبتمبر 2012. يقول البعض إن كوك ليس إلا ضحية نجاح أبل. وقال إيفانز معلقاً على التباطؤ الذي تشهده أبل: «ليس من العدل انتقاد تيم كوك على أن للشركة حصة سوقية من الضخامة على نحو يصعب زيادتها». ومع ذلك تواجه أبل منعطفاً يختلف عما شهدته الشركة في السنوات الثلاث الماضية. وقال إيفانز: «يكمن التحدي في أنه من الممكن أن نشهد سقفاً لنمو آي فون في المستقبل القريب نسبياً لكنا لا نعرف حجم سوق التابليت. وهناك مخاوف حقيقية من ألا تستحوذ أبل على ما عهدته من استحواذ في سوق التابليت». من المنتظر أن تشهد الأشهر الستة المقبلة اختباراً صعباً حين تقرر أبل إن كان عليها إطلاق آي فون جديد منخفض السعر يكون في مقدوره فتح أسواق ناهضة واستعادة حصة سوقية - ولكن ربما على حساب هوامش الأرباح وعلى حساب الميزة التي تحظى بها منتجاتها الراقية. وطريقة معالجة كوك لهذا التحول ستكون أمراً مهماً للمساهمين. وقال باسيك: «ينتظر أن يمنح المستثمرون فرصة لإدارة الشركة في الفترة الربعية المقبلة أو نحوها إذ من غير المعقول ألا تعلن أبل عن منتجات جديدة من الآن وحتى أول أكتوبر. فإن لم تفعل ولم تجر أشياء واضحة لزيادة العائدات والأرباح فإنه يكون قد آن الأوان للتشكك فيما إن كان هو فريق الإدارة المناسب». نقلاً عن: «فاينانشيال تايمز» ترجمة: عماد الدين زكي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©