تدشين نظام معلومات الطالب في المدارس الخاصة

دشن قطاع التعليم الخاص في مجلس أبوظبي للتعليم البرنامج الإلكتروني “نظام معلومات الطالب” في المدارس الخاصة التي تتبع منهاج الوزارة بإمارة أبوظبي، كمرحلة أولى، تمهيداً لتعميمه على جميع المدارس الخاصة بالإمارة. وتستفيد من هذا النظام خلال المرحلة الأولى من عملية التطبيق 50 مدرسة تضم نحو 50 ألف طالب وطالبة، ويتيح النظام للمدارس تسجيل الطلبة، واعتمادهم إلكترونياً، ونقل الطلبة بين المدارس ومتابعة أدائهم الدراسي والتحصيلي أولاً بأول بما يعزز علاقات التواصل بين البيت والمدرسة. واستعرض معالي الدكتور مغير خميس الخييلي مدير عام مجلس أبوظبي للتعليم لـ”الاتحاد”، مزايا هذا النظام الذي يعتبر الأول من نوعه على مستوى الشرق الأوسط، والذي حرص المجلس على تطبيقه في المدارس الخاصة استكمالاً لتعزيز فوائده التي ظهرت في المدارس الحكومية، مشيراً إلى أن النظام يحقق عدداً من الفوائد في مقدمتها رسم صورة واضحة المعالم حول احتياجات إمارة أبوظبي من مقاعد دراسية في مجال التعليم الخاص للسنوات المقبلة، بالإضافة إلى تحديد ماهية المناهج التي تشهد إقبالاً كبيراً من جانب الطلاب الملتحقين بالمدارس الخاصة، سواء أكانت هذه المناهج عربية أو أجنبية، وبالتالي يمكن التخطيط الجيد لهذه الاحتياجات بصورة مستقبلية، وقبل انتظار حدوثها. وأكد أن النظام يعزز أيضاً من قدرة المجلس على تحديد المواقع الجغرافية التي يمكن إنشاء مدارس خاصة جديدة بها لتلبية احتياجات الطلب المتزايد خلال الفترة المقبلة، كما أنه يرصد أيضاً منظومة العمل داخل هذه المدارس، ويقف على معدلات الأداء ويوفر الوقت والجهد والمال التي كانت تضيع في الإنفاق على خطط تشغيل تقليدية لرصد وتسجيل الطلبة وتدقيق سجلاتهم الدراسية، أما مع تطبيق النظام الجديد، فإن هذه المنظومة ستختفي تماماً، وتصبح جميع البيانات المتعلقة بالطالب في متناول الأقسام والإدارات المعنية في المجلس والمدارس الخاصة، كما أن الدقة ستكون أبرز سمات هذا النظام الذي يقدم أيضاً ضمن فوائده صورة من صور الشفافية المتعلقة بتحليل النتائج التي يحصل عليها الطالب والوقوف عند صدقية هذه النتائج من خلال المقارنة بين المستويات الدراسية للمدارس الخاصة ذات المنهاج الواحد. وأوضح الخييلي أن النظام يمثل قاعدة بيانات استراتيجية تتضمن كل التفاصيل بالطلبة في المدارس الخاصة، بالإضافة إلى أنه يعتبر أحد المؤشرات الأساسية في التخطيط الاستراتيجي للنهوض بهذا القطاع الحيوي وتوجيه برامج وخطط تطويرية للارتقاء به. معلومات دقيقة ومن جانبه، قال يوسف الشرياني المدير التنفيذي لقطاع التعليم الخاص بالمجلس إن “أبوظبي للتعليم” وضع خطة شاملة لبدء تطبيق البرنامج تتضمن إدخال المعلومات الخاصة بكل طالب إلكترونياً في سجل المدرسة التي يدرس بها بما يسهل التعامل المعلوماتي والإجرائي مع هذا الطالب بعد ذلك بدقة عالية ويساعد المدارس، وأولياء الأمور والمجلس على حد سواء، ويسهم في بناء نظام معلوماتي دقيق عن الطلبة في المدارس الخاصة كافة بالإمارة، وسوف يقوم بتنفيذ برنامج تدريبي للعاملين بالمدارس الخاصة على التعامل مع هذا النظام الجديد عالي المستوى بما يضمن التطبيق الأمثل الذي يحقق الهدف المطلوب للارتقاء بالأنظمة التعليمية والدقة العالية، على اعتبار أن الأمر يتعلق بالجوانب المعلوماتية للطلاب ومستقبلهم الدراسي، حيث يشمل التدريب 3 موظفين من كل مدرسة، كما سيشمل التدريب موظفي أقسام التعليم الخاص بالمكاتب الإقليمية التابعة للمجلس في المناطق الثلاث أبوظبي والعين والغربية. وأكد الشرياني حرص المجلس على توفير أوجه الدعم الفني كافة الذي تحتاجه المدارس الخاصة لتعزيز أدائها بما يخدم مسيرة التعليم في الإمارة، لافتاً إلى أن تطبيق نظام معلومات الطالب في المدارس الخاصة جاء بعد النجاح الذي حققه في المدارس الحكومية، حيث بلغت نسبة رضا المتعاملين مع هذا النظام أكثر من 95%. وقال البروفيسور أنور داوود مدير إدارة السياسات والتخطيط وإدارة الأداء بقطاع التعليم الخاص: إن نظام معلومات الطالب يعتبر عنصراً رئيساً في عملية التواصل بين المجلس والمدارس الخاصة، ينتج عنه تطوير التعليم في تلك المدارس، حيث يعتمد هذا النظام على استخدام أنظمة إلكترونية متقدمة لرفع مستوى الأداء في المدارس الخاصة، لافتاً إلى أن المرحلة الثانية من المشروع، والتي ستغطي بقية المدارس الخاصة في الإمارة، سوف يبدأ إطلاقها مع بداية العام الدراسي المقبل. الطبيعة السكانية وأوضح محمد يونس مدير إدارة تقنية المعلومات بالمجلس أن النظام الإلكتروني لمعلومات الطالب (eSIS) يعد الأداة الإدارية والمؤسسية الشاملة التي يستعين بها المجلس لمتابعة مناحي وجوانب العملية التعليمية للطلبة من مرحلة رياض الأطفال وحتى الصف الثاني عشر، بما في ذلك التوزيع والطبيعة السكانية والجداول والصفوف الدراسية والحضور والغياب وسلوك الطلبة والتربية الخاصة وغيرها، مشيراً إلى أن استخدام هذا النظام سوف يتيح الفرصة أمام المجلس لمتابعة طلبة مختلف المدارس لا سيما عند الانتقال من مدرسة إلى أخرى أو من مرحلة إلى أخرى، بالإضافة إلى القدرة على إجراء تحليل للمعلومات الإحصائية المتعلقة بالمدارس وغيرها من العمليات التي تفيد المجلس عند اتخاذ القرارات. إدارات المدارس وأعربت عدد من إدارات المدارس الخاصة عن شكرها للمجلس على ما يقوم به من خطوات تستهدف تعزيز التنسيق والتعاون بين المجلس والمدارس الخاصة من أجل الارتقاء بالعملية التعليمية، وتقول سحر حمدان مديرة مدرسة خاصة “البرنامج مفيد للغاية، وسيكون بمثابة شبكة ربط بين المدرسة وأولياء الأمور؛ لأنه يشمل أموراً كثيرة، منها الحسابات والمصروفات ودرجات الطلبة وغيرها”. وقال محمد السعافين مشرف إداري بمدرسة خاصة: “إن نظام معلومات الطالب برنامج جيد يفيد المعلمين والإدارة، ولكن ننتظر عملية التطبيق حتى تتضح الرؤية؛ لأن المميزات أو الإيجابيات ليست بمجرد الكلام عن النظام أو فوائده وأنما في التطبيق العملي”. وتؤكد كارولين مماني اختصاصية حاسوب وتقنية معلومات أن الفكرة جيدة، وسوف تساعد المدارس على الصعيدين الإداري والأكاديمي، كما سيسهم هذا النظام في زيادة فاعلية التواصل بين المدرسة وأولياء الأمور.