الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

20 طالباً ينهون برامج تدريبية في الزراعة والإنتاج الحيواني

20 طالباً ينهون برامج تدريبية في الزراعة والإنتاج الحيواني
6 مايو 2011 23:43
ينهمك علي الحارثي، الذي يعاني من صعوبات في التعلم، في بناء بيت بلاستيكي لاستخدامه في الزراعة المحمية، متحدياً في ذلك إعاقته، ومحاولاً هو وزملاؤه في مركز زايد الزراعي للتنمية والتأهيل التابع لمؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية، وضع اللمسات الأخيرة في بناء البيت، تزامنا مع انتهاء دورة التأهيل الخاضعين لها بالتعاون مع جامعة الإمارات. وانطلقت من الطلاب ممن يعانون الإعاقات الذهنية، ضحكات عالية معبرين عن فرحتهم لدى استقبال مدربيهم، وهم أساتذة من جامعة الإمارات، ممن أنهوا أول من أمس دورة تدريبية استمرت لخمسة أسابيع، أخضعوا خلالها 20 طالباً من ذوي الإعاقات الذهنية لدورة تدريبية في تربية الدواجن، الزراعة في البيوت البلاستيكية، تربية الأغنام والماعز وإنتاج الحليب، ودورة في تربية الأسماك. ووسط أجواء تملئها الحماسة الشديدة، بدأ الطالب عيسى المنصوري، الذي يضفي على المركز روح عالية من الفكاهة في الدرس تمنح شعوراً بالإنتاجية والفاعلية في نهل العلم والمعرفة، بتعريف زملائه من ذوي الإعاقة الذهنية كيفية التمييز بين الدجاج المحلي والأجنبي، وتعريف مكونات البيضة وفوائدها. وأخذ يجاريه في تبيان كيفية توفير الرعاية للدواجن، ربيع العتيبة (40 عاما)، المعروف بين زملائه بشاعر المركز، والذي بدأ مداخلته بتقديم قصيدة شعرية تغنى من خلالها بمآثر المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، و صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، ومن ثم قدم عرضا عن كيفية زراعته للطماطم المعلق، وكيفية وضع السماد للنباتات. زراعات متنوعة في دورة الزراعة في البيوت البلاستيكية، قال الطالب عبدالله علي وهو متزوج ولديه ولدان، إن هناك العديد من المنتجات التي يقومون بزراعتها في المركز، بما في ذلك البصل والطماطم والفلفل الحلو، وكيفية توفير السماد العضوي لهذه المنتجات لكي تكون منتجات عضوية خالية من الأسمدة الكيماوية. وبدت علامات التفاعل والحماس على وجه كلا من سعيد المهيري وعوض المنهالي وأحمد البريكي وسيف الظاهري وهم جميعهم من ذوي الإعاقات الذهنية، أثناء خضوعهم لدورة تأهيلية في التربية الحيوانية، حيث كانوا يتعاملون مع كل معلومة يعطيها المدرب باهتمام، وحب في المعرفة. تطوير المهارات عن الشراكة بين مركز زايد الزراعي للتنمية والتأهيل وجامعة الإمارات، أوضح محمد محمد فاضل الهاملي نائب رئيس مجلس الإدارة الأمين العام لمؤسسة زايد للرعاية الإنسانية وذوي الاحتياجات الخاصة، أن تنظيم الدورات التدريبية لطلبة المركز من ذوي الإعاقة الذهنية والحركية والسمعية، يأتي في إطار التعاون مع جامعة الإمارات لخدمة ذوي الاحتياجات الخاصة بهدف تطوير مهارات المتدربين في المركز في مجال الزراعة والإنتاج الحيواني. وذكر الأمين العام لـ “الاتحاد” أن الدورة تتكون من ثلاث مراحل أساسية، حيث تتمثل الأولى في تعريف الطلبة بالخلفية الأكاديمية فيما يخص التربية الحيوانية والدواجن والزراعة وتربية الأسماك، بينما ستكون المرحلة الثانية معمقة أكثر، والمرحلة الثالثة سيتم التركيز فيها على الجانب العملي وصولا بذوي الاحتياجات الخاصة إلى مستوى أكاديمي مقبول. وأكد الهاملي أن هناك اتفاقًا بين المؤسسة وجامعة الإمارات برفع التعاون إلى مستوى آخر، حيث تم الاتفاق على تدريب طلبة جامعة الإمارات في مركز زايد الزراعي للاستفادة من امكانات المركز. برامج متعددة أوضح المهندس محمد سيف العريفي، مدير مركز زايد الزراعي للتأهيل والتنمية، أن المركز يقدم خدماته لـ 49 طالباً ملتحقاً بالعمل في المركز، تتراوح أعمارهم بين 17 و 40 عاما، كلهم من ذوي الاعاقات الذهنية ، ما عدا واحداً يعاني من الإعاقة السمعية، وآخر من الإعاقة الحركية. وقال العريفي إن الدورة، التي استمرت لخمسة أسابيع وتوزعت على أربعة برامج، ركزت في محاورها على الأقسام الموجودة في مركز زايد الزراعي والمتمثلة في قسم الإنتاج الحيواني، قسم الدواجن، قسم البيوت المحمية، الأسماك حيث قدمها أساتذة من جامعة الإمارات كل في اختصاصه، وتم توزيع الطلبة على البرامج الأربعة بواقع خمسة طلاب في كل مجموعة إضافة إلى المدرب المشرف على الطلبة. ومن هنا، أكد العريفي على أهمية أن لا يتعامل الأهالي ممن لديهم أفراد من ذوي الإعاقة بخجل أمام المجتمع، أو الشعور بأنه شيء من العار، وإنما العمل على إلحاقهم في المؤسسات التي تعنى بهذه الفئات، وإدماجهم في المجتمع، وأن يكونوا متأكدين بأن الأفراد من ذوي الإعاقة لديهم إرادة وعزيمة ليست موجودة عند أقرانهم الأسوياء. وعن كيفية التعاطي مع الطلبة من ذوي الإعاقة أثناء الدورات، قال الدكتور أحمد حسين أستاذ تغذية الدواجن في كلية الأغذية والزراعة إن الأسلوب المبسط وانتهاج الأسلوب العملي والصور كان السائد في التعاطي مع الطلبة، لافتا إلى أن الطلبة لديهم القدرة والمعرفة، ولكن الأهم هو كيفية التواصل مع الطالب من ذوي الإعاقة وفتح الحوار معه للحصول على المعلومة المطلوبة، وتطوير المعلومات لديه. من جانبه، انتهج الدكتور صالح الشرعبي أستاذ مشارك في قسم وراثة وتحسين الحيوان في كلية الزراعة، الأسلوب التفاعلي لتوصيل المعلومة لذوي الإعاقة، باستخدام الأفلام والصور، لافتا إلى أن “اهتمام الطلبة وجديتهم في نهل المعلومة سهل من مهمتنا، وخلق جو تفاعلي بيننا وبين الطلبة من ذوي الاعاقة”. وكانت تجربة الدكتور وصفي فاضل استاذ الهندسة الزراعية مخالفا لتوقعاته المسبقة، حيث لاحظ بعد انتهاء الدورة أن لدى الطلاب وعيا وإدراكا وحرصا كبيرا على أخذ المعلومة ومراجعتها، إضافة إلى الاعتماد على أنفسهم. وذكر دكتور فاضل إلى أن الطلبة تعلموا خلال الدورة كيفية صيانة البيوت البلاستيكية، وبنوا نموذجا مصغرا للبيت البلاستيكي، والذي من خلاله تعرفوا على أجهزة التبريد والتهوية وكيفية التحكم بدرجة الحرارة. وعن توفير أسس السلامة والأمان للطلبة، أوضحت عزة مطر الأخصائية الاجتماعية في المركز، أن الطلبة يتم إدماجهم في الورش بعد التعرف على إمكانياتهم وتدريبهم على عناصر السلامة والأمان. وقالت مطر إن هناك آلية و”مفتاح” للتعامل مع كل طالب وحل المشاكل النفسية التي يعاني منها، كما أن المركز يعمل على تنمية روح الفريق الواحد بين كافة الطلبة، ويضع لائحة سلوكية تقوم على الاحترام وعدم التعدي على الآخر، وتقديم العون والمساعدة له. تسهيلات واستعدادات يضم مركز زايد الزراعي بين طلبته الـ 49، ستة طلبة التحقوا بالصفوف الدراسية الابتدائية الأولى، و10 منهم متزوجون ويعيشون حياتهم الاجتماعية الأسرية بشكل طبيعي، ويقع المركز على بعد 50 كيلومترا من مدينة أبوظبي إلى الشرق من مدينة بني ياس. وشيد بداخل المركز 20 بيتا محميا تستخدم في إنتاج العديد من المنتجات الزراعية، ومجال الإنتاج الحيواني، وكذلك في مجال الميكنة الزراعية، إلى جانب الأراضي الزراعية المفتوحة، كما قام المركز بإنشاء عدد من البيوت المحمية المغلقة لزراعة الطماطم والفليفلة بألوانها والخيار والكوسا والباذنجان وغيرها من المزروعات سواء داخل البيوت المحمية، أو خارجها، فضلاً عن زراعة الزهور، بالإضافة إلى قسم آخر خاص بالإنتاج الحيواني والذي تتم فيه تربية بعض أنواع من الحيوانات كالماعز وتصنيع منتجات الألبان والأجبان. ويضم المركز قسم إنتاج الدواجن، الذي أنشئ حديثاً، وتتم فيه الاستفادة من لحوم الدجاج وبيضه، في حين يشهد قسم الميكنة الزراعية تدريب الملتحقين بالمركز على إجراء جميع عمليات الصيانة للمعدات الزراعية التي تخدم المزرعة أو المركز، وكذلك إجراء عمليات صيانة لشبكات الري ومضخات المياه.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©