الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

مواطن يغوص في أعماق الطب الشعبي لعلاج كسور العظام

مواطن يغوص في أعماق الطب الشعبي لعلاج كسور العظام
3 مايو 2013 21:35
عماد عبدالباري (رأس الخيمة) - نال مجبر العظام الشعبي، ثقة الناس في المجتمعات العربية، وهو الذي يجبر الكسور، ويصنع الدواء للعضو المكسور أو المخلوع ولديه معرفة وخبرة في العظام. ويعود ذلك بالطبع إلى عوامل متعددة، منها اعتماد المجبر الشعبي كثيراً على خبرته الشخصية، وتجاربه الخاصة، في إعادة العظم المكسور إلى وضعه الطبيعي، قبل ربطه وتثبيته، مما يساعد ذلك على سرعة جبره، حيث أشار المجبر محمد صالح الجسمي الذي ما زال يمارس مهنة تجبير العظام في محلة بمنطقة الجولان في رأس الخيمة منذ أكثر خلال 30 سنة إلى أنه تناقلها عن آبائه وأجداده، موضحاً أن العلاج الشعبي يعالج الكسور بالأيام بما يتوافق مع عمر المصاب، فعندما يكون عمر الشخص 30 عاماً يتم التعافي من الكسر في 30 يوماً، ويستثنى من ذلك المصاب بالسكري، فيستغرق تعافيه من الكسر 60 يوماً، وأما بالنسبة للأطفال فيتم علاجهم خلال أيام قليلة. الحالات الصعبة وأوضح أنه يوجد في المجتمع العربي الكثير من المجبرين ذوي الخبرة الطويلة، ويشهد لهم أبناء مناطقهم بقدرتهم وكفاءتهم في تجبير الكسور، كما يشهدون لهم بمعالجة كثير من الحالات المستعصية، وقد توارثوا هذا الأمر عن آبائهم وزادوا عليها من خبراتهم الشخصية وتجاربهم الخاصة، أما في تعريفه الكسر، فيقول هو عبارة عن انفصال أجزاء العظم أو العظام بحيث يصير الجزء الواحد بعد شكله الطبيعي جزءين فصاعداً. وقال إنه تمكن من علاج الكثير من حالات الكسور بنجاح، ولم يتعرض خلال حياته لأي أخطاء، كما عالج الكثير من الحالات الصعبة، منها كسر عظمة الفخذ لأحد الشباب المواطنين من جراء حادث مروري، كما عالج شاباً تعرض لكسور بعد سقوطه من جبل وأصبح بعد شهرين يمشي على قدميه، مما أكسبه سمعة داخل الدولة وخارجها، مشيراً إلى أن المجبر الشعبي في عمله لا يستخدم الجبس في تثبيت العضو المكسور كما يفعل الأطباء والمستشفيات، لكنه يستخدم أدوية بسيطة وجريد النخيل في عملية التثبيت، فيظل العضو المصاب خفيفاً لا يسبب ضيقاً أو أذى للمريض، بالإضافة إلى أن المجبر الشعبي يعتمد كثيراً على خبرته الشخصية وتجاربه الخاصة في إعادة العظم المكسور إلى وضعه الطبيعي، قبل ربطه وتثبيته مما يساعد على سرعة جبره وصحة هذا الجبر، موضحاً أنه عندما يشعر أن الإصابة تحتاج إلى تدخل طبي أو تصوير بالأشعة يتم توجيه المصاب للذهاب إلى المستشفى. سلامة التجبير وأوضح أن المواد التي يستخدمها المجبر الشعبي هي البيض والعنزروت، فعندما يُخلطان معاً يعملان لاصقاً يوضع على الكسر وبعد مدة قصيرة يجف المزيج ويثبت العضو وتعمل هذه اللزقة بطبخ بذور الصبار ووضعها فوق صوف الغنم، وتسمى هذه اللزقة عندهم «الجبارة» وبالنسبة للترقوة يتم وضع عظمة المناجو على مكان الكسر، إضافة لما سبق لعلاجه بطريقة صحيحة، منوهاً إلى أن الطب الشعبي يتطور ويتقدم أيضاً. ويستطيع المجبر الشعبي بحكم خبرته الكثيرة وتجاربه أن يعرف بعد عملية التجبير بأيام إن كان التجبير صحيحا أم لا فهو يميز سلامة التجبير في اليدين والرجلين من تورم الأصابع، فالتورم في الأصابع دلالة على صحة العملية والألم يبدأ بالخروج من الأطراف على حد تعبيرهم، أما إذا اكتشف أن العظم جبر بطريقة معوجة فلهم طريقتهم الخاصة في تعديله أو إعادة تجبيره وتتلخص هذه الطريقة، كما يقول «نخلط السمن مع تمر الفرض والملح ونسويه مثل القرص ونضعه على النار ثم على المكان المكسور وبعد ثلاثة أيام يلين العظم ويفك جبارة فنعيد التجبير وإذا كان الاعوجاج بسيطاً يعدل بالخشب بعد تليين العظم بمعجون السمن مع التمر الفرض والملح وفي حالة عدم وجود التمر يستعملون بدلاً منه «الشمام» فيؤخذ لب الشمام ويربط على الكسر المعوج عدة أيام حتى يلين العظم ويعاد تجبيره». واختتم حديثه بأن الطبيب الشعبي يحرص دائماً على الاستفادة من نباتات ومواد البيئة، فالأظافر والعنزروت، وشعر الماعز أو صوف الغنم كلها مواد متوافرة بكثرة، وكذلك ورق السدر، فإنهم يلجؤون إليه كثيراً في تجبير العظام أو عمليات الخلع البسيطة، فيغلى ورقه الأخضر على النار مع الملح، ويوضع على اليد المفكوكة ويربط فوقه.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©