نبيل فكري (أبوظبي) - لم يعد البطل الأولمبي محمد خميس، يتذكر كثيراً هذه الأيام القاسية في مطلع السبعينيات من القرن الماضي، حين فطن وهو يحاول اللعب مع أقرانه من الصغار، أنه ليس كبقيتهم، وأن لديه إعاقة بسبب شلل الأطفال الذي أصابه كلياً في رجل وأنهك الأخرى.. وربما حين يتذكر ذلك اليوم، يبتسم، فقد عرف بعدها أن الإعاقة الحقيقية ليست في البدن وإنما في الإرادة، وعندها قرر أن يشكل في جوارحه إرادة لا تعرف اليأس.. هي التي قادته لمشوار حافل مع البطولات ومع الذهب، حتى أصبح هو نفسه أغلى من الذهب، وأصبح وزنه الذي يلعب به في رفع الأثقال عياراً خاصاً به، ليس 21 ولا 24، وإنما «عيار 97»، وهو الوزن الذي نافس فيه خميس في معظم البطولات التي خاضها.
اليوم، يدرك محمد خميس أنه يحمل فوق رأسه تاجاً ثلاثياً، ولِمَ لا، وهو من حصل على تكريم لم يحصل عليه سواه، ممثلاً في جائزة صاحب السمو رئيس الدولة في حفل تكريم الرياضيين المميزين، وجائزة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد للإبداع الرياضي، وأخيراً جائزة التميز الحكومي التي حصدها أمس الأول.
ومحمد خميس خلف الله من مواليد 1969 بدبي، وتعرض للإعاقة بسبب شلل الأطفال منذ الطفولة، غير أنه لم يستسلم لها، ومضى في طريق النجاح، سواء اجتماعياً أو رياضياً، فهو رب أسرة يحيطها الود والتفاهم، وله من الأبناء خمسة، بنت وأربعة أولاد، وأصبح بطلاً إماراتياً وعالمياً في رياضة رفع الاثقال، بعد احترافه للعبة في عام 1996.
ويحمل محمد خميس سجلاً حافلاً من الإنجازات والمشاركات العربية والدولية، ومن أبرزها ذهبية بطولة نيوزيلندا المفتوحة، وذهبية بطولة أستراليا المفتوحة عام 1999، وذهبية بطولة إسبانيا المفتوحة، وذهبية بطولة بلجيكا المفتوحة عام 2000، وذهبية بطولة أوروبا المفتوحة ببريطانيا، وذهبية بطولة أوروبا المفتوحة بالمجر عام 2001، وذهبية بطولة العالم بماليزيا، 2002، وذهبية بطولة أوروبا المفتوحة بسلوفاكيا 2003، وذهبية بطولة أولمبياد أثينا 2004، كما حصل على فضية بطولة أولمبياد بكين عام 2008.
عدد اليوم
